لعبة لا تُمل

نشر في 29-10-2017
آخر تحديث 29-10-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي أكثر لعبتين أحب ممارستهما، تنس الطاولة والبيلوت، وكلتا اللعبتين لا أحتمل ممارستها أكثر من مرتين أو ثلاث على أقصى تقدير. ولا أعرف تفسيراً لمزاج من يستمر في لعبة واحدة، كالبيلوت مثلاً، طوال الليل. كيف لا يمل؟ هل هو إدمان؟

لكن المصيبة عندما تدمن الحكومة لعبة مملة مضرة، وهي لعبة "التشكيل". وتمارسها لسنوات وسنوات وسنوات، من دون ملل ولا حتى كلل. وهي لعبة تقوم على أسس بسيطة مكشوفة وباهتة؛ يتم اختيار وزراء، في الغالب، غير أكفاء، مؤهلاتهم لا تتعدى الولاء لأشخاص، وقدراتهم تنحصر في نفاق سادتهم ومجاملتهم، والحرص على زياراتهم، والوجود الدائم في ديوانياتهم، وما شابه.

فتكون النتيجة دماراً شاملاً للبلد، وفساداً تشم رائحته الحيتان في أعماق المحيطات الباردة، ورِشاً، وضياع ثروات بلد، وبطالة، وانهياراً أخلاقياً ورياضياً واقتصادياً وعمرانياً وإعلامياً، وفشلاً عارماً في البر والبحر، وفي كل جُحر… وتتخلف الكويت، وتنهار سمعتها.

ثم يخرج هذا التشكيل إلى مجلس الأمة، ويعبث في اللجان البرلمانية، ويختار السيئ من النواب والفاسد والمرتشي ليمنحه صوته، ويجامله في المعاملات، ويفتح له خزائن المناقصات، وفي المقابل يحارب الصالحين والوطنيين، ويتجاهل أسئلتهم، ويوعز للإعلام لضربهم وتشويه سمعتهم، فيحتقن الوضع السياسي، فتنهمر الاستجوابات، فيتساقط الوزراء، فتُعاد اللعبة من جديد، ويتم اختيار وزراء جدد في لعبة تشكيل جديدة، بالطريقة ذاتها، فيعبثون باللجان بالأساليب إياها، ويتعاملون مع النواب ومع الشعب بالعقلية عينها، ووو، فتنهمر الاستجوابات، فيتساقط الوزراء، فتعاد اللعبة من جديد… وناسة.

back to top