الولايات المتحدة متفائلة بشأن صفقة السلام في الشرق الأوسط

نشر في 08-11-2017
آخر تحديث 08-11-2017 | 00:04
 المونيتور يبدو أن خلافاً مفاجئاً ينشأ بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول تفسير اتفاق المصالحة بين "فتح" و"حماس"، إذ جاء رد فعل إسرائيل آلياً، فعلّقت معظم اتصالاتها مع حكومة السلطة الفلسطينية باستثناء المسائل الأمنية والإنسانية الملحة، وفي المقابل تواصل الولايات المتحدة حوارها المستمر مع رام الله، إذ يقود المبعوث الأميركي لعملية السلام جيسون غرينبلات هذه الاتصالات إلى جانب السفير الأميركي في تل أبيب ديفيد فريدمان وفريق القنصل العام الأميركي في القدس، وتتبع الإدارة الأميركية على ما يبدو الشعار "لنمنح اتفاق المصالحة فرصة".

يشير مسؤول أميركي بارز إلى أن الإدارة الأميركية أخبرت محمود عباس أنها لن تتدخل ضد الاتفاق الفلسطيني الجديد وأنها تطالب بنزع سلاح "حماس"، إنما لا تصر على تنفيذ هذا المطلب بين ليلة وضحاها، ولا يستبعد الدبلوماسي الأميركي مايك بنس أن تعمد الولايات المتحدة، بعد اتضاح الرؤية بشأن العلاقة بين الفصيلين الفلسطينيين المتنافسين، إلى رسم الخطوط العريضة لمفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين (مستثنيةً حماس).

من المقرر أن يزور نائب الرئيس الأميركي مايك بنس المنطقة في شهر ديسمبر للقاء نتنياهو، وعباس، والسيسي، ويذكر مصدر أميركي أن هدف الإدارة الأميركية أن تحافظ من جهة على الخط الموالي لإسرائيل وأن تروّج من جهة أخرى للتقارب مع مصر (والمملكة العربية السعودية) بغية التصدي للنفوذ الإيراني، كذلك من المقرر أن يزور صهر ترامب غاريد كوشنر الرياض مرةً أخرى خلال الأيام المقبلة. أما ترامب فما زال عليه أن يقرر ما إذا كان سيصدر مبادئ موجِّهة مع بدء المفاوضات، رغم معارضة نتنياهو خطوة مماثلة. يقوم الدافع الرئيس للمضي قدماً على رغبة الإدارة في التعاون مع مصر في الصراع المتواصل ضد التطرف الإسلامي، كذلك يعلّق ترامب، وفق الدبلوماسي الأميركي، أهمية كبرى على إعلان الرياض، الذي أدلى به في الحادي والعشرين من مايو في القمة العربية الإسلامية الأميركية. وربما يود إطلاق إعلان مماثل من واشنطن بشأن السلام في الشرق الأوسط. يوضح الدبلوماسي الأميركي أن هذه المبادئ الموجِّهة قد تشمل سلسلة من العوامل. على سبيل المثال ستُعقد مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين من دون مشاركة "حماس" ومع اعتبار حل إقامة دولتين جزءاً من الإطار العام، كذلك من الضروري أن تفكك "حماس" جناحها العسكري وأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية. أما إسرائيل فعليها أن تقصر عمليات بناء المستوطنات على حاجات النمو الفعلي الضرورية، كذلك يجب أن تضمن الحدود النهائية الأمن لإسرائيل والحرية للفلسطينيين، ومن هذا المنطلق ينبغي الاتفاق على تدابير متشددة في مجالَي الأمن ومحاربة الإرهاب مع الإبقاء على وجود إسرائيلي على طول نهر الأردن. فضلاً عن ذلك سيُطوَّر التعاون الأمني بين الولايات المتحدة، وإسرائيل، ومصر، والأردن، والمملكة العربية السعودية بالاستناد إلى إعلان الرياض.

من العوامل المهمة الأخرى حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين بالسماح لهم بالإقامة في الأراضي الفلسطينية أو منحهم تعويضاً دولياً (ليس من إسرائيل).

أخيراً ستشمل التوجيهات تطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية بالاستناد إلى مبادرة السلام العربية لعام 2002.

تُدرس هذه الأفكار راهناً في مجلس الأمن القومي الأميركي بتوجيه من مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر، وقد ذكر الدبلوماسي الأميركي أن هدف هذه التوجيهات التصعيب على نتنياهو رفض اقتراحات شخص يُعتبر الرئيس الأميركي الأكثر ميلاً لإسرائيل في الذاكرة الحديثة. وأشار أيضاً مسؤول بارز في وزارة الخارجية الإسرائيلية طلب عدم ذكر اسمه إلى أن غرينبلات وتل أبيب ناقشا بالتأكيد احتمال وضع توجيهات لمفاوضات السلام، ويؤكد المصدر الإسرائيلي أن نتنياهو يعترض على اعتبار نزع سلاح "حماس" هدفاً للمفاوضات، كما يرِد في الاقتراحات الأميركية المحتملة، ويريد نتنياهو أن يشكّل ذلك شرطاً مسبقاً للمفاوضات.

في الجانب الفلسطيني نظر أحد المسؤولين البارزين في السلطة الفلسطينية نظرة ريبة إلى الأفكار الأميركية، ولا شك أن التعاون الأميركي-المصري بشأن اتفاق المصالحة ومحادثات السلام المقبلة شجّع عباس، إلا أنه يرفض محتوى هذا الموقف الأميركي. رغم ذلك شدد مصدر السلطة الفلسطينية على أن الإدارة أخبرت رام الله أن لها ملء الحرية للتعبير عن مواقفها من محادثات الوضع الدائم كافةً.

رغم كل ما تقدّم يرتبط توقّع أن هذه الاقتراحات قد تُنشر قريباً أو قد تقود إلى جلسة افتتاحية للمفاوضات بتوقّع ما سيقوم به ترامب وهذا مستحيل بالتأكيد.

* يوري سافير

* «المونيتور»

back to top