محمد العبدالله... وثقة المنصة

محمد العبدالله أكثر الوزراء ظهورا واحتكاكا ومشاركة في الحوارات المباشرة، خصوصا مع الشباب الذين يمثلون الغالبية، وهو أيضا من أكثر من هوجم في جميع وسائل الإعلام مؤخرا، وهذا طبيعي لمن يتقلد منصبا سياسيا، ولا بأس به مادام النقد يقيم الأداء والإدارة، والأهم تقديم حلول مبتكرة لتلافي تكرار الأخطاء.

لكن لفت نظري مؤخرا تصريح العبدالله يقول فيه «إن ثقة الشعب بالحكومة تكاد تكون معدومة»، فهذا التصريح يوجب مراجعة جادة من الحكومة لفهم عدم التجانس الحكومي وعدم وجود برنامج واضح لها، والأهم ثقافة القرار والمتابعة ومن ثم المحاسبة.

فمن الجيد ظهور كفاءات شابة برز منها وزراء شباب مع التقدير لمجهودهم ومنهم العبدالله، والروضان، وأبل، والحربي، وهنا نؤكد أن العطاء والأداء المتميز والنزاهة لا علاقة لها أبدا بالسن بل بالإنجاز، وتصريح العبدالله برأيي هو شجاعة أدبية تختصر ما يحدث في تخبط بعض الوزارات، وعدم وجود تناغم في بعض الإدارات الحكومية الحقيقية.

ولذلك ندعو إلى ثقافة المواجهة المبنية على برنامج واضح قابل للتطبيق بدلاً من البحث عن مخارج تدفع ثمنها الكويت من خلال ترضيات تدمر أسس دولة المؤسسات التي ننشدها، فنتمنى إذا تم الاستجواب أن يصعد محمد العبدالله المنصة للإجابة عن أسئلة أغلبها في ملعب آخر، ومع قراءة جيدة للوضع السياسي فإن عدم المواجهة يعزز فشل الحكومة وعدم الثقة بها ويظهر خوفها من الإجابة لمعالجتها خارج قبة البرلمان.

وجود وزير شاب يصدع برأي جريء أحدث انقساما بين مؤيد ومعارض، وهي لغة جديدة تناسب العصر بالمكاشفة من خلال الردود على تصريحات قوية تبحث عن أجوبة، وتعزز العملية السياسية لمزيد من التوسع في الحريات ودولة المواطنة، وإشهار الأحزاب ذات البرامج الوطنية لا العنصرية الموجودة أصلاً على الساحة.

فالحل يكمن في إشهار الأحزاب بقانون واضح يمنع تشكيلها بلون واحد، بل ببرنامج لا يكون فرديا ولا قبليا، بل برنامج يحوز أغلبية لسهولة التنفيذ ومن ثم المحاسبة، فالديمقراطية لغة الأرقام والأغلبية، وهذا لن يحدث أبدا في وضعنا الحالي.

نتمنى أن ينعكس تصريح العبدالله على الساحة الإعلامية الكويتية التي أصابها الانزواء ليزيد الاهتمام والدعم بالعنصر البشري المميز على جميع الصعد، وندعو إلى سياسة شجاعة بمقياس شاب قبل أن تكون بمقياس وزير فاعل ومتفاعل مع الإعلام!

* «الرأي الحر هو الجزء الأفضل من الشجاعة». (مثل إنكليزي)