الأمعاء السليمة مفتاح الصحة الجيدة مع التقدّم في السن

نشر في 23-10-2017
آخر تحديث 23-10-2017 | 00:02
No Image Caption
يملك المسنون الأصحاء تركيبة بكتيريا في أمعائهم هي نفسها التركيبة لدى من يبلغون العقد الرابع من عمرهم، حسبما يُظهر بحث جديد.
أجرى دراسة جديدة باحثون من معهد لوسون لأبحاث الصحة في جامعة ويسترن بأونتاريو بكندا بالتعاون مع العاملين في معهد تيانيي لعلوم الصحة في تشنجيانغ بالصين.

حلّل العلماء مجموعة البكتيريا في أمعاء أكثر من 1000 شخص أصحاء بالكامل تتراوح سنهم بين 3 و100 سنة. ونشروا الاكتشافات التي توصّلوا إليها في مجلة mSphere.

كان غريغ غلور، بروفسور في كلية شوليخ للطب وطب الأسنان في جامعة ويسترن، المحقق الأول في الدراسة، في حين تولى غاوروي بيان من معهد تيانيي لعلوم الصحة إعداد تقريرها.

الشباب والمسنون

استخدم بيان وزملاؤه تسلسل الحمض النووي الريبي المنقوص الأوكسجين 16S بغية تحليل التركيبة الميكروبية في أمعاء المشاركين.

اختير المشاركون استناداً إلى معايير «الصحة الكاملة»، وشملت خلو المشاركين وعائلاتهم من الأمراض. لم يدخّن هؤلاء أو يشربوا الكحول. كذلك لم يعانوا تقلبات في المزاج ولم يصف لهم الأطباء أدوية أو مضادات حيوية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة التي سبقت الدراسة.

علاوة على ذلك، لم يملكوا تاريخاً عائلياً يضمّ أمراضاً قلبية أيضية، معوية-معدية، أو عصبية كبيرة.

أدت الدراسة إلى اكتشافات مهمة عدة. أولاً، تشبه التركيبة المكروبية للمسنين الذين يتمتعون بصحة كاملة تركيبة مَن ينعمون أيضاً بأمعاء سليمة إنما يصغرونهم سناً بعقود.

ثانياً، لم يكتشف الباحثون اختلافات كبيرة في تركيبة الميكروبات في الأمعاء إلا قبل العشرين من العمر. فبين سن الثلاثين والمئة، لم تشهد تركيبة الميكروبات في الأمعاء تبدلات كبيرة.

أخيراً، بدت تركيبة أمعاء الميكروبات في أمعاء الرجال «أكثر تنوعاً»، مقارنةً بالنساء.

كتب الباحثون: «تشير هذه الاكتشافات، عند تأملها معاً، إلى أن تركيبة الميكروبات في أمعاء المسنين الأصحاء في الدراسة المقطعية اختلفت قليلاً عن تركيبة الشباب الأصحاء في المجموعة السكانية عينها».

إعادة ضبط

«تسهم إعادة ضبط تركيبة الميكروبات في تحسين الصحة»، حسبما يذكر غريغور ريد، بروفسور في كلية شوليخ للطب وطب الأسنان، وعالم في معهد لوسون لأبحاث الصحة، وباحث شارك في وضع تقرير الدراسة، ويوضح: «هدفنا تقديم أنظمة تشخيص ميكروبية جديدة للناس، ثم استخدام الأطعمة والبروبيوتيك في محاولة لتحسين مؤشرات الصحة الحيوية».

لكن الدراسة لا تستطيع تفسير العلاقة السببية. أضاف البروفسور ريد: «تدفعنا الدراسة إلى التساؤل: هل يجعلك الحفاظ على نشاطك وتناولك الطعام الجيد تتقدّم في السن بشكل أفضل، أم أن الحفاظ على الصحة مع التقدّم في السن يحدِّد البكتيريا في الأمعاء؟».

نلاحظ في الحالتين علاقة قوية لا يمكن إنكارها بين صحة الأمعاء وبين التقدم في السن الصحي.

يوضح البروفسور غريغ غلور: «تشير الخلاصة الرئيسة إلى أنك إذا كنت تتمتّع بصحة كاملة وتبلغ من العمر 90 سنة، فإنك تتمتع بتركيبة بكتيريا في أمعائك لا تختلف عما يملكه مَن بلغوا الثلاثين من العمر في المجموعة السكانية ذاتها».

يكتب الباحثون: «لا نعرف ما إذا كان هذا الأمر يعود إلى علاقة سببية». لكن البروفسور غلور يذكر: «يؤكد ما توصلنا إليه أن حفاظك على التنوّع في أمعائك مع التقدّم في السن يشكّل مؤشراً حيوياً إلى تقدّم صحيّ في السن، تماماً كما أن انخفاض معدل الكولسترول يشكّل مؤشراً حيوياً إلى نظام قلبي وعائي صحي».

يشير البروفسور ريد: «بدراستنا أناساً أصحاء، نأمل بأن نتوصل إلى اكتشاف ما نصبو إلى تحقيقه عندما يمرض الناس».

تُظهر نتائج الدراسة أن «إعادة تركيبة الميكروبات في أمعاء المسنين إلى تركيبة أمعاء إنسان في الثلاثين من عمره تسهم في تعزيز صحتهم»، حسبما يكتب الباحثون.

تركيبة الميكروبات في أمعاء الرجال «أكثر تنوعاً» مقارنةً بالنساء
back to top