«ريا وسكينة» مسك ختام «مسرح الشباب العربي»

فرقة مسرح الشباب قدمتها في المهرجان

نشر في 25-10-2017
آخر تحديث 25-10-2017 | 00:05
الحسيني والحداد في «ريا وسكينة»
الحسيني والحداد في «ريا وسكينة»
اختتم «ريا وسكينة» للمؤلف والمخرج أحمد العوضي عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي.
قدمت فرقة مسرح الشباب التابعة للهيئة العامة للشباب في دولة الكويت، مسرحية «ريا وسكينة»، العرض الأخير في المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، من تأليف وإخراج أحمد العوضي، الفائز بجائزة الدولة التشجيعية لعام 2016.

عنوان العرض «ريا وسكينة» يدل على أن النص مأخوذ عن قصة الكاتب المبدع نجيب محفوظ، التي تحمل الاسم نفسه، عن القصة التاريخية والحقيقية التي حدثت عام 1920، عن الشقيقتين القاتلتين ريا وسكينة، وأصبحت قصتهما وجرائمهما مصدر إلهام لعديد من الأفلام والمسرحيات وبعض الكتب، لكن يبقى العمل الأنجح على الإطلاق هو مسرحية «ريا وسكينة» الكوميدية للنجوم الكبار شادية وعبدالمنعم مدبولي وسهير البابلي وأحمد بدير.

نص مختلف

وما حدث مع أحمد العوضي المؤلف، أخذ خيوط القصة وإطارها العام، وبدأ يشكل نصه الخاص والمختلف، مضيفا إليها شخصية «يوسف» ابن «ريا»، الذي ولد معاقا، فكرهته، ولم تتقبله إلى أن كبر، ولم يلقَ منها حنان الأم منذ ولادته، لذا كان يجب على الكاتب أن ينتهز الفرصة في هذا النص المؤلف الجديد، وأن يكون أكثر جرأة في إطلاق عنوان آخر، بعيداً عن «ريا وسكينة»، وأن يقدم الشخصيات بأسماء مختلفة.

يلفت العرض إلى أن واقع المهمشين لا يمكن إنكاره أو تجاهله والتغاضي عنه، وبما أن هناك فئات عريضة منهم في مجتمعنا، هذه الشريحة، التي تعتبر في نظر المجتمع خارجة عن القيم الأخلاقية، لتعاطيها الدعارة والخمور، إضافة إلى السرقة.

ويتطرق العرض إلى هذه الفئة من المجتمع في علاقاتها وهواجسها وضياعها وانزلاقها في متاهة البؤس اليومي والشقاء الحاد، توغل في قعر دارها وعالمها السفلي، بتناقضاته وإرهاصاته وتمزقاته وانكسارات ناسه وخيباتهم المدوية.

كما ذهب العمل إلى أن معظم الفئات المستضعفة قد تعرضت للظلم والافتراء والتجاهل والتهميش من خلال شخصية يوسف.

واستطاع المخرج أحمد العوضي إيجاد معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، وما ساعده في ذلك كثرة الشخصيات وتنوعها. ولكي يعطيها حقها الكامل، فرض ذلك إيقاعا سريعا وممتعا، على طريقة «الفلاشات»، إضافة إلى تقنية مسرحية داخل مسرحية، كما استخدمها لويجو برانديللو في ثلاثيته المسرحية «6 شخصيات تبحث عن مؤلف»، و»كل شيخ له طريقة»، و»الليلة نرتجل»، كذلك أحسن المخرج استغلاله لمناطق الخشبة وفضاءاتها بإتقان وحرفية.

المأخذ السلبي

لكن المأخذ السلبي على العرض، هو السماح بمجانية القفشات الكوميدية في المسرح التجاري على حساب مأسوية الموقف الدرامي، ما أخل بالسياق العام للعرض.

على صعيد الأداء، أجاد الفنان علي الحسيني تجسيده لشخصية يوسف وروحها، كما أحسن الفنان خالد السجاري تمثيله لشخصية عامر زوج ريا في وجهيها المأسوي والكوميدي، وكذلك الممثل محمد عاشور في دور خطيب سكينة والحس الكوميدي الجميل.

يبقى القول إن مسرحية ريا وسكينة قدمت عرضاً متماسكاً يستحق بجدارة أفضل عرض مسرحي متكامل، وأبرزت مؤلفا ومخرجا وممثلين متمكنين من أدواتهم.

فريق العمل

تأليف وإخراج: أحمد العوضي، تمثيل: علي الحسيني، سماء العجمي، خالد السجاري، نوف السلطان، حسين الحداد، محمد عاشور، فرح الحجلي، دانة حسين. إضاءة: عبدالله النصار، ديكور: فاضل النصار، تأليف وتوزيع موسيقي: عبدالله عباس، تركيب الإيقاعات: د. عبدالحميد الصقر، عزف ناي: فهد البحري، عزف عود و»مكساج وماستر»: صهيب العوضي، آهات: سيد الكاظمي، الصوت: منتظر الزاير، ماكياج: عبدالعزيز الجريب، مساعد مخرج وأكسسوارات: رنا الوارث.

العرض يلفت إلى أن واقع المهمشين لا يمكن تجاهله أو التغاضي عنه
back to top