لبنان: إحراق مكتبي «الكتائب» و«القوات» في عكار

«حزب الله»: من يتعامل مع إسرائيل ينعت بشيء من العمالة

نشر في 22-10-2017
آخر تحديث 22-10-2017 | 21:45
مؤيدون للقوات والكتائب في ساحة ساسين بالأشرفية مساء الجمعة بعد صدور قرار المحكمة بحق قتلة بشير الجميل  (أ ف ب)
مؤيدون للقوات والكتائب في ساحة ساسين بالأشرفية مساء الجمعة بعد صدور قرار المحكمة بحق قتلة بشير الجميل (أ ف ب)
اختتم الأسبوع السياسي اللبناني، أمس، بتطور أمني من شأنه أن يكون في صدارة الاهتمامات لمختلف الفرقاء، فقد أقدم مجهولون، مساء أمس الأول، على محاولة إحراق مكتبي حزبي الكتائب اللبنانية والقوات اللبنانية، عند مفرق بلدة منيارة العكارية شمال لبنان، غداة إسدال القضاء اللبناني الستار على قضية اغتيال الرئيس اللبناني السابق بشير الجميل، الأمر الذي فجر سجالا غير مسبوق حول الحرب الأهلية.

وأصدر القضاء حكماً غيابياً بالإعدام في حق كل من العضو في الحزب السوري القومي الاجتماعي حبيب الشرتوني والمسؤول عن شعبة الأمن في الحزب نبيل العلم، مما أدى الى ردود فعل قوية لدى الحزب المذكور وانصاره، إضافة الى الاطراف المتعددة التي شاركت في الحرب الأهلية.

وأثار قرار القضاء زوبعة أدت إلى انقسام حاد في الرأي العام اللبناني بين من اعتبر أن اغتيال الجميل هو اغتيال لمشروع وطن، حيث كان الجميّل يعمل على انهاء الحالة المسلحة وإجبار جميع الأحزاب على ترك السلاح والدخول في مشروع بناء الدولة، وبين من رأى أن الشرتوني بطل نفذ "حكم الشعب" بحق الجميل الذي تراه احزاب لبنانية عميلاً إسرائيلياً بسبب تعاونه مع تل أبيب ضد الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان.

وأشار رئيس بلدية منيارة أنطوان عبود، أمس، إلى أن "الكاميرات أظهرت ترجل شخص ملثم من شاحنة بيك أب، وكان يحمل سلماً حاول إشعال الرايات المعلقة على الشرفات الواقعة فوق الأفران".

وأوضح أن "الأضرار كانت محدودة بسبب السرعة في إخماد النار"، مؤكداً "وجود اجماع لدى مختلف الأحزاب بعدم الانجرار إلى الفتنة".

يد المخابرات السورية

وتجنب الحزبان المستهدفان توجيه الاتهام إلى أي جهة بالضلوع في العمل التخريبي، تاركين للسلطات الرسمية مسؤولية التحقيق وكشف الفاعلين، لكن عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب فادي كرم "غرد"، أمس، قائلاً: "يد المخابرات السورية عادت تظهر بوضوح من خلال الاعمال التخريبية الفتنوية الاخيرة"، وأضاف: "فليحذر حلفاء النظام السوري في لبنان من هذه الفتنة لأنها ستكون مدمّرة للجميع، فلا تسمحوا لها بالدخول من خلالكم، مؤسف من ليس له ذاكرة وطنية".

المرعبي

وقال وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي لـ"الجريدة"، أمس، إن "الحادث عمل جبان ومستنكر وغير مقبول بأي شكل من الأشكال"، مضيفا أن "هذه المنطقة هي نموذج لوحدة الحال بين جميع المكونات".

وأشار المرعبي إلى أننا "لن ننجر إلى ما يحاول البعض فعله كائنا من كان"، داعيا القوى الأمنية إلى "الإسراع لكشف الفاعلين، خصوصاً أن هناك شريطاً مصوراً يسهل عملية التعرف والقبض عليهم".

كرامي

وتساءل رئيس "تيار الكرامة" الوزير السابق ​فيصل كرامي​: "هل ما زال اللبنانيون بعد أكثر من 28 سنة على انتهاء الحرب عاجزين عن فتح ملفات هذه الحرب، دون حصول انقسامات فيما بينهم؟ إذا كان الامر كذلك، فهذا معناه ان هذه الحرب الاهلية اللعينة لم تنته سوى على الورق، وهي حقيقة مؤسفة بكل المقاييس".

الرياشي

واعتبر وزير الإعلام ملحم الرياشي، أمس، أن "الحكم بالاعدام​ على الشرتوني​ والعلم حكم طبيعي ومنتظر، ولا يمكن إصدار غيره لأن الجريمة واضحة، والحكم تأخر بالصدور ولأن يأتي متأخرا خير من ألا يأتي أبدا".

وأشار إلى أن "مقابلة صحيفة الأخبار مع الشرتوني تختلف عن الرأي بالحكم، بما معناه: لكل رأيه ويجب احترامه، ولكن المقابلة مرفوضة وقد تواصلت مع وزير العدل ​سليم جريصاتي​ لاتخاذ الإجراءات الملائمة". وكانت صحيفة "الأخبار" المقربة من حزب الله نشرت مقابلة مع الشرتوني في يوم صدور القرار.

قاسم

في السياق، رأى نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أمس، أن "من كان يتعامل مع العدو الإسرائيلي له توبة في النهاية إذا اعتذر واعترف بخطئه، على قاعدة أن الإنسان يمكن أن يمر بلحظات انحراف ثم يتوب ويعود إلى ربعه وجماعته، لكن أن يبرر الإنسان التعامل مع العدو الإسرائيلي في حقبة زمنية معينة ويرى ذلك أمرا طبيعيا فهذا يعني أن التخلص من هذه الرؤية لم يحصل بعد، كما أن تبرير التعامل مع العدو لا يبرر العمالة، وبالتالي لا يبرئ العميل لأن إسرائيل عدو، كانت عدوا وستبقى عدوا، وكل من يتعامل معها هو في خانة سلبية ينعت بشيء من العمالة لهذا العدو". وختم قاسم: "من يريد شهادات وطنية عليه أن يأخذها من هؤلاء الذين ضحوا وأعطوا، لا من الذين تلوثوا بشكل أو بآخر وبدأوا يعطون شهادات وطنية. نحن لا نحتاج إلى شهادات وطنية، فنحن نعطيها ولا نأخذها".

back to top