د. سعاد الصباح ترد على مقال وليد الغانم

نشر في 24-10-2017
آخر تحديث 24-10-2017 | 00:10
 د. سعاد الصباح أرسلت الدكتورة سعاد الصباح رداً على فقرة "إضاءة تاريخية" المنشورة في مقال "مخلفات مجلس 2013 وخطط التنمية" للكاتب وليد الغانم المنشور في صفحة "زوايا ورؤى" يوم الثلاثاء 17-10-2017، ، تشكر فيه الكاتب وتضيف إلى الإضاءة معلومات مهمة، وفيما يلي نص الرد:

"الأستاذ الفاضل وليد عبدالله الغانم الموقر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد،،،

أرسل إليكم أرق تحية وأجمل تقدير على جهودكم في تسجيل تاريخ الكويت والاهتمام بتفاصيله، وقد تابعت زاويتكم الصحافية المميزة في صفحة "زوايا ورؤى" عبر جريدة "الجريدة" الغراء، والتي تطرحون من خلالها قضايا الوطن والمواطن بأسلوب الناصح المحب لبلاده.

ولفت نظري ما سطرتموه في خاتمة مقالكم المنشور بتاريخ 17 أكتوبر 2017 تحت عنوان "إضاءة تاريخية"، حيث ذكرتم ما نصه: "الشيخ عبدالله المبارك الصباح (1914- 1991) تولى قيادة أمن الكويت وعمره 28 سنة، وأصبح قائدا للجيش في عمر 40 سنة، وكان نائب الحاكم وعمره لم يتجاوز 45 سنة، واعتزل العمل السياسي وعمره 46 سنة".

إن ما تحمله إشارتكم الجميلة من مدلولات وقيم وطنية عميقة وذكية، وما ترمي إليه من احترام لرجل من رجالات الكويت ملأ حياته عملا وإخلاصاً ليكون أحد أهم أركان بناء الدولة الحديثة في مرحلة مفصلية من تاريخ الكويت لهي إشارة تستحق التوقف عند بعض تفاصيلها وتواريخها.

ومع شكري الجزيل لهذه اللمحة الخاطفة والعميقة، فإنني أود أن أضيف أن الشيخ عبدالله مبارك الصباح قد تولى قيادة الأمن العام رسميا وأصبح حاكما لمدينة الكويت ومسؤولا عن شؤون القبائل وهو في عمر الثامنة والعشرين إثر وفاة الشيخ علي الخليفة، رحمه الله، لكنه كان قبل ذلك فاعلا في تلك الإدارة، وسبق ذلك أن تولى وهو في الثانية عشرة من عمره حراسة بوابات السور، وذلك في عام 1926.

وفي عام 1945 أصبح رئيسا لمحكمة فض النزاعات بين الكويتيين، كما قام في عام 1948 بوضع اللبنة الأولى لقوة دفاع الكويت، وأنشأ في العام نفسه إدارة الجنسية والجوازات، ليأمر في العام التالي بإصدار أول جواز سفر كويتي.

وقد تولى منصب نائب الحاكم وهو في عمر السادسة والثلاثين، وذلك بدءا من عام 1950 ليستمر في هذه المهمة خلال السنوات التالية في ظل الغياب المتكرر للشيخ عبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراه.

ثم ليقوم في 17 أبريل عام 1961 بتقديم استقالته إلى الشيخ عبدالله السالم الذي حاول ثنيه عن قراره، وأرسل إليه عدة وفود بعد سفره من الكويت تحاول إقناعه بالعودة. لكن هذه الوفود لم تجد سوى إصرار الشيخ على الاستقالة من جميع مناصبه الرسمية بكل هدوء وإيثار، وهي الاستقالة التي لم يتم قبولها إلا بتاريخ 17 يونيو من عام 1961، وذلك قبل إعلان استقلال الكويت بيومين.

لقد أصر الشيخ عبدالله المبارك على الابتعاد مقدما مصلحة الكويت وتماسكها الأسري، وانسحب طواعية بكل ما يحمل هذا الابتعاد الهادئ من دلالات ورسائل يجب أن يستفيد منها الجيل الحالي ويأخذ منها الدروس والعبر.

أكرر شكري الجزيل على اهتمامكم بالتاريخ الكويتي وغيرتكم على وطنكم ورموزه ورجالاته.

وفقكم الله وسدد خطاكم.

مع أطيب الأمنيات

سعاد محمد الصباح"

back to top