صدور أمر بالقبض على نائب البارزاني... وأربيل جاهزة للحوار

بغداد تحذر «روس نفط» من المضي باتفاقاتها مع الإقليم وتتهمها بالتدخل في شؤونها الداخلية

نشر في 19-10-2017
آخر تحديث 19-10-2017 | 20:15
مقاتلون من ميليشيات «منظمة بدر» الشيعية يجوبون كركوك قبل انسحابهم المفترض منها (إي بي أيه)
مقاتلون من ميليشيات «منظمة بدر» الشيعية يجوبون كركوك قبل انسحابهم المفترض منها (إي بي أيه)
في خطوة قد تشكل خطراً على فرص الحوار بين بغداد وأربيل، أصدر القضاء العراقي مذكرة توقيف بحق كوسرت رسول (نائب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني)، الذي يشغل منصب النائب الأول لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني.
في تصعيد بالغ يذكّر بالأحكام القضائية التي صدرت بحق سياسيين سنة في عهد رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، أعلن مجلس القضاء الأعلى العراقي، اليوم، صدور أمر إلقاء قبض بحق نائب رئيس إقليم كردستان كوسرت رسول، على خلفية تصريحات وصف فيها القوات الأمنية الاتحادية في محافظة كركوك بـ «المحتلة».

ويشغل رسول منصب المساعد الأول للأمين العام لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، ويفترض أن يقود الحزب بعد وفاة الرئيس السابق جلال الطالباني، إلا أن عائلة الأخير تسيطر على القرار الحزبي.

وكان رسول، اعتبر أمس ، أحدات كركوك وما تبعها بأنها «عمليات أنفال أخرى ضد الكرد»، واصفا القوات التابعة للحكومة الاتحادية بأنها «محتلة».

أربيل والحوار

الى ذلك، رحبت حكومة إقليم كردستان بالدعوة التي وجهها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي للحوار بعد العملية العسكرية الواسعة للجيش العراقي، واستعادته المناطق المتنازع عليها وضمنها مدينة كركوك التي كان يسيطر عليها الأكراد.

وأوضح بيان صادر عن حكومة الإقليم اليوم أن «مجلس الوزراء رحب بمبادرة حيدر العبادي رئيس وزراء العراق الاتحادي الفدرالي، لبدء الحوار مع حكومة الإقليم من أجل حل القضايا العالقة وفق الدستور، وضمن مبدأي الشراكة والتوافق».

من ناحيته، قال وزير خارجية إقليم كردستان العراق، فلاح مصطفى بكر، إنه لم تكن هناك أي نية للدخول في حرب ضد الجيش العراقي، وأكد الحاجة إلى الحوار مع بغداد، مضيفاً: «يجب أن نتحدث مع بعضنا البعض حتى نتوصل إلى تفاهم مشترك، الأمر لا يتعلق بآبار النفط ولا يتعلق بالعلم، بل بمستقبل أمتين».

تظاهرات

جاء هذا البيان غداة تظاهرات كردية كبيرة ليل الأربعاء - الخميس في كركوك وخانقين ضد «الحشد الشعبي» بعد إقدام عناصره على تصرفات استفزازية بينها إهانة علم كردستان. واستكمل «الحشد الشعبي» المكون من ميليشيات شيعية معظمها موال لإيران، اليوم، خروجه من المناطق المتنازع عليها التي دخلها الى جانب القوات العراقية.

وخرج الآلاف من أهالي مدينة خانقين، اليوم، بتظاهرات مرحبة بانسحاب «الحشد»، حاملين أعلام كردستان. وأفادت وكالة «سبوتنيك» الروسية، بعودة قوات كردية تابعة لإقليم كردستان، إلى محور مخمور بعد ساعات على الانسحاب منه.

وقالت رئاسة الوزراء إن رئيس الحكومة حيدر العبادي «وجه بحجز عدد من أفراد حماية قائد شرطة ديالى وتشكيل مجلس تحقيقي واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم»، مضيفة، أن ذلك جاء «بسبب تجاوزهم على القانون في قضاء خانقين وإهانة علم كردستان».

قلق أممي

وبينما دعت أميركا مواطنيها الى الحذر، عبرت الأمم المتحدة، اليوم، عن قلقها إزاء تقارير عن تهجير أكراد وتدمير ونهب منازل في العراق، كما أعرب رئيس اللجنة الفرعية لحقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي انطونيو بانزيري عن قلقه إزاء الوضع في مدينة كركوك وسط تقارير أنباء عن انتهاكات.

«الحشد»

من جهته، أعلن المتحدث باسم هيئة الحشد الشعبي العراقي النائب أحمد الأسدي اليوم، أن «قطعات الحشد الشعبي والقوات الأخرى انسحبت من مناطق وسط كركوك استجابة لقرار رئيس الحكومة القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي، بعد إتمام مهامها، وتم إسناد ضبط الأمن الى قوات الشرطة الاتحادية المحلية».

وفيما أعلن محافظ أربيل نوزاد هادي، أن نحو 100 ألف كردي هربوا من كركوك، ذكر الأسدي أن «مغادرة آلاف من المدنيين من منازلهم أمر طبيعي، ونحن حرصنا على إعادتهم».

النفط

في سياق آخر، أكد القائد في البيشمركة، العقيد عبدول شمه، أن آبار النفط في منطقة خورمال لاتزال تحت سيطرة الأكراد. وتدير حكومة إقليم كردستان حقل خورمال النفطي منذ عام 2008، ويتم إنتاج 110 براميل من النفط يومياً من هذا الحقل.

وحذرت وزارة النفط العراقية، اليوم، بشدة جميع الدول والشركات النفطية العالمية من التعاقد أو الاتفاق مع أي جهة داخل البلاد دون الرجوع الى الحكومة الاتحادية.

وكانت شركة «روس نفط» الروسية أعلنت أمس ، أنها وقعت اتفاقات تقاسم إنتاج في خمس رقع نفطية في كردستان العراق. وقال وزير النفط جبار اللعيبي إن «التصريحات غير المسؤولة التي تصدر عن بعض المسؤولين داخل العراق وخارجه أو من قبل الشركات الأجنبية بشأن نيتها إبرام العقود النفطية مع هذه الجهة أو تلك داخل الحدود الجغرافية للبلاد من دون علم الحكومة الاتحادية أو وزارة النفط، تعد تدخلا سافرا في الشأن الداخلي العراقي وانتقاصاً من السيادة الوطنية ومخالفة صريحة للأعراف الدولية». ويشير الوزير العراقي بشكل صريح الى الاتفاق الذي جرى بين حكومة اقليم كردستان والشركة الروسية. وقال الرئيس التنفيذي لشركة «روس نفط» إيغور سيتشن في كلمة بالمنتدى الأورواسي الاقتصادي المنعقد في فيرونا شمالي شرق إيطاليا أن أنشطة شركته في إقليم كردستان العراق تنطلق من مبدأ «عملي بحت»، وأنها جادة في العمل في الإقليم الواقع شمالي العراق.

وبموجب الاتفاقية ستبدأ «روس نفط» بالتنقيب عن النفط في 5 مواقع مختلفة بالإقليم، على أن تبدأ الشركة الإنتاج التجاري من هذه المواقع في عام 2021، في حال تأكد وجود الخام.

وتتوقع «روس نفط» وجود 670 مليون برميل من النفط في المواقع الخمسة. وغداة سيطرتها على كركوك أعلنت حكومة بغداد أنها منحت شركة «بريتيش بتروليوم» حق تطوير قول المحافظة التي تعد ثاني أغنى محافظة عراقية بالنفط بعد البصرة.

الى ذلك، هبطت، أمس، أول طائرة تابعة للخطوط الجوية الملكية السعودية في مطار بغداد الدولي بعد توقف رحلاتها للعراق منذ 27 عاما. وكانت شركة طيران «ناس» السعودية أعلنت، أمس الأول، البدء بتسيير رحلات من المطارات الرئيسة في السعودية إلى عدد من المحافظات العراقية خلال أسابيع.

back to top