ألو دكتور

نشر في 16-10-2017
آخر تحديث 16-10-2017 | 00:00
No Image Caption
كيف يعمل العلاج الكيماوي بفرط الحرارة داخل الصفاق (HIPEC)؟ ولمَ لا يُخصَّص إلا للمرضى في مراحل السرطان الأخيرة؟

تشير عبارة «فرط الحرارة» إلى درجة الحرارة العالية، وتعني عبارة «داخل الصفاق» تجويف البطن المغلف بكيس يُدعى الصفاق. أما العلاج الكيماوي، فهو علاج للسرطان تُستخدم فيه مواد كيماوية قوية بغية قتل خلايا السرطان التي تنمو بسرعة في الجسم.

يعتمد العلاج الكيماوي بفرط الحرارة داخل الصفاق على علاج كيماوي عالي الجرعة يهدف إلى قتل الخلايا السرطانية المجهرية داخل تجويف البطن. ترافق هذا العلاج عادةً جراحة السرطان. ويقتصر استعماله على مَن انتشر السرطان داخل بطنهم لأنهم المجموعة التي تجني أكبر فائدة منه.

العلاج الكيماوي بفرط الحرارة داخل الصفاق العلاج الوحيد المصمم لمحاربة أنواع السرطان التي تنتشر داخل تجويف البطن، كسرطان القولون، أو المبيض، أو الزائدة الدودية المتقدم أو النقيلي. كذلك من الممكن استخدامه لعلاج ورم المتوسطة، وهو نوع نادر من السرطان يصيب طبقة الأنسجة الرقيقة التي تغطي أعضاء داخلية كثيرة.

يخضع المريض للعلاج الكيماوي بفرط الحرارة داخل الصفاق بعد استئصال الجراحة مواضع السرطان المرئية كافة داخل البطن، ثم يُغسل تجويف البطن بعلاج كيماوي ساخن بغية قتل خلايا السرطان المجهرية التي ما زالت في البطن.

لكن نوع العلاج الكيماوي المستخدم يختلف باختلاف نوع السرطان المعالج. ويسهم رفع درجة حرارة العلاج في تعزيز فاعليته لأنه يخترق الأنسجة بعمق أكبر عندما يكون ساخناً، ما يزيد عدد خلايا السرطان التي يستطيع بلوغها.

إحدى أهم فوائد العلاج الكيماوي بفرط الحرارة داخل الصفاق أنه يسمح بإيصال جرعة كبيرة من العلاج الكيماوي إلى المنطقة التي تحتاج إليه مع الحد إلى أقصى درجة ممكنة من تعرّض سائر أجزاء الجسم لهذه المواد. نتيجة لذلك، يتفادى المريض التأثيرات الجانبية التي ترافق عادةً العلاج الكيماوي، كخسارة الشعر، والإسهال، وتقرحات الفم.

لكن العلاج يرتبط أحياناً بتأثيرات جانبية أخرى. على سبيل المثال، للحصول على أفضل نتيجة ممكنة، يُترك العلاج الكيماوي داخل تجويف البطن نحو 90 دقيقة قبل إزالته. خلال هذه الفترة الزمنية، يمتصّ الجسم جزءاً من الأدوية، ما يؤدي إلى تراجع عدد الكريات البيضاء والصفيحات في الدم. نتيجة لذلك، يصبح المريض أكثر عرضة للأخماج.

لما كانت جراحة المراحل المتأخرة من السرطان هذه تشمل غالباً إزالة عدد من الأعضاء الداخلية، فيكون خطر التعرض لمضاعفات جراحية، كالنزف، والعدوى، والموت، أعلى مقارنةً بالجراحات العادية. وعندما يُضاف العلاج الكيماوي إلى الجراحة، تتفاقم المخاطر. نتيجة لذلك، لا يقترح الأطباء العلاج الكيماوي بفرط الحرارة داخل الصفاق إلا على المرضى الذين لا يملكون خيارات أخرى لمعالجة السرطان، أو الذين أخفقت في حالتهم العلاجات الأخرى. وأظهرت البحوث أن هذا العلاج يزيد، في حالة المرضى المختارين بدقة، معدل نجاة مَن يعانون سرطاناً في تجويف البطن بلغ مراحله الأخيرة.

في الوقت الراهن، يقدّم عدد من منشآت الرعاية الصحية المختارة حول العالم العلاج الكيماوي بفرط الحرارة داخل الصفاق. تجمع هذه المراكز خبرات كثيرة وتنسِّق بين الاختصصات الطبية المختلفة، فضلاً عن مقدار كبير من الموارد والدعم العملاني.

back to top