«تبغ وزيتون... حكايات وصور من زمن مقاوم» لمعين الطاهر

تجربة نضالية أدت دوراً في الثورة الفلسطينية المعاصرة

نشر في 10-11-2017
آخر تحديث 10-11-2017 | 00:00
No Image Caption
صدر حديثاً عن «المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات» في سلسلة ذاكرة فلسطين كتاب «تبغ وزيتون: حكايات وصور من زمن مقاوم»، لمعين الطاهر يرسم فيه لوحةً تجمع شتلات تبغ الجنوب اللبناني وجذور الزيتون الفلسطيني العتيق، متجاوزاً كتابة سيرة ذاتية إلى إضاءةٍ على سيرة جماعية مكتملة بشخوصها وحوادثها وأطوار نموها ومناخات ازدهارها وحيثيات تراجعها.
في كتاب «تبغ وزيتون: حكايات وصور من زمن مقاوم» 13 فصلاً يجمع فيها الطاهر قصة «الكتيبة الطلابية»، ويوثق ما قدّمه رواد تجربة نضالية وطنية أدت دوراً مميزاً في الثورة الفلسطينية المعاصرة.

في الفصل الأول «بدايات» يلخص الطاهر فترة انتظار الفلسطينيين طلائع الجيوش العربية التي قيل إنها آتية لنصرتهم بعد النكبة، ولم تأت، وهجرة العائلة إلى يافا، وإقامته في الإسكندرية، ثم في نابلس عشية حرب 1967، والحرب فالنكسة، وانضمامه إلى حركة فتح.

أما في الفصل الثاني «إربد 1968»، فيروي المؤلف قصة انتقاله إلى مدينة إربد الأردنية، وتجديده التواصل مع فتح، وتعرّفه إلى هاني الحسن الذي تولى شرح نشرات فتح، ومشاركته في معركة الكرامة.

بعنوان «لبنان 1973»، يقصّ الطاهر في الفصل الثالث قصة أول اشتباك بين الفلسطينيين والجيش اللبناني، وقذيفة الـ «آر بي جي» التي حسمت الموقف، وكمائن التنظيم الطلابي في الكولا والجامعة العربية، ومناقشة ياسر عرفات الذي أراد القبول بالدخول في تسوية سياسة بعد حرب أكتوبر، وبدولة فلسطينية حتى لو كانت في أريحا وحدها. كذلك يتحدث عن النضال الطلابي اللبناني، وإضراب طلاب الجامعة الأميركية في منتصف عام 1974، والمؤتمر العام السابع للاتحاد العام لطلبة فلسطين الذي عُقد في الجزائر في أغسطس 1974، والذي وافق على البرنامج السياسي المتفق عليه في بيروت بين مجموعة اليسار والمجموعة القريبة من أبو إياد، وينص على حق الشعب الفلسطيني في إقامة سلطته الوطنية المقاتلة على أي شبر يُحرّر من الاحتلال.

«الحرب الأهلية 1975»  عنون الفصل الرابع حيث يروي قصة بداية الحرب الأهلية اللبنانية، وانقسام اللبنانيين، ودخول المقاومة الفلسطينية طرفاً في هذا الصراع. ويطعّم هذا الفصل، كما الكتاب كله، بحوارات شخصية، ومذكرات ميدانية عن مشاركته الشخصية في القتال على محور رأس النبع – البرجاوي، وتنصيبه نائباً لقائد الكلية العسكرية، ومساهمته في معارك جبل صنين، والقتال ضد القوات السورية التي دخلت لبنان لمساعدة اليمين اللبناني.

حروب الجنوب

لا يترك الطاهر تفصيلاً عن المعارك في الجنوب اللبناني إلا ويذكره في الفصل الخامس، «الجنوب 1976»، فيكتب عن ثلاث معارك كبرى شهدتها بلدة مارون الراس على الحدود اللبنانية - الفلسطينية، حين حاولت قوات سعد حداد التقدم نحو بنت جبيل واحتلال قريتي الطيبة ورب ثلاثين، وصدّتها الكتيبة الطلابية واقتحمت مارون الراس نهاراً. هناك، صارت المواجهة مباشرةً مع الجيش الإسرائيلي. وعندما بدأ الهجوم الصهيوني، انسحبت القوات المرابطة في مارون الراس باتجاه فلسطين، ثم عادت إلى مهاجمة الصهاينة حين استقروا في البلدة، فدارت معارك ضارية من مسافة صفر. كذلك تناول دلال المغربي وعمليتها البطولية، وحرب الأيام الثمانية في مارس 1978.

في الفصل السادس «بين حربين: 1978–1982» يروي الطاهر يومياته الجنوبية، متناولاً العلاقة بأبي نضال، ووصول متطوعين من إيران واليمن وبنغلاديش. أما في الفصل السابع، «الانتقال إلى النبطية – الشقيف»، فيتناول انتشار الكتيبة الطلابية في النبطية.

ملحمة الشقيف

في «عبور النهر» وهو عنوان الفصل الثامن ينتقل الطاهر إلى الأردن حيث «لم تكن الأمور بهذه السهولة، فثمّة مخاوف لدى النظام الأردني من عودة أية صورة من صور العمل الفدائي إلى الساحة الأردنية». ويتذكر في الفصل التاسع «الاجتياح 1982» روايتين لمعركة الشقيف في عام 1982: رواية إسرائيلية أتت متأخرة في عام 2013، ورواية فلسطينية تجعل من هذه المعركة أسطورة المعارك.

ويسرد في الفصل العاشر «1982–1983: العمليات خلف الخطوط» وقائع عدة لعمليات نفذتها المقاومة الفلسطينية واللبنانية خلف خطوط العدو الإسرائيلي بعيد اجتياح عام 1982، شاركت فيها الكتيبة الطلابية.

بين طرابلس وأوسلو

في الفصل الحادي عشر، «الانشقاق وطرابلس»، يتذكر الطاهر قصة الانشقاق في فتح. وبحسبه، كان أبو عمّار متأكداً من ترتيبات الانشقاق حين اتخذ قراراته التي عُدّت دافعاً للإعلان عن حركة الانشقاق.

وفي الفصل الثاني عشر، «عودة إلى الأردن»، يقول الطاهر إن عدداً كبيراً من الإخوة عاد إلى الأردن بوسائل مختلفة، بعضهم عبر المنافذ الرسمية وآخرون متسللين عبر الحدود. وتساهلت السلطات الأردنية مع الجميع، وصدر عفو عام عن أولئك الذين فرّوا من الجيش الأردني خلال حوادث سبتمبر 1970 والتحقوا بالمقاومة.

ويختم معين الطاهر كتابه بفصل عنونه «ما بعد اتفاق أوسلو»، فيتحدث عن الكفاح الفلسطيني بعد اتفاق أوسلو، متسائلاً: ماذا تغيّر في فتح؟ ماذا بقي منها بعد 50 عاماً من انطلاقتها يوم أن أطلقت الكفاح المسلح الفلسطيني في الأول من يناير 1965؟

back to top