أمعاؤك... التوتّر يضرّها كالطعام غير الصحّي تماماً

نشر في 06-11-2017
آخر تحديث 06-11-2017 | 00:04
No Image Caption
ظروف مادية صعبة، وضغوطات في العمل، ومشاكل في العلاقات... وغيرها من أمور نعجز إزاءها عن مقاومة التوتر الذي يجتاحنا. إلى أيّة درجة يضرّ بنا ذلك؟ بحسب دراسة حديثة، التوتّر قد يكون مضرّاً بصحّتنا تماماً كالوجبات السريعة، على الأقلّ لدى النساء.
في دراسة أخيرة، وجد الباحثون أنّ الفئران الإناث المتوتّرة اختبرت تغيّرات في البكتيريا المعوية، أي مجموعة الكائنات المجهريّة التي تعيش في الأمعاء، مشابهة لما وجدوه كردٍّ على النظام الغذائي عالي الدهون. أمّا لدى الفئران الذكور فتبيّن غياب تأثير التوتّر في البكتيريا.

نشر الباحثون النتائج التي توصّلوا إليها في مجلّة Scientific Reports (تقارير علميّة)، حيث أشارت لورا بريدج واتر (المؤلّفة المشاركة في الدراسة، في جامعة بريغهام يونغ في مدينة بروفو في ولاية يوتاه الأميركية)، وزملاؤها إلى إنّ نتائجهم توضح دور البكتيريا المعوية المحتمل في النتائج الصحّيّة المرتبطة بالجنس في الردّ على التوتّر.

البكتيريا المعوية

عانى نحو 80% من سكّان الولايات المتّحدة الأميركيّة مثلاً عارضاً على الأقلّ من أعراض التوتّر في الشهر الماضي، بحسب الجمعيّة الأميركيّة لعلم النفس. ومن المعروف أنّ للتوتّر آثاراً سلبيّةً في الصحّة العاطفيّة كما الجسديّة، بما فيها تزايد خطر الإصابة بالاضطراب النفسي والاكتئاب والسمنة. تشير الدراسة الجديدة إلى أنّ بعض هذه الآثار ربما يعود إلى كيفيّة ردّ الكائنات المجهريّة الموجودة في الأمعاء على التوتّر.

حمية غذائية

توصّلت بريدج واتر وزملاؤها إلى هذه النتائج بعد إجراء اختباراتٍ على مجموعة كبيرة من الفئران الذكور والإناث. طوال 16 أسبوعاً، أُطعم نصفها طعاماً عالي الدهون، في حين بقي القسم الآخر يتّبع النظام الغذائي «تشو» العادي.

بعد مرور 16 أسبوعاً، تعرّضت مجموعة الفئران بأكملها لتوتّرٍ خفيفٍ مرّةً أو اثنتين في اليوم على مدار 18 يوماً، علماً بأن عوامل الضغط تنوّعت بين السباحة في الماء البارد، والنوم على فراشٍ رطبٍ، وسماع صوت الكائنات المفترسة، أو شمّ رائحتها.

حلّل الباحثون عينات من البراز قبل تعرّض الفئران للتوتّر وبعده ليحدّدوا كيف تأثّرت البكتيريا المعوية بالنظام الغذائي والتوتّر.

بالإضافة إلى هذا، قاس الفريق مستويات القلق لدى القوارض استناداً إلى مدى استعدادها للتجوّل في متاهة مفتوحة.

تغيرات جسدية متميّزة

أظهرت الفئران كلّها تغيرات مهمّة في البكتيريا المعوية ردّاً على النظام الغذائي عالي الدهون. لكنّ الفريق وجد أنّ الفئران الذكور التي أُطعمت نظاماً غذائيّاً عالي الدهون أظهرت توتّراً أكبر مقارنة بالفئران الإناث التي اتّبعت النظام الغذائي ذاته. وردّاً على التوتّر، أظهر الفريق الأوّل تراجعاً في نشاطه مقارنة بالفريق الثاني.

مع هذا، في المجموعة التي اتّبعت نظام تشو الغذائي العادي، وجد الباحثون أنّ الفئران الإناث أظهرت تغيرات في البكتيريا المعوية ردّاً على التوتّر مشابهة لتلك التي شوهدت في فريق النظام الغذائي عالي الدهون. يُشار إلى أنّ الردّ غاب لدى الفئران الذكور التي اتبعت نظام تشو الغذائي العادي.

وفقاً للباحثين فإنّ النتائج التي توصّلوا إليها تشير إلى اختلاف في تأثيرات التوتّر بين الرجال والإناث بسبب آثاره في البكتيريا المعوية.

تؤكّد بريدج واتر: «التوتّر مضرّ عموماً، لكنّ الجديد في البحث أنّه يجمع التوتّر بتغييرات خاصّة بالإناث في البكتيريا المعوية. نعتقد أحياناً أنّ التوتّر ظاهرة نفسيّة بحت، لكنّه يسبّب تغيّرات جسديّة مميّزة أيضاً».

يحذّر الفريق من أنّ دراسته أُجريت على الفئران لكنّه يؤمن بأنّ النتائج ذاتها تطبّق على البشر.

وتختم لورا بريدج واتر: « تميل النساء إلى إظهار معدّلات مرتفعة من الاكتئاب والاضطراب النفسي التي ترتبط بالتوتّر. فتشير الدراسة إلى أنّ المصدر المحتمل للتناقض بين الجنسين قد يكون الطرائق المختلفة التي تردّ فيها البكتيريا المعوية على التوتّر لدى الذكور مقابل الإناث».

التوتّر يرتبط بعمل البكتيريا المعوية
back to top