The Killing of a Sacred Deer يرغمنا على مشاهدة أعمال الرعب

نشر في 02-11-2017
آخر تحديث 02-11-2017 | 00:00
ربما يكون فيلم يورغوس لانثيموس الأخير The Killing of a Sacred Deer الأكثر سوداوية حتى اليوم ضمن أعماله، مشكّلاً مناورة لم تتفادَ البتة كل ما هو داكن ومكدّر.
لا تلائم أعمال يورغوس لانثيموس الجميع. لكن المشاهد يشعر بنوع من الاكتفاء عند تأمل استكشاف الكاتب اليوناني الطبيعة البشرية الساخر جداً والمدروس بإتقان، فمشاريعه تبدو حقيقية إلى أبعد الحدود رغم غرابتها، ولا يخرج عن هذا الإطار فيلمه الأخير The Killing of a Sacred Deer.

يركّز لانثيموس على التفاعلات العائلية المختلة والمجموعات المعزولة غير المستقرة حيث يحيد الواقع عن محوره ويندمج بطقوس غريبة تكون غالباً عنيفة ومسيئة، ولا يُعتبر The Killing of a Sacred Deer استثناء، بل يشكّل قصة خيالية تبدو أقرب إلى كابوس عن تدمير عائلة تحت ضغط قانون {العين بالعين} الأخلاقي.

يبدأ الفيلم بالمواجهة في مستهله مع لقطة طويلة لصدر مفتوح وقلب ينبض خلال الجراحة. يتحداك لانثيموس أن تشيح بناظريك فيما تراقب جمال هذه الصورة بتجرّد. الشخصية الرئيسة في القصة طبيب القلب ستيفن مورفي الذي يؤديه بمهارة تامة مبدع لانثيموس الجديد كولن فاريل.

لستيفن زوجة جميلة (نيكول كيدمان) وعائلة مميزة. ولكن تجمعه أيضاً علاقة غريبة مع صبي مراهق يُدعى مارتن (باري كيوغان) يحفّزها الإحساس بالذنب.

توفي والد مارتن فيما كان ستيفن يجري له جراحة. ولما كان الطبيب قتل فرداً من عائلة مارتن، فيصمم الأخير على قتل فرد من عائلة ستيفن. ويصاب ولداه بشلل غريب كإشارة تحذيرية.

يبرهن فاريل وكيدمان أن ما من ثنائي بين الممثلين أفضل منهما في الوقت الراهن مع بلوغهما الذروة في آن. يشد فيرل كيدمان إلى رؤية لانثيموس عن الواقع، فتصبح مسيطرة بسرور وبرودة. ويتحوّل اعتماد شخصيتها على المنطق إلى سبب تهاويها بما أن ما من منطق هنا.

يقع ستيفن العاجز في شرك تلاعب رومبلستيلتسكين المراهق ذاك، الذي يبدو أشبه بكائن سحري بعينيه البريئتين. وهكذا يُحكم على ستيفن بخوض مطاردة مستمرة بسبب أخطاء ماضيه. لكن رفضه الإقرار بمسؤوليته عن أفعاله يعيده إلى هذا المأزق، ما يدفع به إلى حفرة أكثر عمقاً وجنوناً.

أداء لافت

يذهلنا كيوغان، الذي قدّم دوراً مميزاً في Dunkirk في وقت سابق من هذه السنة، بأدائه شخصية مارتن البريء على نحو خطير. يندس بكل سهولة في واقع لانثيموس المختل، مقدّماً أداء يجمع بين السخرية والعاطفة، ما يجعله مذهلاً بكل بساطة.

يتناول الفيلم خطأ منطق الانتقام، ويبرع في ذلك لأن مؤيد هذا المعيار مراهق لم يختبر بعد تعقيدات الحياة، فيتمسك بوجهة نظره الحادة والقوية التي تخرّب عائلة بأكملها.

واللافت أن ساني سولجيك ورافي كاسيدي، اللذين يؤديان دور الولدين بوب وكيم، لا يقلان عن كيوغان إبداعاً في أدائهما العاطفي والجسدي.

يحافظ لانثيموس وإفثيميس فيليبو، الذي شاركه في الكتابة، على روح دعابة واضحة حتى في اللحظات الأكثر جنوناً. كذلك يعتمد لانثيموس على أنماط أسلوب محددة (مسدسات جانبية، ولقطات قريبة، وعدسات fisheye) بغية تقديم شكل ووتيرة مبتكرين ومتطورين، مع أن خياراته السينمائية لا تبدو دوماً ملائمة وسهلة.

فقد البصر

يتلاعب لانثيموس بمحور العينين والبصر في عمله هذا، علماً بأنهما يشكلان رمزين مناسبين في وسيط بصري. ففقد البصر قد يشكّل مصدر راحة، مبعداً الإنسان عن فظائع العالم. ولكن في The Killing of a Sacred Deer، يرغمنا لانثيموس على النظر، متأملين الجنون المتأصل الذي يتجلى بسهولة. ولكن ماذا عن معيار العين بالعين؟ يُقال إن الناس أجمعين يُصبحون عمياناً إذا طُبّق.

كيوغان مذهل بأدائه شخصية مارتن البريء على نحو خطير
back to top