وزير التربية: عصاك بيدك

نشر في 22-10-2017
آخر تحديث 22-10-2017 | 00:10
 مظفّر عبدالله أول العمود:

سؤال لرئيس الهيئة العامة للبيئة: هل صحيح أن الميزانية المخصصة للإعلام البيئي في مؤسستكم لا تتجاوز الـ 10 آلاف دينار؟!

***

كُلَّما خرج علينا وزير جديد بكلمة "لا أملك عصا سحرية" أميل إلى جهة أنه قول "خط رجعة" أو رسالة مبكرة منه للرأي العام بأنه لا يريد أن يتخذ قرارات حاسمة في ملفات مُعلّقة.

في 14 أكتوبر 2017 نشرت صحيفة "القبس" مقابلة لوزير التربية والتعليم العالي قال فيها "لا حل سحريا لأزمة التعليم" مقروناً بقول في المقابلة ذاتها "بأننا نملك كل ما نحتاجه من موارد في الوزارة"، ولتنوير القارئ نوضح الآتي بشأن العصا السحرية الموجودة فعلا في هذه الوزارة.

ميزانية وزارة التربية التي ترأسها الآن مليار و 700 مليون دينار وميزانية التعليم العالي 378 مليون دينار، أي أننا نتحدث عما يزيد على ملياري دينار كويتي، وهو مبلغ خيالي مقارنة بميزانية أجهزة التعليم في دول أخرى، وللمقارنة فهو يفوق ميزانية وزارة الدفاع التي تبلغ مليار و735 مليون دينار (السنة المالية 2016- 2017).

ثانيا، تتمتع الكويت بأعلى معدل لنسبة المعلمين مقابل الطلبة، معلم لكل ٩ طلبة، وهو رقم مطابق في دول تتمتع بمستوى تعليم عالي الجودة، كالسويد، ولكسمبورغ وأيسلندا.

ثالثا، لديك اليوم ما يقارب الـ 60 ألف معلم، و9 وكلاء يساعدونك في مهامك وميزانية فلكية، ومع ذلك تقول إنك لا تملك عصا سحرية!

معالي الوزير ليس مطلوبا منك أن تكون "ساحرا" بل صاحب قرار، وبالمناسبة أنت وزير في وضع سياسي لن يأتي لك بأي لوم أو عتب إن لم تستطع فعل شيء، بل أؤكد لك أن من سيعذرونك ويطبطبون على كتفك جاهزون من الآن بحجة أن "الشق عود"، وهو المصطلح الذي يُراد منه تسكين الأوضاع وعدم تغييرها.

في مشروع "كويت جديدة" تقتسم وزارتك ما نسبته 16٪ من النفقات العامة ( 3 مليارات و 200 مليون دينار) وهذا يشمل نصف العصا السحرية التي تبحث عنها، أما النصف الآخر منها فهو يعتمد على طريقتك في إدارة الموارد التي قلت إنها كافية، أنت جزء من العصا السحرية هنا.

نُقَّدِر بؤس المشهد السياسي الذي يساهم في عدم إتاحة الوقت الكافي للوزير في الكويت بتنفيذ خططه وطموحاته، لكن ذلك لا يعني عدم استغلال الفرصة لاتخاذ قرارات مهمة منها: ضبط معدلات الغش في اختبارات الثانوية، وحسم قضية الشهادات المزورة، وربط جامعة الكويت بالمجتمع من خلال البحث العلمي، وتدريب المعلم الذي يبحثه مركز تطوير التعلم، وإعادة العمل بالأنشطة الفنية والثقافية والرياضية في المدارس التي كانت تميز المشهد التعليمي سابقا والتي كانت تربط الطلاب بمدارسهم.

وإن كنت لا تستطيع مس المناهج وتطويرها، أو تنويع جنسيات المعلمين، وعدم الانجراف وراء شعار التكويت الذي كلفنا الكثير، وإيجاد حل للدروس الخصوصية، فدونك مواضيع أقل حساسية في الملف التعليمي، يمكنك حسمها كوزير وصاحب قرار.

تذكر معالي الوزير أنك وزير لا موظف كبير، بيدك عصا تستطيع من خلالها التغيير، وإن أردت وعزمت فستكون سحرية فعلا.

back to top