«لقمة عيش»... انتصر للمواطن في قالب كوميدي

عرض قدمته فرقة مسرح الدن العمانية في «الشباب العربي»

نشر في 21-10-2017
آخر تحديث 21-10-2017 | 00:00
مشهد من عرض «لقمة عيش»
مشهد من عرض «لقمة عيش»
قدمت فرقة الدن العمانية عرضها المشارك بالمسابقة الرسمية في مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي تحت عنوان «لقمة عيش».
شهدت خشبة مسرح الدسمة العرض العماني المشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي "لقمة عيش"، الذي قدمته فرقة مسرح الدن للثقافة والفن بمجموعة من الشباب الواعد والمتميز، والذي يؤكد أن المسرح العماني يتمتع بكثير من المواهب الفنية القادمة على الطريق والقادرة على المنافسة العربية والخليجية.

يطرح عرض "لقمة عيش" العديد من القضايا التي تتعلق بحياة المواطن، لا نقول العماني، بل العربي، فالهم مشترك وواحد، وهي رحلة مواطن للإبلاغ عن عيش منته الصلاحية تسبب في وفاة أسر وعائلات وأطفال في المدارس، ويهدد المجتمع بأسره، وعلى الرغم من أن المواطن رمضان دار على 14 وزارة، فإنه لم يجد مسؤولا واحدا يهتم بقضيته، وعندما لجأ للنائب البرلماني (ممثل الشعب)، استغله ليساعده في الوصول إلى كرسي البرلمان، وعندما وصل تنكر له، بحجة أن لديه قضايا أهم، لكننا نرى الانتخابات وما يحدث فيها من ألاعيب تؤثر سلبا على الحرية وضماناتها وتزييف وعي الناس وإراداتهم وسرقة أصواتهم، إلى جانب عدد من القضايا الاجتماعية الأخرى.

وعبر رحلة هذا المواطن، يتطرق العمل إلى قضية الزواج ومدى صعوبته، وتأثير ذلك على فئات الشباب وخطورته على المجتمع، كذلك ضعف الرواتب في مقابل غلاء الأسعار، مما يرهق كاهل الأسرة وعدم استطاعتها مواجهة أعباء الحياة، فيصبح الاستقرار المجتمعي حلما بعيد المنال ويتفشى الفساد وتنتشر الرشوة.

الرؤية الإخراجية

استطاع المخرج أن يقدم هذه القضايا في قالب كوميدي ساخر، بعيدا عن الإسفاف والابتذال، فهي تخاطب عقول الجماهير ووعيها لا جيوبها وغرائزها، وابتعد عن الصراخ والبكائية، معتمدا على التشكيل الحركي الجمالي والأداء الجماعي المنضبط في حالة من الرشاقة والخفة بإيقاع متدفق يتسم بالحيوية، مما منح العرض شكلا "فرجويا" بصريا، حتى لو غابت العناصر السينوغرافية، بعد أن تحولت أجساد الممثلين إلى مقاعد وطاولات وسيارات، فكان التعبير الجسدي والتلوين الصوتي من أهم عناصر نجاح العرض، مع خطة إضاءة ذكية شكلت فيها البقع الضوئية التي احتضنت المجاميع وتحركاتها ككتلة جسدية واحدة عنصرا إضافيا من عناصر الجمال، أيضا كانت الموسيقى منسجمة مع الغناء الجماعي في حالة هارمونية أضفت أجواء من البهجة والمرح.

لكن يظل التساؤل مطروحا: هل يستسلم المواطن المطحون لتناول عيش منته الصلاحية لقدره، بعد أن لفظه المسؤولون ونواب الشعب، ولم يعد أحد يهتم بقضيته؟

فريق العمل

المسرحية مأخوذة عن نص "بلاليط" للكاتب البحريني جمال صقر، ودراماتورجيا وإخراج محمد الرواحي، وتمثيل كل من "سالم الرواحي وأحمد الرواحي وأحمد الصالحي وخميس البرام ووليد الدرعي وحيان اللمكي"، مصمم الإضاءة محمود المخرومي، وفي الأزياء محمد الكليبي، ومساعد مخرج حيان اللمكي.

back to top