وتدور

نشر في 27-09-2017
آخر تحديث 27-09-2017 | 00:10
ليدخل جميع من نختلف معهم إلى الكويت وليعبروا عما يريدون مادام خطابهم غير محرض على العنف أو زعزعة الأمن، فالكويت بلد احتضن في سنوات مجده كل الآراء فكانت سنوات المجد، والإبعاد والمنع في زمن الإنترنت ما هما إلا وسيلة تكسب سياسي قد تخدع الناس بعض الوقت لكنها لن تخدعهم طوال الوقت.
 علي محمود خاجه يبدو أننا سنكتب ونكرر ما نكتبه مرارا في ظل ضعف مؤسسات الدولة في مواجهة المتشددين من المذهبين، ليس ضعف تلك المؤسسات فحسب، بل خوفها من قوى الإسلام السياسي في ظل صمت غريب وغير مبرر من القوى المدنية ومن يمثلها في المجلس.

مؤخرا قامت الدولة ممثلة بوزارة الداخلية بإبعاد 3 خطباء شيعة من البلاد على خلفية تغريدات من بعض أفراد تيار الإسلام السياسي السنّي، وهو ما يعني وفق منطق الحكومة أن لدى تيار الإسلام السياسي الشيعي حاليا ثلاث نقاط تمكنه من إبعاد شخصيات دينية سنية في المستقبل، وستظل هذه النقاط متداولة بين تيارات الإسلام السياسي ونحن نتفرج!!

فاليوم يمنع خطباء الشيعة بعد تصعيد سياسي سني، وغدا سيمنع بعض خطباء السنّة بعد تصعيد سياسي شيعي على طريقة "شمعنى إهما"، والحكومة تؤدي دور الأب العائد من يوم عمل طويل "وما له خلق صيحة" فيقوم بإعطاء من في البيت ما يريدون في سبيل أن "ياخذ له غفوة".

لن يحتاج المتفحص بهذا المنع المستمر أكثر من 10 ثوان ليستوعب أن ما يحدث تهريج، فالخطيب الشيعي المبعد يستطيع أن يصل إلى الملايين من خلال الإنترنت ولن يضره عدم وجود جسده في الكويت، بل بإمكانه إلقاء الخطب والمحاضرات نفسها في أي حسينية يريد بشكل مسجل أو مباشر في ظل وجود الواي فاي، وبالطبع فإن أفكاره لن تتأثر بالإبعاد أو الحضور، والأمر نفسه ينطبق على أي شخصية سنية منعت أو ستمنع مستقبلا من الحضور إلى الكويت.

هذا من جانب، أما من جانب آخر فإنه من الطبيعي جدا أن يحمل صاحب المنهج الشيعي أفكارا واعتقادات تخالف المنهج السنّي، وإلا فما سبب وجود المنهجين أو المذهبين أصلا لولا اختلافهما، وهو الاختلاف المتعلق بالشكل العام للمذهب، وكذلك بالتفاصيل المتضمنة لشخصيات في صدر الإسلام، فهل المطلوب من خطيب أحد المذهبين أن يعتنق المذهب الآخر كي ينال فرصة الوجود في البلاد؟!

ولن أستغرب في ظل هذا الوضع الهزلي القائم أن يطالب البعض مستقبلا بإبعاد رجل دين مسيحي لمخالفته الإسلام، وسترضخ الدولة لهذا المطلب، فقط عليكم أن تنتظروا لتروا ذلك فهو ليس ببعيد أبدا.

ما يحزن فعلا هو أن التيار المدني وممثليه لا يحركون ساكنا في ظل هذا الوضع (عدا بعض الكلمات هنا وهناك)، وأعتقد أن السبب في ذلك هو الخشية من أن يوصم أحدهم بمحاباة مذهب على حساب آخر، وهو أمر مرفوض وسيئ طبعا.

ليدخل جميع من نختلف معهم إلى الكويت وليعبروا عما يريدون طالما كان خطابهم غير محرض على العنف أو زعزعة الأمن، فالكويت بلد احتضن في سنوات مجده كل الآراء فكانت سنوات المجد، والإبعاد والمنع في زمن الإنترنت ما هما إلا وسيلة تكسب سياسي قد تخدع الناس بعض الوقت لكنها لن تخدعهم طوال الوقت.

ضمن نطاق التغطية:

إلى كل شيعي انتخب مرشحه على أساس طائفي بحجة حماية المذهب من جور الآخر، أين من انتخبتموهم من هذا الإبعاد لخطبائكم؟ هل فعلا استحقوا أصواتكم المسببة؟

back to top