أغلى من الذهب ويتحكم بالصحة

نشر في 13-10-2017
آخر تحديث 13-10-2017 | 00:07
لو عرفنا أن مستوى الماء في الدماغ 90% وفي الكلى 83% تقريبا، واستوعبنا أهمية صحة الكلى التي تقوم بتحرير الجسم من السموم الغذائية بواسطة تكرير الماء في الجسم وطرح الزائد منه، لأصبحت الحاجة إلى الماء أغلى من الذهب!
 د. روضة كريز إن أول ظهور للحياة على كوكب الأرض كان فوق المسطحات المائية كالبحار والمحيطات، والماء هو أصل الحياة على سطح الأرض لكل الكائنات، فبدون ماء لن تكون هناك حياة على الأرض، وقد جاء ذكره في القرآن الكريم من الخالق العظيم بقوله في سورة النحل: "وَاللّهُ أَنزَلَ مِنَ الْسَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ"، وفي سورة النور مثلا: "وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء".

ولذلك يعتبر الماء من أهم الأرزاق الربانية لمخلوقات الله الحية، وتعود أهميته حسب استعمالاته للجسم وكيفية الاستعمال ونوعيته، وكل ذلك له تأثير كـبير على الصحة العامة وسلامة الأعضاء كافة، ولا يستطيع أحد العيش بدونه، فلو عرفنا أن مستوى الماء في الدماغ 90% وفي الكلى 83% تقريبا، واستوعبنا أهمية صحة الكلى التي تقوم بتحرير الجسم من السموم الغذائية بواسطة تكرير الماء في الجسم وطرح الزائد منه، لأصبحت الحاجة إلى الماء أغلى من الذهب، كالحاجة له عند سكان إفريقيا وغيرها نتيجة الفقر!

وإذا أخذنا بعين الاعتبار الحاجة الصحية اللازمة لهذا الماء وعملنا على انتقائه وتنقيته فسيكون علاجا ناجعا بإذن الله لكثير من الأمراض إن لم يكن لكلها، فللجسم أجهزة إنذار حساسة جدا لفقد الماء، وتنبئ بفقدانه وحاجة الجسم للماء النقي، كالشفتين والحلق والبلعوم والعيون، وكذلك الجفاف الذي يصيب الجلد مع طول فترة العطش، أو يصيب الإمساك وحصى الكلى وتراجع كفاءة الدورة الدموية، فالفرد يحتاج الماء من 8 إلى 10 أكواب يوميا لمنع الجفاف وتحسين امتصاص الغذاء اللازم.

لكن ما أردت التنبيه إليه هو حسن اختيار نوعية الماء الصالح للشرب، والذي سيعتبر علاجا لمعظم الحالات الناتجة عن نقصانه في الجسم، غير أن اختلاف طرق تعقيم الماء واختلاف رقمه الهيدروجيني نتيجة وسائل التعقيم يجعلاننا نتريث قليلا في اختيار الشركات المصدرة لعبوات الماء!

ولا ننسى أن التعقيم المبدئي هو الأفضل والأضمن، كأن نغلي الماء لفترة قليلة ثم نملؤه بزجاجات (من الزجاج) للحفاظ عليه باردا، وقد كانوا قديما يستخدمون ماء الفخار (الطين المطبوخ) وإلى الآن عندنا في علم التغذية ننصح به، لما له من فوائد جمة وطعم منعش.

وكثير من الدول تقوم بتعقيم الماء بالمواد الكيميائية كالكلور (صوديوم كلورايت)، وتعالج المياه عبر الفلاتر والمرشحات الكربونية، ومن ثم يضاف لها المواد المعقمة بهدف قتل الجراثيم في الناتج الأخير منها! وهذا ما لا أحبه.

وقد حازت الكويت الريادة بين الدول العربية بالماء النقي والأفضل في صلاحيته للشرب، وهذا يعني أنها تتبع المعايير الدولية لسلامة مواطنيها، فشكرا للكويت وللقائمين على أهم شيء فيها، وهو ما يضمن لهم حياة سعيدة في المستقبل بلا أمراض إن شاء الله.

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية

back to top