Only the Brave

قصة مؤثّرة عن أبطال يحاربون النيران

نشر في 02-11-2017
آخر تحديث 02-11-2017 | 00:00
الإطفائيون خلال إحدى المهمات
الإطفائيون خلال إحدى المهمات
تشكّل محاربة النيران في البراري فناً غامضاً. إنه توازن دقيق مع قوة هائجة لا تستطيع توقعها، ولا يمكن هزيمتها إلا باكتساب مهارات فريدة ترتبط بالطقس، والوقود، والريح بغية إطفاء النار بالنار وحدها. وإذا كانت الصورة التي تكوّنها عن فرقة الإطفاء تقتصر على شاحنة حمراء كبيرة وخرطوم ماء، فلا شك في أن Only the Brave الذي أخرجه جوزف كوسينسكي سيبدّل هذه الصورة.
يعرّف Only the Brave المشاهد إلى فريق من رجال الجبال بقمصانهم الصفراء ومعاولهم ومناشيرهم الآلية: إطفائيون يكافحون النيران بالخنادق والمشاعل.

يستند الفيلم، الذي كتبه كين نولان وإريك وارن سنجر، إلى مقال نشره سيث فلين في مجلة GQ بعنوان {ما من مخرج}، يتناول بالتفاصيل الدقيقة والمؤلمة حريق يارنيل عام 2013 في أريزونا ومعاناة فريق أطفاء {غرانيت ماونتان}.

مشاعر ملتهبة

يأخذ الفيلم هؤلاء الرجال عن الورق ويبث فيهم الحياة. يشتهر كوسينسكي، الذي يملك خلفية في الهندسة، بأسلوبه البصري الدقيق ومؤثراته الخاصة الرقمية. لا شك في أن هذا الأسلوب يلائم الأفلام المميزة الجميلة إنما الباردة عاطفياً. لكن Only the Brave ملتهب بالمشاعر بفضل الدقة الأساسية والضرورية في تصوير الشخصيات وعلاقاتها ببعضها البعض.

يعمل كوسينسكي والكاتبان بدأب على عرض الأجزاء والأدوات الضرورية لهذه القصة المؤثرة بالطريقة عينها التي يملأ بها إريك مارش (جوش برولين) حقيبة ظهره بالعدة. تُظهر لقطات من التدريب، بعض الدعابات، ويبرز عدد من المهام الصعبة كيفية استخدام هؤلاء الرجال أدواتهم في البرية: يسارعون إلى حفر {الخطوط} في الأرض، وقطع الأشجار، واستخدام النيران لمحاربة النيران. وندرك مدى خطورة هذا العمل عندما نرى ملجأهم الأخير، خيمة واقية من الألمنيوم، يُفتح خلال الدعابات والتمارين، مع أننا نأمل بألا يُضطروا إلى استعماله خلال مكافحة النيران.

كان لا بد من التركيز على الإجراءات، والخطوات، والخطط المتبعة في عرض هذه القصة، مع أنها تشكّل أيضاً انعكاساً للطريقة التي يعمل بها عقل إريك والتي يقود بها فريقه. يسعى إريك بدأب إلى الحصول على شهادة تصنيف من النمط الأول، علماً بأن بلدية المنطقة لم يسبق لها أن سمعت بها. كذلك يلهم مجموعة من الرجال الصلاب لاتباعه إلى النار، متحلياً بمزيج فاعل من الشغف، والإخلاص، والهوس، والاستعداد. لكن هذا الهوس يتحوّل أحياناً إلى مثار جدل بينه وبين زوجته أماندا (جنيفر كونيلي)، وهي امرأة محبة وعنيدة تعيد تأهيل الأحصنة وغالباً زوجها أيضاً.

يُقدّم برولين الملتحي والمغطى بالسخام أداءه الأفضل في هذا الدور، الذي يبدو كما لو أنه كُتب له. فمارش برولين صلب، وخشن، ومنصف. إلا أن نوع الرجولة الذي يتحلى به، والذي يقلّده رجاله، يستمد قوته من الرقة والصداقة. يكرّم Only the Brave الصداقة المرحة والخشنة بين الرجال كمعلمين، إخوة، وأعداء، وزملاء.

علاوة على ذلك، يبرع جيمس بادج دايل في دوره المساند بصفته نائب مارش المندفع، في حين يسرق تايلور كيتش كل مشهد يشارك فيه، مؤدياً دور رجل متهور مشاغب وساحر. لكن الفيلم يدور خصوصاً حول علاقة مارش ببراندن ماكدونو (مايلز تيلر). ماكدونو المليء بالحياة والملقب بـ}دونات} مدمن سابق ينضم إلى الفرقة عندما يصبح أباً. فيرى مارش نفسه في {دونات} ويقرر المجازفة بمساعدته.

مؤثرات رائعة

صحيح أن عمل كوسينسكي ينجح بفضل مشاعره الجياشة، إلا أنه لا يضحّي مطلقاً بالمؤثرات البصرية، فتشكّل البرية المشتعلة جمالاً مذهلاً، وخيالياً، ومرعباً: أشجار الصنوبر تتهاوى عن الجرف، مقدمةً عرضاً نارياً، وكوابيس عن دببة مشتعلة تركض مندفعة في الغابة. تخدم روعة هذه الصور القصة والناس فيها. وهكذا يتحوّلOnly the Brave إلى قصة حقيقية تلامس قلبك وتبقى فيه حتى بعد ارتفاع شارة النهاية.

back to top