التوتر الإسرائيلي - السوري يقترب من أسبوعه الأول

• الجيش السوري يستعيد «القريتين»
• واشنطن تعاكس موسكو: عمليتنا في سورية بعيدة عن نهايتها

نشر في 21-10-2017
آخر تحديث 21-10-2017 | 21:30
جانب من تشييع اللواء في الجيش السوري عصام زهر الدين في السويداء أمس الأول (إي بي أيه)
جانب من تشييع اللواء في الجيش السوري عصام زهر الدين في السويداء أمس الأول (إي بي أيه)
على وقع التطورات الميدانية في سورية، والتطورات السياسية في المنطقة، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استراتيجية هجومية تهدف إلى تحجيم إيران، تحول التوتر بين إسرائيل وسورية المتواصل منذ الاثنين الماضي إلى حدث يومي.
لايزال التوتر بين إسرائيل وسورية في حركة تصاعدية منذ الاثنين الماضي، عندما أطلقت صواريخ من موقع سوري قرب دمشق، باتجاه مقاتلة إسرائيلية كانت تحلق فوق أجواء لبنان، الأمر الذي ردت عليه إسرائيل بقصف المنصة التي اطلقت منها الصواريخ.

وغداة حادثة مماثلة، سقطت أمس خمس قذائف قائف صاروخية، في القسم الذي تسيطر عليه إسرائيل من الجولان. ورد الجيش الإسرائيلي باستهداف ثلاثة أسلحة مدفعية سورية في القنيطرة، مهدداً في بيان انه "سواء كان إطلاق نار بشكل خاطئ أم لا، ستصعد قوات الدفاع الإسرائيلية من ردها في حال وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل".

ويأتي التوتر السوري -الإسرائيلي بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استراتيجية هجومية ضد إيران، تهدف الى اعادة التفاوض حول الاتفاق النووي، وتقييد أنشطتها العسكرية في المنطقة، والضغط على برنامجها الصاروخي.

وتدعم إسرائيل بقوة هذه الاستراتيجية الاميركية. وقبل أيام حذر وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان من أن أي حرب مقبلة تخوضها إسرائيل فإنها ستعتبر سورية ولبنان جبهة واحدة.

وشهد الأسبوع الماضي سلسلة تحركات بدأت بزيارة ليبرمان لواشنطن، تلاها زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لإسرائيل، ثم زيارة رئيس أركان الجيش الإيراني الجنرال محمد باقري إلى دمشق، التي أعلن خلالها استراتيجية تعاون جديدة بين دمشق وطهران تقوم على محاربة عدوين إسرائيل والإرهاب.

وخلال هذه الزيارات جرت اتصالات هاتفية واسعة، تضمنت اتصالاً بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، واتصالا بين وزير الدفاع الإيراني ونظيره الروسي العميد أمير حاتمي.

ويترافق هذا التصعيد أيضاً مع أحداث ميدانية كبيرة في سورية، بينها تحرير الرقة عاصمة "داعش" على يد الأكراد، وإنجازات ميدانية كبيرة للقوات السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد في دير الزور على الحدود مع العراق وعلى كل الحدود مع الأردن، بالإضافة الى دخول الاتراك الى محافظة إدلب، الأمر الذي يؤشر إلى أن الحرب الأهلية السورية قد تصل الى نهايتها، وان المساعي لتسوية سياسية باتت تحقق قفزات نوعية، وإن كان ذلك يتم على حساب المعارضة السورية التي شهدت انهياراً شبه تام في قواتها العسكرية والسياسية.

في سياق متصل، قال الكرملين أمس إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان بحثا اجتماعا سيعقد أواخر الشهر الجاري في آستانة عاصمة كازاخستان بشأن الصراع السوري.

وأضاف الكرملين في بيان أن بوتين وإردوغان تحدثا خلال اتصال هاتفي عن الجهود المشتركة في إطار عملية آستانة، بما يشمل إقامة "مناطق عدم التصعيد" في سورية، وعن ضرورة المزيد من التنسيق لحل الأزمة السورية.

وبدأت تركيا انتشاراً في إدلب بهدف ضم المحافظة الى مناطق خفض التصعيد بالتنسيق مع موسكو، الأمر الذي اثار حفيظة دمشق.

استعادة القريتين

واستعاد الجيش السوري وحلفاؤه أمس السيطرة على مدينة القريتين في محافظة حمص في وسط البلاد، بعد ثلاثة أسابيع من استيلاء تنظيم "داعش" عليها. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع القوات الحليفة تعيد الأمن والاستقرار إلى مدينة القريتين، بعد القضاء على مجموعات إرهابيي داعش التي تسللت الى المدينة".

وأفادت أن "وحدات الهندسة في الجيش أزالت العبوات الناسفة والألغام التي زرعها إرهابيو تنظيم داعش في المنازل والشوارع والساحات والمؤسسات الحكومية" في المدينة.

وسيطر التنظيم على المدينة الواقعة في ريف حمص الشرقي على أطراف البادية السورية، مطلع الشهر الحالي، إثر شنه هجوماً مباغتاً ضد مواقع القوات السورية، بالتزامن مع معارك عنيفة يخوضها الطرفان على أكثر من محور في البادية.

وسيطر التنظيم المتطرف للمرة الأولى على القريتين التي تعد رمزاً للتعايش بين المسلمين والمسيحيين في وسط سورية مطلع أغسطس 2015. وعمل إثر ذلك على تدمير دير أثري من القرن السادس ميلادي واحراق عدد من الكنائس، ثم تمكنت القوات السورية من استعادة المدينة بدعم روسي في بداية أبريل 2016.

وكان عدد سكان القريتين يقدر بنحو ثلاثين ألفا بينهم 900 مسيحي قبل بدء النزاع الذي تسبب منذ منتصف مارس 2011 في مقتل أكثر من 330 ألف شخص، وبدمار كبير في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أن عملية الولايات المتحدة في سورية بعيدة عن الانتهاء، معاكساً بذلك تصريحاً أطلقه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الاثنين من القدس قال فيه، إن العملية الروسية ضد الإرهاب في سورية تقترب من نهايتها.

وقدم الوزير الأميركي في بيان التهنئة لـ"الشعب السوري وقوات سورية الديمقراطية (قسد) لتحرير الرقة"، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد "نجاح الجهود السورية والدولية الحالية الرامية إلى هزيمة هؤلاء الإرهابيين".

وأكد تيلرسون في بيانه أن "التحالف الدولي سيواصل جهوده حتى تحرير السوريين من قسوة التنظيم الإرهابي، وضمان أنه لن يتمكن من تصدير الإرهاب إلى مختلف أنحاء العالم".

وأضاف أن "التحالف سيواصل حملته الدؤوبة لحرمان "داعش" من الحصول على ملاذ آمن في أي مكان في العالم، وتقويض قدرته على تجنيد ونقل مقاتلين إرهابيين أجانب، وتحويل أموال ونشر دعاية كاذبة عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي".

بوتين وإردوغان ينسقان للجولة الجديدة من مفاوضات أستانة ويبحثان الوضع في إدلب
back to top