ممارسة الرياضة... كيف تكافح السرطان؟

نشر في 01-10-2017
آخر تحديث 01-10-2017 | 00:08
No Image Caption
من خلال الأدرينالين وتعزيزه عملية التكاثر الخلوي في نظام الإشارات الأساسي في الجسم وهو «مسار فرس النهر» Hippo، تنتج أجسام النساء اللواتي يمارسن الرياضة ما يشبه المصل القادر على محاربة الأورام، بحسب ما أثبت باحثون أخيراً بعد تجارب مخبرية عدة.
تحدّث الباحثون منذ فترة طويلة عن صلة شائعة بين ممارسة الرياضة وبين انخفاض خطر الإصابة بسرطانات معينة، بما فيها سرطان الثدي. ولكن الأدلة التجريبية التي حصرت الآلية الجزيئية بهذا التأثير لم تكن موجودة. أخيراً، توصّل بيرنيل هوغمان وزملاؤه من مستشفى جامعة كوبنهاغن في الدنمارك إلى أن هذا الأمر ممكن من خلال تفعيل الأدرينالين إشارات مسار الحفاظ على الأعضاء الداخلية عبر التكاثر الخلوي Hippo .

في العام الماضي، حلّل هوغمان وزملاؤه العوامل في مصل دم يعود إلى نساء نجين من سرطان الثدي، قبل وبعد ساعتين من التمرّن المعتدل إلى المكثف، وحدّدوا الزيادات في اللاكتات، والأدرينالين، والنورادرينالين، وبعض السيتوكينات. كما لوحظ سابقاً، خفض الدم الذي سحب بعد التدريب «صلاحية» خلايا سرطان الثدي. ولتحديد أي من هذه الجزيئات مسؤولة عن ذلك، فحص الفريق دم سبع نساء يتمتعن بصحة جيدة و20 امرأة يتعالجن في مرحلة مبكرة من سرطان الثدي، قبل وبعد ساعتين من التمارين الرياضية.

تأكيداً للنتائج السابقة، وجد الباحثون أن الدم الذي سحب بعد ممارسة الرياضة أحبط نمو خلايا سرطان الثدي، مقارنة بالدم الذي سحب قبل التمارين. بالإضافة إلى ذلك، كانت الفئران المحقونة بخلايا سرطان الثدي والتي تعرضت لمصل ما بعد التمرين أقل عرضة لتطوير الأورام. غير أن كلاً من هذه الآثار ينخفض، إذا منع الباحثون الأدرينالين من الارتباط بمستقبله، وفعّلوا المسار الكابح للورم، والمعروف باسم Hippo في خلايا سرطان الثدي.

معتدلة إلى عالية

يقول هوغمان في بيان صحافي، إن «نتائج الدراسة تظهر أن ممارسة الرياضة بنسبة معتدلة إلى عالية الكثافة، تؤدي إلى زيادة حادة في مستويات الإدرينالين تحارب خلايا سرطان الثدي ونمو الورم عن طريق تفعيل مسار إشارات Hippo».

نشرت النتائج في بحث عن السرطان، وطبقت على خط خلايا السرطان MCF-7. في الخط الثاني، الذي يدعى MDA-MB-231، لم ينشط الأدرينالين مسار إشارات «هيبو»، ومنعه من الترابط لم يخفض آثار مصل ما بعد ممارسة الرياضة في نمو الخلايا. «MCF-7 خلايا مستقبلة هرمونية إيجابية، في حين أن MDA-MB-231 خلايا ثلاثية السلبية»، يقول هوغمان، موضحاً أن «ثمة بيانات شائعة تشير إلى أن ممارسة الرياضة ربما تكون أفضل للحد من خطر تكرار الهرمون المستقبل -سرطان الثدي الإيجابي مقارنة بسرطان الثدي الثلاثي السلبي، ما يفسر لماذا جاءت آثار مصل ما بعد ممارسة الرياضة أكثر وضوحاً في خلايا MCF-7. بالإضافة إلى ذلك، تختلف خطوط الخلايا في الطفرات التي تحملها، والفرق في تأثير ممارسة الرياضة ربما جاء نتيجة لذلك».

أسئلة

ثمة أسئلة كثيرة حول دور ممارسة الرياضة في تحديد مخاطر السرطان. على سبيل المثال، أسفرت الدراسات عن نتائج مختلطة حول أهمية التمارين بحد ذاتها، في مقابل اللياقة البدنية بشكل عام. وفي دراسة هوغمان لعام 2016، لم تجد المجموعة أية آثار لمدة ستة أشهر من التدريب في قدرة المصل على الحد من استمرارية خلايا سرطان الثدي. ولكن في دراسة نشرت هذا الصيف في «كارسينوجينيسيس»، أظهر الباحثون أن الفئران التي ولدت لتكون أكثر لياقة، كانت أقل عرضة بنسبة أربع مرات لتطوير سرطان الثدي مقارنة بالفئران التي تتمتع بلياقة بدنية سيئة، ما يدل على «الآثار المنتشرة» من اللياقة البدنية في الصحة، كما يقول المؤلف المشارك في الدراسة هنري طومسون، مدير مختبر الوقاية من السرطان في جامعة ولاية كولورادو، لـ«نيويورك تايمز».

الدم الذي سحب بعد ممارسة الرياضة أحبط نمو خلايا سرطان الثدي
back to top