شوشرة: الأزمة... والأسرّة!

نشر في 10-11-2017
آخر تحديث 10-11-2017 | 00:09
 د. مبارك العبدالهادي مجموعة من الدواوين روادها من مختلف السياسيين، ملاكها من السادة الأرستقراطيين، فيها يجتمع كل مساء الملتحون واللا ملتحون، الأذكياء والمتخلفون، الأغنياء والأغبياء، المصلحون والمتمصلحون، يتحدثون على موائد الأنقياء، وينتهون عند نقطة اللا لقاء، سوى أحاديث عن وضعيات مختلفة، يتفقون ويختلفون فيها، ويبقى كل واحد منهم رجل الليلة في سرد بطولاته، ولكن إن صحّت!

أصبحت الغالبية العظمى منهم من أبطال سياستنا، سواء كانت المحلية أو الخارجية، داخل البيت أو خارجه، يسردون القصص ويفسرون التطورات ويوهمون الآخرين بأنهم من أصحاب القرار، وأنهم قادرون على تغيير الأوضاع وترجمة الوضعيات، وفقا لكل سياسة خارجية سواء بالإنكليزية أو الفرنسية، لأن العربية محاولاتها دائما تبوء بالفشل، وطاولات الحوار فيها تنتهي على الأسرّة وأنغام "الشخير" والضرب من تحت الحزام! المنطقة تشتعل والأمور تتطور ورياضتنا مكانك راوح، وأطفال السياسة يتصدرون المشهد والأمة تحذر من تصاعد الأمور وتوترها، وما زلنا نبحث عن المخرج! ومشاريعنا تتراجع وأوضاعنا تتمدد، والأحمق يهدد ويتوعد، وطفل المشهد لا يزال يلعب بالمصعد!

من أنتم؟!

هم من يصارعون من أجل البقاء ولكن على حساب أمة، لأنهم اعتادوا على التمدد والسيطرة بكبريائهم وغبائهم اللا متناهي! الأمور تتطور في الخليج وسورية لا تزال تئن، والأوضاع تختلف في العراق، ولا اتفاق في اليمن، والتوتر يتصاعد والحوار يتحول إلى صراخ والتهديد لا ينفع أصحاب الوعيد، والأزمة تعود من جديد في لبنان!

السياسيون في دائرة لا نهاية لها بعد أن اختلط الحابل بالنابل، يبحثون عن المخرج ولكن الحلول مفقودة وطاولات الحوار مستمرة! وأصحاب الدواوين يتباحثون، والرواد يتناقشون ويتعاتبون للتنفيس، ويخرجون عن دائرة الصمت بعد أن ملوا الوعود والحلول الترقيعية.

فالإشاعات تنتشر من هنا وهناك، والأقاويل تتكالب من كل حد وصوب، والأمنيات التي في نفوس بعض المرتزقة تنكشف للعيان، ولكن الناطق الرسمي في خبر كان، ولا يتحدث ولا يتفوه وما عنده خبر ولا أي بيان!

والحكومة لا تزال بانتظار الإعلان والنَّاس تتابع وتترقب الأسماء والعنوان لكشف مرحلة البنيان، خلال فترة "ما تبي" عصيان، ولا كر ولا فر من هذا المكان؛ لأن الشغل ما فيه فلتان، والأيام القادمة فيها عواصف وهيجان! وإن الوضع غير المطمئن دائما مع تصاعد وتيرة أوضاع المنطقة يتطلب العمل من أجل وحدة الصف والقضاء على كل الشوائب التي تعكر أجواءنا، والسعي والعمل من أجل إنجاز الملفات الشائكة، وهذا كله منوط بالتعاون المفقود بين السلطتين التشريعية والتنفيذية اللتين يفترض أن يكون لهما دور أكبر في القضاء على أي أمور من شأنها استمرار حالة التوتر بينهما.

يجب تفويت الفرصة على كل من يحاول أن يصطاد في الماء العكر، فالشعب ينتظر الإصلاحات والمشاريع والإنجازات ومعالجة القضايا المعلقة، وتفعيل دور اللجان البرلمانية التي يفترض أنها مطبخ المجلس، كما أن الجميع ينتظر التشكيلة الحكومية التي نتمنى أن تضم وزراء قادرين على معالجة الأمور في الأجهزة الحكومية التي باتت تغرد خارج السرب إثر معاناتها من التخلف!

الأمور ليست كما يعتقدها البعض لأن المفاجآت غير المتوقعة في المنطقة أصبحت ذات محور جانبي تصعيدي يدعونا إلى القلق، فيجب علاج الوضع الداخلي للتصدي للتطورات الخارجية، والأمور لا تتوقف عند ردات الفعل، بل يجب أن نكون على حذر واستعداد.

آخر الكلام:

"منو يبي يتحدى كوت بوسته". اللعب ساخن والرهانات مرتفعة، ولكن في النهاية راح نفوز، واسألوا الفرق السابقة عن سياستنا في اللعب.

دام "عزج" يا كويت الخير.

back to top