«مروح عَ فلسطين» عرض مسرحي يوثق القضية الفلسطينية

سينوغرافيا بصرية مبهرة اعتمدت على تشكيلات الممثلين

نشر في 18-10-2017
آخر تحديث 18-10-2017 | 00:05
مشهد من «مروح عَ فلسطين»
مشهد من «مروح عَ فلسطين»
اعتمد عرض مسرح الحرية «مروح عَ فلسطين» على التشكيلات الحركية للممثلين في تقديم سينوغرافيا بصرية رائعة.
قدَّم مسرح الحرية الفلسطيني مسرحية كوميدية توثيقية بعنوان «مروح عَ فلسطين»، ضمن عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، أمس الأول، على مسرح الدسمة.

ويوثق هذا العرض حياة الفلسطينيين اليومية في الأراضي المحتلة، من خلال مجموعة قصص حقيقية لممثلين فلسطينيين سافروا وتنقلوا من منطقة إلى منطقة، ومن مخيم إلى آخر ومن قرية إلى أخرى في فلسطين المحتلة، ليجمعوا هذه القصص، ومن الصعوبة بمكان تجهيز الديكور أو أزياء للمسرحية، لأن التنقل من مكان إلى آخر كان صعباً، لذا اعتمد الممثلون على أجسادهم، ويؤدون العمل في مساحة صغيرة من خشبة المسرح كرمز لفلسطين.

تنطلق أحداث المسرحية من خلال الشاب الفلسطيني جاد المولود في الولايات المتحدة الأميركية الذي يقرأ كتاباً عن بلده فلسطين، ويقرر السفر إليها، لمعرفة حقيقة ما يدور هناك، والمزيد عن الشعب الفلسطيني. تسلمه شقيقته أمل رسالة لإيصالها إلى صديقتها ريما التي تقطن في حي الشجاعية بغزة.

كشف الحقائق

يصل جاد إلى مطار تل أبيب، ويجد صعوبة في كيفية الوصول إلى جنين في الضفة الغربية، إلى حين عثوره على شاب عربي سائق تاكسي يساعده في الوصول إلى جنين. وفي حوار معه يقول له إن فلسطين كانت كلها للشعب الفلسطيني، بعدها أتى الصهاينة وفي نكبة 1948 قطعوا أوصالها، وفي عام 1967 قطعوا أوصال أوصال ما قطعوه سابقاً، وزعوا المستوطنات، وأقاموا الحواجز، وأغلقوها بالجدار.

بعدها يلتقي جاد صديقه محمود، ويقيم عنده، وتبدأ حالة كشف الحقائق والواقع المعاش الذي يختلف تماماً عما تذيعه وسائل الإعلام الغربية. فلم يذق طعم النوم عند صديقه، حيث أصوات إطلاق الرصاص لم تهدأ، ومع طلوع الفجر تبدأ ممارسة حياة جديدة.

يتابع جاد مع محمود رحلة البحث عن ريما، عبر التنقل من منطقة إلى أخرى، ومن حاجز إلى آخر، ليشهد تفاصيل الحياة والمعاناة التي يواجهها الفلسطينيون كل يوم من التعرض للتفتيش على الحواجز الإسرائيلية، والاعتداء والقتل.

يتعرف جاد على شاب في رحلته، ويعرف من خلال والدته مكان ريما شاهين، التي تزوجت، وانتقلت إلى حي الشجاعية بغزة، التي يصعب الوصول إليها.

حق العودة

ويرسل جاد رسالة إلى شقيقته أمل في أميركا، يخبرها عن ريما التي تزوجت، لكنه لم يستطع الوصول إليها، ويحكي لها عن سعادته بمخيم الدهيشة في بيت لحم، وتكوين صداقات رائعة، من بينها مع الشاب مالك، الذي استشهد قبل 3 أيام، بين يديه، أطلق عليه الرصاص جندي إسرائيلي، فكان مالك يقاوم ويقاتل في خط المواجهة بالحجارة ضد السلاح والدبابات، بعد الدفن خرج من المقبرة، وفجأة ظهر المخيم وكأنه في حالة البداية لكل شيء، كأنه شارع طويل يصل إلى حي الشجاعية.

ينهي جاد رسالته، بإخبارها أنه لا ينوي الرجوع إلى أميركا، وهو ليس نادماً على ذلك، متمنياً أن ترجع هي أيضاً، كي تتعلم ما هي الحياة، وهذه الأرض التي تستحق العودة إليها والتضحية من أجلها.

اعتمد العرض على التشكيلات الجماعية للممثلين في السينوغرافيا البصرية، التي جاءت متقنة ومبهرة، ضمن السياق الدرامي للعمل، مع الموسيقى الحية والمؤثرات السمعية.

واستطاعت مخرجة المسرحية أن تقدم معادلة إيقاعية سليمة لعناصر العرض المسرحي، من خلال التعبير الكلامي والغناء وطريقة تبادل الحوار، ولعبت الإضاءة والموسيقى والمؤثرات السمعية دوراً في الإيحاء بالزمن وتقطيع الحدث، إضافة إلى حركة جسد الممثل الرائعة على الخشبة في تشكيلات جماعية، منها تمثال الحرية في أميركا، وسيارة التاكسي، والباص، والطائرة.

فرقة مسرح الحرية قدمت تجربة بالغة الأهمية تستحق أن تجول بها كل أنحاء العالم، بهذا العرض المتقن الذي دعا إلى التمسك بالأرض والتشبث بها، مقدماً رسالة واضحة إلى المغتربين الفلسطينيين، تحثهم على العودة إلى ديارهم.

فريق العمل

العمل من إخراج ميكائيلا ميراندا، وتمثيل: رنين عودة، سماح محمود، أحمد طوباسي، إيهاب تلاحمة، عدنان بوبلي، ونور دولة. موسيقى حية ومؤثرات سامر أبوهنطش. تقنية إضاءة وصوت أحمد مطاحن. إنتاج مسرح الحرية بمخيم جنين.

المسرحية توجه رسالة للمغتربين الفلسطينيين تحثهم على العودة
back to top