سانتا باربرا... الريفييرا الأميركية!

نشر في 21-10-2017
آخر تحديث 21-10-2017 | 00:00
صرت أرى سانتا باربرا تماماً كما ترى والدة فورست غامب «في فيلم «فورست غامب» علبة الشوكولاته: لا تعرف علامَ ستحصل. على سبيل المثال: مَن يتوقع الخروج من السيارة ليُصادف طاووساً؟ هذا ما استقبلنا في مزرعة «بنس» التي تمتدّ على مساحة 80 هكتاراً في بويلتون.
في منطقة شغلها أولاً هنود الشوماش ليستعمرها بعد ذلك الإسبان، مَن كان يعلم أن قرية سلوفانغ ستتحلّى بطابع هولندي بحت؟ فضلاً عن طواحينها الهوائية الأربع ومنازلها المصنوعة جزئياً من الخشب، يكمن سحرها الخاص في تمثالَيها المميزين، أحدهما لهانز كريستيان أندرسون والثاني نسخة من تمثال حورية البحر الصغيرة في كوبنهاغن. كذلك تُعتبر هذه القرية مكاناً ممتازاً للعثور على ساعات الكوكو وفطائر التفاح الهولندية التقليدية aebleskiver.

كانت هذه إحدى تلك العطل التي شعرنا بأننا نحتاج إلى عطل في نهايتها عندما عدنا إلى المنزل بعد تسعة أيام. فما إن انطلقنا، ما كان من سبيل إلى التوقف.

ظلّ الطقس ممتازاً بكل معنى الكلمة مع أيام مشمسة دوماً وأمسيات منعشة. مارسنا أكثر من مرة رياضة المشي في الطبيعة في جبال سانتا ينز. كذلك ركضنا وركبنا دراجة هوائية لشخصين ذات أربع عجلات (أصعب مما تبدو) على طول جادة كابريول المجاورة للمحيط.

وخلافاً لما اعتدناه، زرنا أيضاً عدداً من متاحف المدينة التي تزيد على العشرين، بما فيها حديقتها النباتية الغناء، ومتحف التاريخ الطبيعي، ومتجر MOXI الجديد، ومتحف ولف لابتكارات الاستكشاف، الذي يقدّم للأولاد تجارب تفاعلية ولذويهم أحد أجمل مشاهد المدينة من طابقه العلوي.

بالإضافة إلى ذلك، استمتعنا بالمناظر الخلابة التي شاهدناها أثناء قيادتنا السيارة على الدروب الفرعية، متجاوزين جبال سانتا ينز على طريق San Marcos Pass (الطريق 154) وصولاً إلى سلوفانغ من أجل سباقي. وقمنا بهذه الرحلة مجدداً بعد الظهر، إلا أننا كنا متوجهين هذه المرة إلى لوس أوليفوس، وهي بلدة صغيرة خلابة فيها كثير من صالات تذوق المشروبات، ومتاجر الأعمال الفنية، ومطاعم تقدّم مأكولات من المزارع مباشرةً إلى المائدة. تستضيف هذه البلدة مهرجاناً للجاز والزيتون كل شهر يونيو. فضلاً عن ذلك، تضمّ أحدَ متاجر البقالة الأكثر تميزاً (يقع في واحدة من أولى محطات الوقود في كاليفورنيا) ودروباً رائعة لركوب الدراجة الهوائية.

لا شك في أننا قمنا بجولة في إرسالية سانتا باربرا القديمة التي أسسها المرسلون الفرانسيسكان الإسبان عام 1786 وتضمّ كنيسة جميلة، وديراً تاريخياً، وضريحاً، ومتحفاً للفن التاريخي والحرَف. ونظراً إلى موقع هذه الإرسالية قبالة مقهى Handlebar Coffee Roasters المذهل (يقدّم قهوة ومعجنات لا تُقاوم)، نجحت في إقناع زوجي بالتنزه معي في منتزه إل بريزيديو التاريخي الوطني. شكّل هذا المنتزه موقعاً عسكرياً متقدماً أُنشئ عام 1782، وأدى دوراً بالغ الأهمية في احتلال إسبانيا كاليفورنيا العليا، فضلاً عن أنه يحتوي على أقدم مبنى في المدينة.

تحفة فنية

لكننا حظينا بمتعة أكبر عندما ركبنا المصعد إلى الطابق العلوي من دار محكمة «النهضة الاستعمارية الإسبانية». تشكّل هذه الدار تحفة فنية، إلا أن سحرها لا يكمن في سقفها المرسوم باليد أو لوحاتها الجدارية الضخمة، بل في شرفتها الكبيرة في أعلى برج الساعة التي تقدّم لك منظراً خلاباً للمدينة، والجبال، والميناء. وفي مفارقة مضحكة، حصلنا نتيجة مغامرتنا هذه على بطاقة مخالفة لأننا ركنّا السيارة أمام المكان المخصص لإعادة كتب المكتبة.

على نحو مماثل، أخفق بحثنا عن المشاهير في حانة Honor في مجتمع مونتيسيتو الراقي المحاذي للبحر، حيث يقضي الممثل روب لوي بعض أوقاته، حسبما يُقال. كذلك لم نرَ أوبرا أو ألين دي جينيريس، اللتين تملكان منزلين في هذه المنطقة.

أما الأطباق القليلة الكلفة التي أحببناها، فشملت قطع التاكو في Mony’s التي يبلغ ثمن كل منها 1.75 دولاراً وطبق حساء البازيلاء المشهور في الساعة العاشرة صباحاً في مطعم Andersen’s Pea Soup في بويلتون ونحن في طريقنا إلى مزرعة بنس. خمنوا أيهما ألذ.

إذاً، قدّمت لنا سانتا باربرا دروباً لركوب الدراجة الهوائية والتنزه في الطبيعة لمتعة الجسم، وإرسالية تاريخية، ومركزاً عسكرياً لإغناء العقل.

إذا قصدتها

• الإقامة: شغلنا غرفة نوم فارغة في منزل يملكه أصدقاء لنا يقع على أعلى تلة في الجزء الفاخر من البلدة. أما مَن لا ينعم بحظوة مماثلة، فتقدّم له هذه المدينة خيارات شتى بأسعار مختلفة. تشمل سلاسل الفنادق الأقل كلفة Holiday Inn Express، Best Western، وQuality Inn. أما الخيارات الفاخرة المطلة على البحر، فتضمّ Santa Barbara Inn، وFess Parker Double Tree، وHotel Milo. وإذا كنت تملك مالاً وفيراً تود إنفاقه، فلن تعثر على فندق أكثر رقياً (وكلفةً) من منتجع «فور سيزونز« The Biltmore، حيث صورت ميريل ستريب مشاهد من عملها It’s Complicated. كذلك يقدّم فندق Belmond El Encanto الجميل على أعلى التلة بأجنحته وأكواخه مناظر خلابة للمدينة. على نحو مماثل، من المفترض أن يكون فندق Hotel Californian الفاخر المحاذي لمنطقة Funk Zone الفنية في المدينة مذهلاً عندما يفتح أبوابه في شهر سبتمبر.

• الطعام والشراب: إلامَ تتوق؟ إذا كنت تحب المطبخ الكاليفورني، فأنت محظوظ لأن الأطباق الطازجة المبتكرة التي تحفل بالمنتجات المحلية تنتشر في أرجاء البلدة. ولم تخيّب أملنا سوى وجبة واحدة طوال الأيام الثمانية (تناولناها في مطعم تابع لسلسلة مطاعم تقدم البيتزا). تشمل المطاعم التي يجب ألا تفوت زيارتها The Lark في منطقة Funk Zone الفنية المزدهرة (أفضل طبق سلطة خس سالانوفا قد تتذوقه)، وMilk&Honey في 30 W شارع أنابامو (أطباق التاباس)، وYellow Belly في 2611 شارع دي لا فينا (البرغر)، وMony’s Mexican في 217 شارع أنابامو (شطائر التاكو الشعبية المذهلة)، وLos Agaves قي 2911 دي لا فينا (أطباق مكسيكية فاخرة)، ومخبز Helena Avenue Bakery في 131 شارع أناكابا (شطائر الفطور، والسلطات، والحساء الموسمي، ومجموعة واسعة من الجبن واللحوم الباردة تتناولها على طاولات خشبية مفتوحة أمام الجميع). كذلك استمتعنا بوجبة عشاء رومانسي فاخرة في مطعم Belmont El Encante في الهواء الطلق فيما كانت الشمس تغرب. وكان طبق شرائح تونة الزعنفة الصفراء المحمرة مع الطماطم العضوية كافياً وحده لنشعر أن أموالاً لم تذهب هباء.

• النشاطات: تلائم سانتا باربرا الأطباع كافة: مَن يهوون النشاط والحركة، ومَن يفضلون التكاسل والاسترخاء. يمكنك الاستمتاع بشتى النشاطات من السير في الطبيعة في جبال سانتا ينز إلى ركوب الأمواج في المحيط الهادئ وركوب قوارب الكياك أو التجديف على اللوح وأنت واقف في الميناء. كذلك تستطيع أن تستأجر دراجة هوائية، وتقوم بجولة في العربات الكهربائية، وتمارس اليوغا في كهوف الملح، وتتأمل الأسماك الطازجة فيما يتقاذفها العمال كل يوم سبت في سوق السمك في منطقة Stearns Wharf.

علاوة على ذلك، تضمّ سانتا باربرا 10 شوارع مخصصة للتسوق يمكنك التجوال فيها سيراً على القدمين، وملاعب غولف مطلة على المحيط، وإحدى أفضل حدائق الحيوانات الصغيرة في البلد.

back to top