زبدة الهرج: رسول الله والحسين

نشر في 30-09-2017
آخر تحديث 30-09-2017 | 00:01
 حمد الهزاع أعتذر إلى مقامك العظيم يا مولاي، لأني خضت بحور قواميس اللغات، وفتشت عن أعذب الكلمات لأصوغ منها مقالاً في مدحك، فلم أجد، ونظرت إلى جمال الكون الواسع أبحث عما أقارنه بكمال حسنك فلم أجد، ولم أجد يا سيدي ما يضاهي صفات رحمتك وكرمك وجودك وشجاعتك، ولقد انحنت الخطابات والعبارات خضوعاً وخشوعاً واحتراماً عند بحر أخلاقك وتواضعك الذي لم يبلغ مُدّهُ أحد ولا نصيفه، فقد وصفك الله سبحانه وتعالى "وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ"، وقال عنك جل وعلا: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ".

فيا سيدي ويا مولاي ويا قرة عيني ونور قلبي، فداك نفسي ووالداي وأبنائي وأهلي والكون أجمع، فلتعذرني لأنني لا أملك سلطة أو جاهاً لأدافع بها عنك سوى قلم بكت كلماته حزناً وخجلاً، بم يرد على من سولت له نفسه سوءاً فاستباح التطاول على نور وجهك المشرق؟ لا أملك يا سيدي إلا قلماً عسى أن يقرأ كلماته من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، فينتصر لك.

ثم أما بعد...

لم يكن التطاول على سيدي رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، بجديد، فمنذ مبعثه إلى يومنا هذا وهو يتعرض لكثير من أنواع الأذى والإساءة، سواء كان التطاول على مقامه الشريف أو الطعن في عرضه أو سب صحابته، رضوان الله عليهم أجمعين.

إلا أنه في هذه المرة جاءت الإساءة قبل ثلاثة أيام من مسؤولة دبلوماسية كبيرة، وهي وزيرة الهجرة الدنماركية عليها من الله ما تستحق، بعد أن رفض متحف سكوفجارد الدنماركي عرض الرسمة الكاريكاتيرية المسيئة للرسول في معرض الصور، فقامت هذه الشقية بوضع الصورة المسيئة خلفية لشاشة "الآيباد" الخاص بها، ثم عرضت صورة "الآيباد" على صفحتها في الفيسبوك، وقالت بكل وقاحة وسفالة: "أرى أن عدم اختيار المتحف للرسمة أمر مخز"، فماذا ستكون ردة فعل الدول الإسلامية؟ وإن كنت أعلم مسبقاً أن أقصى ما ستفعله أن ترفع شعار الشجب والاستنكار.

***

تمر علينا هذه الأيام مناسبتان، الأولى صيام عاشوراء، والأحاديث النبوية الشريفة التي رويت عن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، في فضل صيام هذا اليوم كثيرة.

أما المناسبة الأخرى فهي حزينة، هزت أركان الأرض لبشاعتها، وهي مقتل سيدي الإمام الحسين عليه السلام، ومعه ثلة من آلِ بيته، رضي الله عنهم، فلعنة الله والملائكة والنَّاس أجمعين على كل من شارك في هذه المصيبة التي حلت بالمسلمين.

back to top