«عزوف» البارزاني يشجع الحوار بين بغداد وأربيل

الزعيم الكردي للحكومة المركزية: لن نسمح بالقضاء على الإقليم

نشر في 30-10-2017
آخر تحديث 30-10-2017 | 00:12
رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني
رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني
ابتعد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، أمس، عن مسؤولياته التنفيذية ليبقى «زعيماً» للحزب الديمقراطي الكردستاني، أبرز القوى السياسية التي تكافح لتحرر شعبها منذ نحو سبعة عقود، مانحاً إشارة مرونة كبيرة في أي حوار مقبل مع بغداد بشأن الخلافات حول الأرض والنفط والصلاحيات الإدارية والسياسية.

وقال البارزاني، في رسالة بعث بها إلى برلمان كردستان، الذي عقد جلسة مغلقة أمس، إنه يرفض تمديد ولايته التي تنتهي الثلاثاء، بعد تمديدها مرتين عامي ٢٠١٣ و٢٠١٥، سنتين على التوالي، مما يعني أنه تخلى عملياً عن منصب رئيس الإقليم، وهو موقع نص عليه دستور العراق الفدرالي عام ٢٠٠٥.

وانشغل البرلمان الكردستاني، وسط خلافات، بتوزيع صلاحيات الرئيس بين السلطة التنفيذية للإقليم والسلطتين التشريعية والقضائية، كحل لفراغ موقع الرئيس حتى الانتخابات التي تعرضت للإرجاء إلى أجل غير مسمى، بعد استفتاء الاستقلال وما تلاه من قيود وعقوبات وتحركات عسكرية قامت بها بغداد.

اقرأ أيضا

ويفترض أن يكون ذلك إشارة إيجابية تحرك التفاهمات التي انتهت إلى وقف إطلاق النار «المحدود» بين الجيش الاتحادي وقوات البيشمركة الكردية، وسط ضغط دولي على بغداد للتقدم بمبادرة إيجابية نحو الإقليم الكردي تخفف التوتر وتطلق حواراً لحل الخلافات، ومنع حرب قومية يخشاها الجميع.

ولا يمثل قرار البارزاني استقالة من عالم السياسة؛ لأنه سيبقى زعيماً لشريحة واسعة من الأكراد، وطرفاً يتمتع بثقة إقليمية ودولية رغم القلق من طموحاته في تحقيق حلم الدولة التاريخي، لكن تخليه عن منصبه سيثير أسئلة بشأن من سيملأ الفراغ الرسمي الذي سيتركه.

ووفق الإشارات الأولية، فإن ابن أخيه وصهره نيجرفان البارزاني سيخلفه في أهم الصلاحيات الأمنية والتنفيذية، وهو شخصية ذات قبول واسع لدى بغداد والحلفاء الدوليين، مقارنة بنجله مسرور المعروف بهيمنته على أجهزة المخابرات والقوات العسكرية.

وفي خطابٍ وجهه إلى شعب كردستان، بعد الإعلان عن اتفاق في برلمان الإقليم على تقاسم صلاحياته، قال البارزاني إنه سيستمر في خدمة الشعب و«سأبقى بيشمركة إلى الأبد، وهذا أعتبره من أعلى المناصب».

واتهم البارزاني بغداد بمحاولة كسر إرادة الكرد، واصفاً ما قام به القادة الأكراد الذين سلموا كركوك للجيش العراقي بـ «الخيانة».

وقال إنه حاول «إيقاف إراقة الدماء، لكن القوات العراقية وقوات الحشد الشعبي واصلت التقدم، واستخدمت أسلحة أميركية»، مضيفاً: «إذا كان خيار بغداد القضاء على إقليم كردستان فإننا لن نسمح به... قوات الحشد تعمل على إثارة الصراع مع البيشمركة، وتهجير المناطق الكردية إلى خارج الإقليم».

back to top