تطوير الحدائق بين مماطلة المقاولين وروتين المسؤولين

136 حديقة عامة بالكويت بمساحة تخطت 3 ملايين متر مربع تعاني الإهمال

نشر في 29-10-2017
آخر تحديث 29-10-2017 | 21:45
بين سندان مماطلة المقاولين ومطرقة روتين المسؤولين، تقف الحدائق العامة بالكويت على عتبة الإهمال وعدم المتابعة والصيانة، فرغم امتلاك بنية تحتية من الحدائق العامة تزيد مساحتها على 3 ملايين متر مربع، إلا أن تطويرها شبه غائب عن القاموس الحكومي.
وفي حين يصل عدد الحدائق «قيد الإنشاء» إلى 39 حديقة موزعة على مختلف مناطق البلاد، فإنها «محلك سر»، وقد طال انتظار الانتهاء من تشييدها، وإدخالها الخدمة ليستفيد منها المواطنون والمقيمون، دون جدوى.
يبلغ عدد الحدائق العامة القائمة في مختلف أنحاء البلاد 136 حديقة، تشكل متنفسا للمواطنين والمقيمين للهروب من زحام الشوارع وضيق المناطق السكنية، كما للمساحات الخضراء دور كبير في كسر سخونة الطقس الذي تشهده البلاد في الفترة الحالية.

وفي هذا السياق، أفاد مصدر بقطاع الزراعات التجميلية بالهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية لـ «الجريدة»، بأن عدد الحدائق العامة في الكويت 136 حديقة تضم 37 ملعب كرة قدم متعدد الأغراض، و49 ساحة أطفال مغطاة بأرضية مقاومة للصدمات، بمساحة إجمالية تبلغ 3 ملايين و64 ألفاً و299 متراً مربعاً، موزعة على المناطق الزراعية التسعة في البلاد.

«الجريدة» جالت على عدد من الحدائق العامة للوقوف على حالتها وجودة مرافقها، وتحدث عدد من المواطنين والمقيمين عن آرائهم ومقترحاتهم للارتقاء بالحدائق التي تمثل «المنتزه الأرخص في الكويت، والذي لا يكلف دخوله أي شىء»، حسب تعبير بعضهم.

الخالدية مهملة

البداية من حديقة الخالدية بقطعة (4)، التي تبلغ مساحتها 12893 مترا مربعا، هي بحالة يرثى لها وشبه مهجورة، الإهمال حاضر بقوة، والنباتات والأشجار تعاني شدة الحر وشدة ظلم الإنسان لها، الحشائش بعضها جف وبعضها تحول لونه إلى الأصفر، والأشجار الصغيرة ذبلت أغصانها وتوقف نموها، والقمامة وبقايا الطعام لا تجد من يرفعها.

يقول محمد عبدالعزيز (مواطن): «ماذا يمكنني أن أقول؟ المنظر أمامكم يغني عن أي كلام، نتمنى من المسؤولين إعطاء الحديقة الاهتمام الكافي لتكون على المستوى الذي يليق بمنطقة الخالدية».

من جهة أخرى، وبجانب الإهمال الكبير، أضحت الحديقة بوابة خلفية لمخلفات فرع الجمعية الكائن بنطاقها، حيث يقوم منسوبي الفرع بغسل أوانيهم والتخلص من بقايا الطعام بها، ما جعلها قبلة للطيور لتناول الفضلات.

الفروانية مقبولة

وتعد حديقة الفروانية التي تبلغ مساحتها 49621 مترا مربعا بحالة مقبولة بالنسبة لنظيراتها في خيطان والعمرية والمناطق شديدة الزحام، إلا أنها تعاني إهمالاً في دورات المياه وبعض المرافق الاخرى، وقلة اهتمام بالزروع، ويميزها اتساعها النسبي الذي حولها لمضمار لممارسة رياضة الجري، إضافة لاشتمالها على ملعب كرة قدم.

يقول علاء علي (مصري): «الحديقة مقصد دائم للوافدين في المنطقة، كونها متنزها طبيعيا لا يكلف دخوله أي مبالغ مالية، لكنها بحاجة إلى التطوير والاهتمام، كما يجب على زوارها الحفاظ عليها لأنها ملك للجميع».

واشتكي عدد من رواد الحديقة عدم الاهتمام بالمنطقة المخصصة لألعاب الأطفال، متمنين من المسؤولين صيانتها وتطويرها، وكذا عدم وجود مبردات مياه نظيفة وصحية، إضافة لضرورة الاهتمام بري الأشجار والنباتات بشكل منتظم، والتي تأثرت من شدة الحر وجفاف التربة.

العمرية مظلمة

رغم ضيق مساحتها وسوء حالتها، فإن زوارها كُثر، لقربها من النطاق السكني لمنطقتي الفروانية والعمرية، وتعاني الحديقة من ذبول الزروع، كما هو الحال في كثير من الحدائق، وكذلك سوء حالة مبردات المياه والمرافق، وضعف الإضاءة ليلاً، وأحياناً انقطاعها.

وأكد تامر أحمد (مصري) أن أكبر عيوب الحديقة عدم وجود إنارة كافية ليلاً، وعدم وجود مظلات تقي من الشمس، إضافة لقلة الاهتمام بنظافتها ووجود القمامة على الأرض، مما يؤثر على المنظر الجمالي للحديقة ويضر بالنباتات والأشجار، وكذلك عدم ريها بالماء بصفة منتظمة.

حولي جيدة

حديقة منطقة حولي رغم صغرها (5981 متراً مربعا) لكنها تحظى بقبول لدى روادها، لاسيما بما فيها من نباتات وأشجار تبدو بحالة حسنة مقارنة بنباتات الحدائق الأخرى، كما أن فيها منطقة مخصصة لألعاب الأطفال تشتمل على عدة ألعاب، فضلاً عن تظليلها بغطاء يقيهم أشعة الشمس نهاراً.

يقول جابر بدر (مصري): «اعتدت زيارة هذه الحديقة أسبوعياً برفقة أسرتي، لكن يعيبها عدم وجود سور حولها، ما يعرض الأطفال لخطر السيارات والمركبات بالشارع إذا لم ينتبه لهم آباؤهم بدرجة كافية»، مشيداً بازدهار الأشجار والحشائش بها نتيجة الاهتمام برعايتها وريها من قبل عمال الحديقة.

الجابرية نموذج

تبلغ مساحة حديقة الجابرية (الواقعة بقطعة 2) 67112 متراً مربعاً، واعتبرها يحيي علي (مصري) حجة على باقي حدائق الكويت، ونموذجاً يجب الاقتداء به، فأشجارها وحشائشها خضراء مزدهرة، وألعاب الأطفال مازالت بعافيتها وجودتها، والبحيرة الصغيرة بها تزيد جمالها وتبعث على الانشراح والسكينة.

ويقول محمد سيف (سوري) إن «الحديقة رائعة، أزورها في العطلات للاستمتاع بجمالها، ورغم طول المسافة بين محل إقامتي بالفروانية والحديقة، إلا أنني أذهب إليها أسبوعياً لأستمتع بالطبيعة، وأتمنى أن تصبح الحدائق الأخرى بنفس جودتها».

9 مناطق زراعية تشتمل على حدائق وملاعب

تضم المنطقة الزراعية الأولى (مدينة الكويت، بنيدالقار، الدسمة، الدعية، المنصورية، القادسية، ضاحية عبدالله السالم، الشامية، الشويخ السكنية) 44 حديقة و5 ملاعب كرة قدم بمساحة إجمالية 658597 متراً مربعا.

وتشتمل المنطقة الزراعية الثانية (النزهة، الفيحاء، كيفان، الروضة، العديلية، الخالدية، السرة، قرطبة، اليرموك) على 34 حديقة و5 ملاعب بمساحة إجمالية 411950 متراً مربعا، أما المنطقة الثالثة والتي تشمل (الشويخ الصناعية1، الشويخ الصناعية2، الشويخ التعليمية، الشويخ الصحية، المنطقة الساحلية، غرناطة، الصليبخات، الدوحة) فبها 4 حدائق وملعب واحد، بمساحة إجمالية 74000 متر مربع.

وتضم المنطقة الرابعة (السالمية، الشعب، حولي، ميدان حولي، الجابرية، سلوى، مشرف، بيان، الرميثية، مبارك العبدالله الجابر) وبها 17 حديقة و8 ملاعب، بمساحة إجمالية 424397 متراً مربعا، في حين تحتوي الخامسة (وتشمل صباح السالم، المسيلة، الفنيطيس، غرب الفنيطيس، الفنطاس الغربي، القصور، العدان، القرين، ضاحية مبارك الكبير، صبحان، المنطقة العسكرية) على 5 حدائق و6 ملاعب بمساحة إجمالية 196225 مترا مربعا.

وفي المنطقة الزراعية السادسة (الرقة، هدية، جنوب هدية، الصباحية، الظهر، الفنطاس، ضاحية جابر العلي، المهبولة، المنقف، ابوحليفة، الفحيحيل، الاحمدي) توجد 17 حديقة و6 ملاعب بمساحة 433154 متراً مربعاً، بينما تضم السابعة (خيطان، جنوب السرة، الري الشرقي، العمرية، الفروانية، المطار، المقوع) 6 حدائق وملعبَين بمساحة 303691 متراً مربعا.

وبينما تضم الزراعية الثامنة (الرابية، الري الغربي، الرقعى، الأندلس، ضاحية صباح الناصر، الفردوس، العارضية، جليب الشيوخ، الرحاب) 6 حدائق و3 ملاعب بمساحة 275046 متراً مربعاً، فإن المنطقة التاسعة (الجهراء، الصليبية) تضم 3 حدائق وملعباً واحداً بمساحة إجمالية 287239 متراً مربعا.

«حولي» تحظى بقبول لدى روادها لكن يعيبها عدم وجود سور حولها

«الفروانية» بحالة مقبولة إلا أنها تعاني إهمالاً في دورات المياه

«الخالدية» بحالة يرثى لها وشبه مهجورة وأضحت بوابة خلفية للمخلفات
back to top