هل الشوكولاته مفيدة لبشرتك؟

نشر في 19-10-2017
آخر تحديث 19-10-2017 | 00:00
No Image Caption
تكتسب الشوكولاته أكثر فأكثر مكانة مهمّة بين الأطعمة الصحّيّة لأنّها مليئة بمضادّات الأكسدة، وهي تحمي البشرة من أضرار أشعّة الشمس، بحسب بعض الدراسات، ولكن ثمة باحثون لا يؤيدون هذا الرأي.
تكثر الأدلّة التي تشير إلى أنّ كمية معتدلة من الشوكولاته، خصوصاً الداكنة منها، مفيدة لصحّة الأمعاء ومستويات الكولسترول والدماغ. كذلك تخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغيّة.

ويُعتقد أنّ فوائد الشوكولاته ناتجة عن ارتفاع مستويات مضادّات الأكسدة في هذه الحلوى المفضّلة لدى الغالبيّة. ولكن ماذا عن صحّة بشرتنا؟ هل تمنع الشوكولاتة فعلاً شيخوخة الجلد، وحروق الشمس، وربّما سرطان الجلد؟

أشعّة الشمس

تترك أشعّة الشمس حروقاً لدى غالبيّة الناس إذا تعرّضوا لها كثيراً، بل يُعتبر التعرّض المفرط لها أول سبب للإصابة بسرطان الجلد وشيخوخة البشرة. فهل تستطيع الشوكولاتة، بمستوياتها المرتفعة من مضادّات الأكسدة، أن تحمينا من أشعّة الشمس ما فوق البنفسجيّة؟ يؤكد البعض أنّ بإمكانها ذلك.

تحتوي حبوب الكاكاو النيئة على مستويات مرتفعة من الفلافونويد، نوع من مضادّات الأكسدة، لكن يُفقد معظمها خلال عمليّة تحويل الحبوب إلى الشوكولاتة التي نعرفها ونحبّها.

بناءً على هذا، تحاول مصانع الشوكولاته الحفاظ على أعلى مستويات مضادّات الأكسدة من خلال تجربة عمليّات صناعيّة جديدة.

أمّا البروفسور ويلهلم ستهل، من معهد الكيمياء الحيويّة والبيولوجيا الجزئيّة في جامعة هاينري هاينه الألمانيّة في مدينة دوسيلدورف، وزملاؤه فأجروا دراسةً حول ما إذا كانت مستويات أعلى من مضادّات الأكسدة في الشوكولاته تحسّن قدرة البشرة على تحمّل الأضرار الناجمة عن الأشعّة ما فوق البنفسجيّة.

شاركت في الدراسة 24 امرأة تناولن شراب الشوكولاته الذي يحتوي إمّا على 27 ملّيغراماً من الفلافونويد (شوكولاتة عاديّة) أو 329 ملّيغراماً (عالي مضادّات الأكسدة) كلّ يوم طوال 12 أسبوعاً.

وجد البروفسور ستهل أنّ بشرة اللواتي تناولن شراب الشوكولاته عالي مضادّات الأكسدة لم تتلوّن بالأحمر كثيراً عندما تعرّضت لجرعات مراقبة من الأشعّة ما فوق البنفسجيّة.

أدلّة متضاربة

للتأكّد أكثر من تأثيرات الشوكولاته عالية مضادّات الأكسدة، أجرت الدكتورة ستيفاني ويليامز، من فريق علوم التجميل في جامعة لندن للفنون، وزملاؤها دراسةً شاركت فيها 30 امرأة.

تناولت المشاركات يومياً طوال 12 أسبوعاً 20 غراماً من الشوكولاته عالية مضادّات الأكسدة (تحتوي على 600 ملّغرام إضافيّ من الفلافونويد في الحصّة)، أو الشوكولاته العاديّة (تحتوي على أقلّ من 30 ملّيغراماً من الفلافونويد).

توافقت نتائج الباحثين مع ما توصّل إليه البروفسور ستهل؛ فبشرة اللواتي تناولن الشوكولاته عالية مضادّات الأكسدة لم تكن حسّاسة كثيراً للأضرار الناتجة عن الأشعّة ما فوق البنفسجيّة.

لكنّ آخر دراسة أجرتها الدكتورة سيلفي دودان، أستاذة في قسم التوليد وأمراض النساء في مستشفى القدّيس فرانسوا الأسّيزي في جامعة لافال في مدينة كيبيك بكندا، وزملاؤها لم تشر إلى النتائج ذاتها.

استخدمت الدكتورة دودان في دراستها الشوكولاته عالية مضادّات الأكسدة نفسها التي استخدمتها الدكتورة ويليامز، ولكن بدل أن تكون الحصّة اليوميّة 20 غراماً تؤكل دفعةً واحدةً، تناولت المشاركات الـ74 عشرة غرامات من الشوكولاته ثلاث مرّات يومياً طوال 12 أسبوعاً.

وعلى عكس دراستَي البروفسور ستهل والدكتورة ويليامز، أظهرت نتائج الدراسة أنّ الشوكولاته عالية مضادّات الأكسدة لم تعطِ التأثير الوقائي ذاته لدى المشاركات. لكنّ الباحثين لاحظوا أنّ مرونة الجلد أو ليونته ازدادت في المجموعة التي تناولت الشوكولاته عالية مضادّات الأكسدة.

انطلاقاً من هذه النتائج المتضاربة، لا يزال الاختصاصيّون يبحثون عمّا إذا كانت الشوكولاته الدواء الشافي لمنع تلف الجلد تحت الأشعّة ما فوق البنفسجيّة.

في حين أُثبتت فوائد الشوكولاته لصحّة القلب والأوعية الدمويّة والدماغ والأمعاء، لا تزال البحوث في مجال فوائد الشوكولاته على البشرة تخطو خطواتها الأولى.

وفي الوقت الراهن، يُفضّل الاعتماد على طرائق أخرى لحماية البشرة والاستمتاع بالشوكولاته ضمن نظام غذائيّ متوازن وصحّيّ.

حبوب الكاكاو النيئة تفقد معظم مضادّات الأكسدة عندما تتحوّل إلى شوكولاته
back to top