لا رابط بين قطع القناة المنوية وسرطان البروستات

نشر في 14-10-2017
آخر تحديث 14-10-2017 | 00:00
No Image Caption
بلغ الجدال الذي دام ثلاثة عقود حول الرابط بين قطع القناة المنوية والسرطان نهايته على الأرجح. فلم يتوصّل تحليل شامل ضمّ أكثر من ثلاثة ملايين مشارك إلى أية علاقة بينهما.
يشكّل قطع القناة المنوية وسيلة فاعلة طويلة الأمد لمنع الحمل، ويُعتبر أكثر أماناً وسرعة وأقل كلفة من ربط أنبوب فالوب لدى النساء.

تشير التقديرات حول العالم إلى أن 33 مليون امرأة متزوجة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 سنة يعتمدن على قطع القناة المنوية لدى أزواجهن كوسيلة لمنع الحمل.

يمثّل هذا الرقم 3% فقط من المتزوجين، فرغم فاعلية هذه العجراحة وأمانها، يرفضها أزواج كثيرون. ويعود السبب في جزء منه إلى جدال يدور منذ 30 سنة حول إمكان وجود رابط بينها وبين سرطان البروستات.

جدال وخوف

في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، بدأت تقارير تظهر عن علاقة بين هذه الجراحة البسيطة وبين ارتفاع خطر سرطان البروستات. تناولت فرق عدة هذه المسألة ونُشرت دراسات كثيرة أيدت طرفي الجدال القائم.

في محاولة لفهم البيانات وراء هذه المناقشة، أُجريت التحاليل الشاملة ونُشرت. ولكن حتى هذه أخفقت في فض الجدال. ولا تزال النتائج غير حاسمة.

ورغم غياب أي تفسير طبي منطقي لكيفية ارتباط قطع القناة المنوية بسرطان البروستات، استمر الجدال.

في مسعى أخير إلى إنهاء هذه المناقشة بشكل حاسم، نفّذ باحثون أكبر تحليل شامل ومراجعة منظمة لمعلومات نُشرت حتى اليوم، شمل بيانات من ثلاثة ملايين مريض من 53 دراسة.

نُشر التقرير أخيراً في مجلة JAMA Internal Medicine، ويشير المعدون إلى أنهم «أولوا اهتماماً خاصاً لنوعية الدراسة» وعقدوا العزم على «تحديد ما إذا كان هنالك رابط بين قطع القناة المنوية وبين أي سرطان بروستات، وسرطان البروستات العالي المخاطر، وسرطان البروستات المتقدّم، وسرطان البروستات المميت».

هل تبدّدت المخاوف؟

عندما انتهى الباحثون من التحليل، كانت خلاصتهم واضحة. ذكروا أن «المراجعة لم تتوصّل إلى أي رابط بين قطع القناة المنوية وبين سرطان البروستات العالي المخاطر، أو المتقدّم، أو المميت».

أضافوا: «لاحظنا رابطاً ضعيفاً بين قطع القناة المنوية وأي سرطان بروستات، إلا أن هذا الرابط بات شبه معدوم في الدراسات التي اعتمدت تصميماً متقناً». لكنهم أكّدوا: «من غير المرّجح أن يكون الرابط سببياً ويجب ألا يحول دون استعمال قطع القناة المنوية كخيار طويل الأمد لمنع الحمل».

يعتقد الباحثون أن «الرابط الضعيف» المذكور أعلاه يعود في جزء منه على الأقل إلى ما يُعرف بالتأثير التسلسلي.

بكلمات أخرى، لما كان الرجل الذي يخضع لقطع القناة المنوية يستشير طبيب مسالك بولية، فيزداد احتمال أن يعود لاحقاً للخضوع لفحص المستضد البروستاتي النوعي. ولما كان يخضع للفحص، فيزداد احتمال تشخيص إصابته بسرطان البروستات.

عند الكلام عن الارتفاع الطفيف في الخطر الذي قاسوه، يقول الدكتور بيمال بهيندي من مايو كلينيك في روتشيستر بمينيسوتا: «يجب ألا يمنعك هذا الأمر من استعمال طريقة تُعتبر، بخلاف ذلك، عالية الفاعلية في التخطيط العائلي».

على نحو مماثل، يشير الدكتور إريك أ. كلاين، رئيس معهد غليكنات لطب المسالك البولية والكلى التابع لكليفلاند كلينيك في أوهايو: «تُعتبر هذه الدراسة، التي شملت ثلاثة ملايين مريض، الأكبر حتى اليوم. ولم تتوصل إلى أية زيادة مهمة في خطر سرطان البروستات في حالة الرجال الذين يخضعون لقطع القناة المنوية».

يتابع موضحاً: «من المفترض أن نتيجة الدراسة، أي التوصل إلى أن الخضوع لقطع القناة المنوية لا يؤدي إلى زيادة في خطر سرطان البروستات، أن يريح بال الجميع».

ولما كان قطع القناة المنوية أكثر أماناً بكثير مقارنة بوسائل منع أخرى، يجب أن ينصح بها الأطباء الأزواج الذين يبحثون عن وسيلة طويلة الأمد في هذا المجال. وربما تسهم هذه الاكتشافات في تهدئة بال الرجال وتشجيع الأطباء على عرض هذه الجراحة كحل بسيط لمنع الحمل الطويل الأمد، مقارنةً بالعقم النسائي.

صحيح أن هذا البحث شامل ومفصّل وخلاصته قوية، إلا أن الوقت وحده يستطيع أن يخبرنا ما إذا كان سيتعرض للانتقاد مجدداً.

back to top