السعودية تسحب رعاياها من لبنان... وتتوعد بالمزيد

● «المستقبل»: عودة الحريري ضرورة ونقف وراءه
● المشنوق: غير صحيح تسليم الزعامة لبهاء
● باسيل: نحن نختار رئيسَي جمهورية وحكومة ولا أحد «يزيلهما»
● «حزب الله» يدعم منهجية عون

نشر في 09-11-2017 | 17:26
آخر تحديث 09-11-2017 | 17:26
عون وبطريرك الموارنة بشارة الراعي في قصر بعبدا (رويترز)
عون وبطريرك الموارنة بشارة الراعي في قصر بعبدا (رويترز)
بعد زلزال استقالة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري من الرياض في ظروف لم تتضح معالمها الكاملة، تتجه الأوضاع في لبنان إلى مزيد من التصعيد، حيث طلبت الرياض من مواطنيها مغادرة لبنان فوراً، ملوّحة بمزيد من الإجراءات.
دعت الرياض اليوم مواطنيها إلى مغادرة لبنان «في أقرب فرصة»، وإلى عدم السفر إليه، بحسب ما نقلت وكالة الانباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية.

وقال المصدر: «بالنظر إلى الأوضاع في الجمهورية اللبنانية، فإن المملكة تطلب من رعاياها الزائرين والمقيمين في لبنان مغادرته في أقرب فرصة ممكنة، كما تنصح المواطنين بعدم السفر إلى هناك من أي وجهة دولية».

في المقابل، قال وزير الدولة السعودية لشؤون الخليج ثامر السبهان إن «كل الإجراءات المتخذة تأتي تباعا وفي تصاعد مستمر ومتشدد حتى تعود الامور إلى نصابها»، في وقت قالت تقارير إن السعودية ستعلن قريبا سحب ودائعها من لبنان.

وفي بيروت، وفي ظل القلق السائد على مصير رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ونتيجة عمق المأزق الحاصل، يمكن القول بأن المقاربات السياسية قاصرة حتى اﻻن على التوفيق بين التصعيد السعودي غير المسبوق مع متطلبات الوفاق اللبناني التي تجمع عليها جميع المكونات السياسية. وشككت أوساط سياسية مطّلعة في دقة المعلومات التي تتناقلها وكالة «رويترز» نقلا عن مسؤول لبناني كبير مفادها أن «السلطات اللبنانية تعتقد أن الرئيس سعد الحريري محتجز في السعودية ويتجه لبنان إلى الطلب من دول أجنبية وعربية الضغط على الرياض لفك احتجازه». وقالت الأوساط إن «أي خطوة لبنانية رسمية في هذا الاتجاه تعني اطلاق النار رسميا على المملكة وفتح ابواب المواجهة معها بما يعنيه ذلك في قاموس التموضع اللبناني الاقليمي وارتداداته على أوضاعه ومستقبله السياسي».

استقبالات

وفي حين وزع مكتب الرئيس الحريري بيانا، اليوم، متضمنا استقبالاته في الرياض منذ الثلاثاء الماضي حتى اليوم وشملت السفير الفرنسي في المملكة فرانسوا غويات، ورئيسة بعثة الاتحاد الاوروبي في المملكة ميشال سيرفون والقائم بالأعمال الأميركي في الرياض كريستوفر هينزل والسفير البريطاني سايمون كولينز، رأت المصادر أنه «بعد مرحلة تحصين الوضع الداخلي الذي تجسد بالتفاف القيادات الوطنية حول موقف الرئيس عون، انطلقت مرحلة ايصال الصوت اللبناني الموحّد إلى الخارج للمساعدة على حل الأزمة الناشئة من غياب رئيس الحكومة».

بيان «المستقبل»

وكان لافتا اليوم موقف تيار «المستقبل» الذي أكد بعد اجتماع كتلته ومكتبه السياسي أن «عودة الحريري ضرورة لاستعادة الاعتبار والاحترام للتوازن الداخلي والخارجي للبنان في إطار الاحترام الكامل للشرعية اللبنانية»، مشددا على أن «الكتلة تقف مع الحريري ووراء قيادته قلبا وقالبا ومواكبته في كل ما يقرره تحت أي ظرف من الظروف». كما أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من دار الفتوى، امس، أن «موقفنا واضح مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ

عبد اللطيف دريان، والرئيس الحريري هو من يقرّر عودته إلى لبنان وإجراء المشاورات الضرورية». وقال المشنوق إن «الحديث عن عودة بهاء الحريري (في إشارة إلى المعلومات المتداولة عن تسليم قيادة تيار «المستقبل» اليه) يدلّ على تخلّف والكلام غير صحيح»، مضيفاً: «سعد الحريري انتخب من قبل الناس، ونحن لسنا قطيع غنم أو قطعة أرض تنتقل ملكيتها من شخص إلى آخر ولا توجد مبايعة بل انتخابات».

عون

في موازاة ذلك، أطلع عون زواره، اليوم، على صورة الاتصالات ولقاءات التشاور التي يجريها لمعالجة مسألة إعلان الرئيس الحريري استقالة الحكومة من خارج لبنان والظروف التي رافقت ولا تزال هذا الإعلان. وشدد خلال لقاءاته على «الاهتمام بالمحافظة على الوحدة الوطنية»، لافتا إلى أن «الإجراءات التي اتخذت للمحافظة على الاستقرار الأمني والمالي مستمرة وقد حققت أهدافها». ونوه بتجاوب القيادات اللبنانية على اختلاف انتماءاتها مع دعواته للتهدئة وتعزيز الوحدة الوطنية، مشيرا إلى «ضرورة التنبه للشائعات التي تروج من حين إلى آخر بهدف الاساءة إلى الاستقرار».

وأكد أنه لا يزال عند الموقف الذي اعلنه منذ السبت الماضي لجهة ضرورة عودة الرئيس الحريري إلى لبنان للبحث معه في اسباب الاستقالة والتأكد من ظروفها لاتخاذ الموقف المناسب منها. ودعا عون إلى عدم القلق «لأن الأوضاع الاقتصادية والمالية والأمنية ممسوكة، والمطلوب المزيد من التضامن وتوحيد الصف لتجاوز الظرف الراهن لما فيه خير لبنان واللبنانيين».

باسيل

إلى ذلك، قال رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في كلمة له في العشاء السنوي للرابطة السريانية: «اننا دفعنا ثمنا غاليا للفراغ في البلد لنأتي بحاكم يمثلنا، برئيس جمهورية ورئيس حكومة يمثلاننا. نحن اخترناهما ونحن نبقيهما ولا احد «يزيلهما». هناك اناس يتباهون ويهددوننا بالخراب، ولكن ردنا عليهم واحد، سلام ووحدة».

«حزب الله»

وأكدت كتلة «الوفاء للمقاومة» بعد اجتماعها الدوري في مقرها في حارة حريك، امس، أن «الكتلة تؤيد وتدعم المنهجية التي اعتمدها فخامة الرئيس عون في مقاربة الاستقالة الملتبسة»، مشددةً على «ضرورة حفظ الاستقرار السياسي والأمني والنقدي في البلاد». ودعت الكتلة «جميع اللبنانيين إلى توخي الدقة في اطلاق المواقف والحذر من الشائعات التحريضية المغرضة والحفاظ على الهدوء، تسهيلا للمساعي التي تتوخى معرفة الحيثيات والاسباب الحقيقية والقيام بالخطوات المطلوبة التي يقتضيها الموقف الوطني الصحيح».

واعتبر النائب طلال أرسلان بعد زيارته مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، امس، أن «الرئيس سعد الحريري هو رئيس حكومة لبنان الفعلي ولا نعترف بأي استقالة قبل قدومه إلى لبنان حيث يعبر عن حقيقة ما حصل لرئيس الجمهورية واللبنانيين، والحريري يعبر عن الكرامة الوطنية ولا يجوز بحث أي أمر قبل عودته».

إبراهيم

ورأى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، اليوم، أن «هناك قلقا من أن تتجه الأوضاع الداخلية إلى تعقيدات متشابكة ومقلقة تماشيا مع ما يدور في المنطقة، فيما تستمر التهديدات والخروقات الاسرائيلية على وتيرتها التصاعدية، كما تزداد خطابات التباعد السياسي زخما تحت وطأة الانتخابات النيابية المقبلة أو الحسابات الضيقة المحكومة بروحية إلغاء الآخر. وبين هذا وذاك، هناك ملف النزوح السوري وتداعياته الثقيلة جدا على لبنان واللبنانيين حتى صار يُشكل مادة انقسام اضافية».

back to top