فيلم «الأرز والفولاذ»... قصة مدينة تتغيِّر هويتها

عرض «طريق النحل» في بيروت... حكاية حب في مدن منكوبة

نشر في 24-10-2017
آخر تحديث 24-10-2017 | 00:03
مشهد من «الأرز والفولاذ»
مشهد من «الأرز والفولاذ»
يُعرض في بيروت فيلمان لافتان يشتركان في معالجتهما فكرة الصمود. «الأرز والفولاذ» يسلّط الضوء على ضرورة الحفاظ على الأبنية التراثية في العاصمة اللبنانية في مواجهة الأبراج الضخمة، و«طريق النحل» ينشد الحب في مدن تعاني ويلات الحرب.
تعرض سينما «متروبوليس أمبير– صوفيل» في الأشرفية ببيروت فيلم «الأرز والفولاذ» Le Cèdre et l'Acier الذي يتناول البُعدين الإنساني والاجتماعي لقضية هَدْم الأبنية التراثية والتقليدية في بيروت، من خلال تصوير يوميات حياة قاطنيها، وإبراز نمط العلاقات الاجتماعية بينهم.

وتأتي عروضُ الفيلم الأربعة (تنتهي غداً) في الثامنة مساءً، بعد أسبوعين من إقرار مجلس الوزراء في لبنان مشروع قانون حماية المواقع والأبنية التراثية وإحالته على مجلس النواب.

ويركّز «الأرز والفولاذ»، الذي تبلغ مدته نحو ساعة، على الحياة اليومية لسكان مبنى قديم في بيروت، وهو أحد المباني التقليدية التي لا تزال صامدة أمام اجتياح الإسمنت والحديد المشهد العمراني في المدينة.

ويصوّر الفيلم الذي أخرجته الفرنسية فاليري فنسان وتولّت إنتاجه اللبنانية ندى طراف (شركة Darkside) مع شركة A ProPos الفرنسية، مشاهد «صبحيات» القهوة وولائم الشوي المشتركة، وسواها من لحظات حياة سكّان هذا المبنى الذين يبدون أشبه بعائلة كبيرة، لا مجرّد جيران.

ويطرح الفيلم قضية الأبنية التراثية والتقليدية، لا من زاوية الحجر فحسب، بل خصوصاً من زاوية البشر وعلاقاتهم الاجتماعية والقِيَم التي تجمعهم، والآخذة في الاندثار في مدينة تُهدَم فيها هذه المباني لترتفع مكانها الأبراج الفخمة، حاجبةً السماء والأفق.

وتقول المخرجة فنسان: «الفيلم قصّة أسلوب حياة يختفي يوماً بعد يوم، وقصّة مدينة تتغير هويتها». وتضيف: «تلك المباني التي تحمل ذاكرة شعب بأكمله، تتعرّض للهدم، ومعها تُدمّر أيضاً العلاقات الاجتماعية، ويَلوح مكانَها مستقبل من الباطون والحديد».

أما المنتجة ندى طرّاف فترى أن «الفيلم يضع الإصبع، أو بالأحرى الكاميرا، على جرح محو الذاكرة، وأردنا من خلاله أن نسهم في معركة الحفاظ على الذاكرة والهوية، وأن نوفّر أداة إضافية لها، فإنقاذ الحجر هو بمنزلة إنقاذ التاريخ، وإنقاذ التاريخ هو توفير فرصة لمستقبل أفضل».

وتضيف: «الفيلم ليس من نوع الوثائقي التحقيقي مع صور أرشيفيّة ومقابلات مع خبراء، بل هو مجموعة لحظات ومراحل من الحياة. إنه مرافعة شاعريّة ترتكز على الواقع. هو فيلم وثائقي شاعري ومؤثّر».

يُشار إلى أن الفيلم شارك في عدد من المهرجانات السينمائية في مونتريال وسيدني وطنجة، وستكون له محطات أخرى مقبلة. كذلك اختير للمشاركة في المعرض الذي يقيمه متحف «ماكسي» الشهير لفنون القرن الحادي والعشرين في روما، اعتباراً من 15 نوفمبر المقبل، والذي سيخصص هذه السنة لبيروت. 

الأزمة السورية

أطلق في بيروت فيلم «طريق النحل» المعاصر الذي يتناول الأزمة السورية في محاولة لتجسيد الواقع في أحداث درامية. تتحدث قصته عن حكاية حب تدور في مدن منكوبة من بقايا الحرب، إلى جانب طرح فكرة خيار البقاء في سورية أو الهجرة منها.

أحداث الفيلم مستقاة من واقع الأزمة السورية وحياة المواطن اليوم نتيجة للحروب والصراع الذي يدور في الأذهان بين الهجرة إلى خارج الوطن أو التمسك بالبقاء، في ظل الظروف الصعبة والمواجع الحياتية التي هو عرضة لها بسبب مخاطر تلك الحروب من تهجير وما يتبع الهجرة من صعوبة البحث عن فرص عمل جديدة ومواجهة مصاعب حياتية أخرى.

الفيلم من تأليف وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد وبطولة بيار داغر وجيانا عنيد ويامن الحجلي ويامن سليمان ووائل زيدان وعبد الرحمن قويدر وقاسم ملحو وغادة بشور وأحمد إبراهيم أحمد، إضافة إلى ظهور خاص لسلاف فواخرجي.

عبد الحميد مخرج وممثل سوري، تخرج في معهد السينما فى موسكو، وأخرج أفلاماً روائية عدة، من بينها «ليالي أبن أوى، ورسائل شفاهية، وصعود المطر، ونسيم الروح، وقمران وزيتون، وما يطلبه المستمعون»، ولم يكتف بالإخراج بل مثّل أيضاً في بعض أفلامه وأفلام أخرى.

نال عدداً من الجوائز والتكريمات كالجائزة البرونزية في مهرجان فالانسيا لدول المتوسط «إسبانيا-1992»، والجائزة الأولى في ختام مهرجان وهران السينمائي 2008 عن فيلم «خارج التغطية» إنتاج 2006.

«طريق النحل» تأليف وإخراج عبداللطيف عبدالحميد
back to top