هل تتوقّف عن تناول مضادات التخثر قبل الجراحة؟

نشر في 08-11-2017
آخر تحديث 08-11-2017 | 00:05
No Image Caption
إن كنت تتناول مضادات التخثّر، فاحرص على أن يناقش أطباؤك معاً الإجراءات التي يجب اتخاذها إذا احتجت إلى جراحة أو اختبار غازٍ.
يتناول ملايين المصابين بأمراض قلبية وعائية أدوية تحول دون تشكّل الجلطات الدموية، التي قد تستقر في الأوعية وتحول دون تدفق جزء من إمداد الدم في الساق، أو الرئة، أو الدماغ.

تشمل هذه الأدوية، التي تُدعى مضادات التخثر وتكون أحياناً منقذة، الوارفارين (Coumadin) ومجموعة من الأدوية تُعرف بمضادات التخثر الفموية غير المتعلقة بالفيتامين K.

ولكن إذا كنت تأخذ أحد هذه الأدوية واحتجت إلى إجراء طبي غازٍ (من خلع الضرس إلى جراحة استبدال الورك)، تصبح عملية إدارة المخاطر أكثر صعوبة، وفق طبيب القلب الدكتور غريغوري بيازا، بروفسور مساعد متخصص في الطب في كلية الطب في جامعة هارفارد. يضيف: «يبقى خطر النزف خلال الجراحة وبعدها أعلى من المعتاد لأن الدم لا يتخثر بسهولة».

لكن يشكِّل وقف تناول مضاد التخثر خطراً أيضاً لأنه يزيد احتمال تخثر الدم، خصوصاً إذا خضعت لجراحة، ما يجعلك أكثر عرضة للجلطات. «لذلك يُعتبر السير على الحد الفاصل بين هاتين الحالتين الحرجتين تحدياً للعاملين في المجال الطبي»، حسبما يؤكد الدكتور بيازا. فعليهم أن يأخذوا في الاعتبار ما إذا كان على المريض وقف دوائه المضاد للتخثر، ومتى عليه القيام بذلك، وكيف. تعتمد الأجوبة على عدد من العوامل المختلفة.

أدوية مضادة للتخثر:

طوال عقود، شكّل الوارفارين (Coumadin) أول دواء لتفادي تخثر الدم، وما زال كثيرون يتناولونه. لكنّ عدداً متنامياً ممن يُعتبرون أكثر عرضة للجلطات الدموية يأخذون اليوم أدوية أحدث تُدعى مضادات التخثر الفموية غير المتعلقة بالفيتامين K.

تحول هذه الأدوية دون تشكّل الجلطات الدموية في الدماغ (السكتات الدماغية) بالفاعلية ذاتها كما الوارفارين. إلا أنها أقل تفاعلاً مع الأدوية والأطعمة ولا تتطلّب فحوص دم وتعديلات متكررة في الجرعات. تشمل مضادات التخثر الفموية غير المتعلقة بالفيتامين K هذه: الأبيكسابان (Eliquis)، والداربيغاتران (Pradaxa)، والإدوكسابان (Savaysa)، والريفاروكسابان (Xarelto).

مخاطر مختلفة

كل سنة، يُضطر واحد من كل 10 أشخاص يتناولون مضادات التخثر الفموية غير المتعلقة بالفيتامين K إلى الخضوع لعملية غازية مخطط لها، تشمل فحوصاً تشخيصية وعلاجات تفرض على الطبيب استخدام أداة لدخول الجسم. يُعتبر بعض هذه العمليات أكثر خطورة من غيره. على سبيل المثال، لا تُعدّ العمليات البسيطة، مثل أخذ خزعة من الجلد، مقلقة لأن الطبيب يستطيع تقطيب الجرح وتضميده، وفق الدكتور بيازا. في المقابل، تتطلب إزالة شامة من الوجه رعاية إضافية، خصوصاً إذا كانت قريبة من العين، بما أن نزفاً غير مرئي قد يحدث خلف محجر العين، حسبما يوضح الدكتور بيازا.

أما خلع الضرس، فقد يسبب نزفاً ليس ببسيط، لكن الضمادات والعلاجات الموضعية تكون عادةً كافية لضبطه، مع أن الطبيب قد ينصحك بعدم تناول الدواء المضاد للتخثر في يوم العملية.

الخزعات وغيرها

يُعتبر قرار وقف مضادات التخثر عند الخضوع لتنظير القولون أكثر تعقيداً، إذ من المستبعد أن يسبب النزف، إلا في حال اضطر الطبيب إلى استئصال سلائل من القولون. تشمل العمليات الأخرى التي تتطلب تخطيطاً دقيقاً في حالة مَن يتناولون مضادات التخثر خزعات الثدي والبروستات، فضلاً عن خزعات الأعضاء الداخلية مثل الكلية أو الكبد، لأنها قد تؤدي إلى نزف داخلي يصعب اكتشافه.

من العمليات الشائعة الأخرى (خصوصاً بين المسنين) حَقن الستيرويد في العمود الفقري بهدف معالجة آلام الظهر. تؤدي عملية الحقن هذه أحياناً إلى نزف غير مريء حول العمود الفقري قد يكون خطيراً في حالة مَن يأخذون مضادات التخثر.

يُضطر المريض عادةً إلى وقف تناول مضاد التخثر قبل بضعة أيام من أي نوع من الجراحات الاختيارية. ويعمد الأطباء أحياناً إلى إعطاء المريض أدوية مضادة للتخثر قصيرة المفعول وقابلة للحقن قبيل الجراحة وبعدها. تتيح لهم هذه التقنية، التي تُدعى «التجسير»، ضبط درجة تخثر الدم خلال تلك الفترة الدقيقة من الزمن.

محادثة مهمة

فضلاً عن العملية بحد ذاتها، ثمة عوامل عدة تؤدي دوراً في اتخاذ القرار بشأن مضاد التخثر، من بينها السن، أو المشاكل الطبية، أو الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض. كذلك يأخذ الطبيب في الاعتبار ما إذا كان مريضه يتناول الوارفارين (الذي يبقى في الجسم طوال أيام) أو مضادات التخثر الفموية غير المتعلقة بالفيتامين K (التي تخسر جزءاً من تأثيرها بعد نحو 12 ساعة). ونظراً إلى كثرة المتغيرات، تقوم أفضل إستراتيجية، وفق الدكتور بيازا، على أن تحرص على أن يتحدث الطبيب الذي سيجري لك الجراحة مباشرةً إلى الطبيب الذي وصف لك مضاد التخثر. يضيف: «إذا لم تُجرَ هذه المحادثة، فقد يواجه المريض مشاكل مع النزف أو تخثر الدم». علاوة على ذلك، لا يملك أطباء كثر ممن يجرون الجراحات اطلاعاً واسعاً على التوجيهات المتعلقة بمضادات التخثر الفموية غير المتعلقة بالفيتامين K. لذلك يخطئون حين يطلبون من المريض الامتناع عنها أسبوعاً أو أكثر، ما يعرضه لخطر الإصابة بجلطة.

الأطباء يعطون المريض أحياناً أدوية مضادة للتخثر قصيرة المفعول قبيل الجراحة وبعدها
back to top