«ترى الكويت مو طوفة هبيطة»

نشر في 07-11-2017
آخر تحديث 07-11-2017 | 00:09
 يوسف عبدالله العنيزي خبير استراتيجي، ومحلل سياسي، وكاتب كبير، ومغرد، وناشط سياسي و... وفريق اتفق أعضاؤه على موضوع واحد، وهو توجيه السهام إلى الكويت الوطن والأرض، وتكسير المجاديف "وغث" المواطن ودفعه نحو قاع الإحباط، لا يشك أحد في حب الجميع للكويت، فليس الولاء لهذا الوطن حكرا على أحد، وليس الوطن ثوبا مفصلا لأحد، وليس هناك من له الحق في منح الولاء وتوزيع أوسمة الوطنية، ولم ولن تغيب عن البال فترة السبعة أشهر من عام 1990 التي تعادل العمر عندما قام عدو غاشم باحتلال بلادنا وأصبحنا بين يوم وليلة مشردين في مشارق الأرض ومغاربها.

كم كانت أرواحنا تذوب حزنا وألما عندما يسألنا أطفالنا "متى نرد للكويت؟"، ولكن رغم ذلك الكم الهائل من المعاناة والقتل والتدمير والأسر فإنه بعزيمة أهل الكويت ومساندة كل شرفاء العالم بلا استثناء استطاع هذا الوطن الصغير بحجمه، القوي بأهله، أن يسقط أكبر دكتاتورية عرفها التاريخ، وتحول جيشه إلى أكوام من السكراب، وحولت المقاومة الوطنية أنابيب المجاري الأرضية إلى مقابر جماعية لأفراد تلك الجيوش التي عاثت في البلاد فسادا.

وقبل هذا وبعده هل تستحق منا الكويت هذه السهام والنقد الجارح؟ نعم لا أحد يجزع من النقد والانتقاد، فهذا واجب وطني يفرضه علينا حب الكويت والسعي إلى أن تكون أجمل وأرقى بلاد الدنيا، ولكن هناك فرق بين النقد بهدف البناء والإصلاح وبين الهدم والتدمير والاستهزاء، فأصبح الهدف هو البحث عن المثالب لتضخيمها والتركيز عليها.

ومن ناحية أخرى فأثناء عملي في السلك الدبلوماسي، حيث عملت في "16" بلدا ما بين موظف دبلوماسي وقنصل عام وسفير مقيم أو سفير محال، وكان من الطبيعي متابعة الصحافة المحلية في تلك الدول، فإنني لم أرَ كتّاباً أو مفكرين أو سياسيين يطعنون في وطنهم ويقللون من شأنه.

نعم نحن نفخر بديمقراطيتنا التي ترسخت في أعماق نفوسنا وعلى مدى مئات من السنين، ولن نفرط بها من أجل أي كان، فهذه الكويت وهذا نظامها، ورسالة أخوية إلى الإخوة الكرام أعضاء مجلس الأمة، فمع كل التقدير والاحترام فإن الكويت وأهلها ينتظرون منكم الكثير للبناء والتعمير ونفض الغبار الذي بدأ يتراكم على ملف التنمية، لا نريد صراخاً ونقاشاً يضيع هباء، ولا نريد استجوابات لا تغني ولا تسمن من جوع، فما كادت "الراية" تنزل حتى انطلق سباق الاستجوابات بعيدا عن مصالح الوطن وسلامته.

وهنا نطرح تساؤلا مستحقا: هل هناك قصور في فهم ما تضمنه الخطاب السامي لسمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، في افتتاح دور الانعقاد الحالي؟ وهل هناك عدم إدراك لمضامين هذا الخطاب الصريح والواضح والتي تدعو للابتعاد عن الخلاف والاختلاف، فالأوضاع المحيطة بنا تفرض علينا التعاضد وشد أزر قيادتنا؟

فاللهم من أراد بالكويت خيراً فوفقه لكل خير، ومن أراد بالكويت شراً وأذى فرد كيده في نحره، وحفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

«الضاحك الباكي»

ما سبق عنوان كتاب لمولفه المفكر والأديب الصحافي المصري "فكري أباظة" الذي تولى في مصر العزيزة مناصب متعددة، وكان عميدا لنقابة الصحافيين ورئيسا لمؤسسة الأهرام الشهيرة، ولا أدري لماذا يخطر على البال هذا العنوان وخصوصاً عندما أرى على شاشة الفضائيات العربية بعض المسؤولين العرب وهم يتحدثون بحماس عن حقوق الإنسان في البلاد العربية، وما يتمتع به المواطن من حرية في التعبير، وديمقراطية ومشاركة في الحكم، ورخاء اقتصادي.

وما إن ينتهي ذلك اللقاء وتنتقل الكاميرا إلى ساحات شاسعة تغطى بآلاف الخيام التي يسكنها الآلاف من البشر؛ وبقايا أطفال نهش الجوع والمرض أجسادهم الغضة، ونساء وكبار سن وهم يقتسمون لقمة عيش جادت بها عليهم بعض الجمعيات الخيرية، وتبخرت حقوق الإنسان، حقا إنه الزمن الضاحك الباكي.

back to top