بصمة كويتية في سوتشي الروسية

نشر في 28-10-2017
آخر تحديث 28-10-2017 | 00:03
 أسامة العبدالرحيم قبل أيام عاد الوفد الكويتي برئاسة ملتقى الشباب الديمقراطي إلى الوطن قادماً من مدينة سوتشي في روسيا التي احتضنت "مهرجان الشباب والطلبة العالمي" الذي يدعو له اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي للمرة الثالثة في تاريخه، تضمن الوفد الكويتي شابات وشباباً متميزين في مجالات متعددة كالفن والثقافة والأدب والرياضة والسياسة، مثلوا الكويت خير تمثيل بعد غياب كويتي طويل عن هذه المناسبة العالمية المهمة للشباب، والتي يعود أول مهرجان لها في عام ١٩٤٧.

‎‫ممثل الكويت ملتقى الشباب الديمقراطي الذي تأسس عام ٢٠١٢ هو عضو اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي "وفدي" الذي تأسس عام ١٩٤٥؛ وهي منظمة شبابية عالمية تضم في صفوفها تنظيمات شبابية من مختلف أرجاء العالم. تعرف "وفدي" عن نفسها بأنها منظمة شبابية عالمية معادية للإمبريالية وتدعو للحرية والعدالة الاجتماعية، ويغلب عليها الطابع اليساري والتقدمي والتحرري. كما أن للاتحاد العالمي للشباب الديمقراطي علاقات استشارية مع الأمم المتحدة وعلاقات عمل مع منظمة اليونسكو.‬

‎‫قبل بداية المهرجان أكدت "وفدي" رفضها التام لمشاركة وفود يمينية وصهيونية فاشية، وهذا ما تم الاتفاق عليه مع الجهة المستضيفة، ومع بداية المهرجان في حفل الافتتاح فوجئنا بعدم رفع علم فلسطين ووجود علم الكيان الصهيوني ليعلن مشاركته في المهرجان بدعوة حكومية روسية، ليُخل بالاتفاق المشترك مع "وفدي" وهذه سابقة تاريخية خطيرة وتعد أول مشاركة لوفد من الصهاينة في مثل هذا المهرجان. ‬

‎‫في اليوم الأول كانت ردة الفعل غاضبة وساخطة من الشباب العرب حتى وصل الأمر لإنزال علم الكيان الصهيوني بالقوة على يد إحدى الأخوات من اتحاد الشباب الديمقراطي اللبناني، وتم اعتقالها لمدة يوم، ثم أفرج عنها مع حرمانها من الاستمرار بالمشاركة في المهرجان، قاطع الوفد الكويتي حفل الافتتاح مع أغلب الوفود العربية إلا بعض الوفود الحكومية العربية التي التقطت صوراً مع وفد الكيان الصهيوني بموقف لا أصفه إلا بالقبيح، ثم دعت "وفدي" لاجتماع طارئ، وأصدرت بياناً رافضاً لمشاركة الكيان الصهيوني وعدم رفع العلم الفلسطيني، وتمت الدعوة لوقفة احتجاجية في صباح اليوم الثاني شارك فيها الوفد الكويتي مع حشد كبير من أغلب الوفود العربية مع تنظيمات شبابية يسارية عالمية من السويد والمكسيك واليونان وقبرص وفنزويلا والإكوادور وكولومبيا وروسيا والبرتغال وكوبا والهند وسريلانكا وغيرها، طالبت برفع علم فلسطين وطرد الصهاينة، وشكلت حاجزاً بشرياً من شبابها لمنع الوفد الصهيوني من الدخول لقاعة المهرجان مما أرهب الصهاينة وأربكهم، وجعلهم يختبئون خلف الشرطة الروسية لتحميهم في مشهد مهيب لن أنساه طوال حياتي، وبعد هذه الوقفة الاحتجاجية اجتمعت "وفدي" مع الجهة المستضيفة، وأكدت مطالبها برفع العلم الفلسطيني وطرد وفد الكيان الصهيوني.‬

‎‫في اليوم الثالث للمهرجان لبت الجهة المستضيفة مطالبنا، وتم رفع العلم الفلسطيني وترك الصهاينة المهرجان في لحظة تاريخية شعرنا فيها بالفخر والاعتزاز مع رفاقنا العرب في مشهد افتقدناه منذ زمن، ومن المصادفات الجميلة بعد يومين من هذا الحدث وفي روسيا أيضاً بمدينة سان بيترسبورغ كان موقف رئيس الوفد البرلماني الكويتي مشرفاً بكلمته في مؤتمر البرلمان العالمي بطرد الوفد الصهيوني من القاعة، وهذا ما زادنا فخراً واعتزازاً بانسجام الموقف الكويتي الشعبي والحكومي في القضية الفلسطينية على مدى التاريخ. ‬

‎‫هذه المواقف البطولية للوفود الكويتية في المحافل الدولية آلمت الصهاينة العرب الذين تتلامع أسماؤهم في إعلام الكيان الصهيوني وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكدت موقف الكويت الثابت من القضية الفلسطينية في الوقت الذي نرى بعض الأنظمة العربية أصبحت وبكل أسف تتلهف لحضن الكيان الصهيوني علناً بلا حياء أو خجل. ‬

back to top