موسكو تخسر أكبر قادتها بسورية وتقصف «حلفاء واشنطن»

• النظام يبدأ عملية واسعة في جوبر
• تحرك ثلاثي لخفض التوتر بعفرين
• بوتين: «أستانة» أثبتت فعاليتها

نشر في 25-09-2017
آخر تحديث 25-09-2017 | 21:55
مقاتل من «قسد» يأخذ صورة سلفي وسط أنقاض الرقة أمس (رويترز)
مقاتل من «قسد» يأخذ صورة سلفي وسط أنقاض الرقة أمس (رويترز)
تلقت روسيا ضربة مؤلمة بخسارة أهم قادتها في سورية وكبير مستشاريها الجنرال​ فاليري أسابوف في قصف مفاجئ قرب دير الزور، في وقت اتهمها حلفاء واشنطن بضرب مواقعهم في المنطقة، التي تشهد عمليات منفصلة ضد تنظيم «داعش».
وسط أنباء عن عملية خيانة، أكدت ​وزارة الدفاع الروسية​ "مقتل كبير المستشارين العسكريين الروس في ​سورية الجنرال​ فاليري أسابوف، في منطقة قريبة من مدينة ​دير الزور​ بعد تعرضه لقصف بقذائف هاون​ مصدرها مقرات ​تنظيم داعش"،​ ما يجعله الضابط الأعلى رتبة الذي تخسره منذ تدخلها في الحرب دعماً للرئيس بشار الأسد في نهاية سبتمبر 2015.

وقالت الوزارة، إن "أسابوف مات متأثراً بجراحة أثناء وجوده مع القوات السورية بدير الزور"، مشيرة إلى أنه "كان في مركز قيادة للقوات السورية ويساعد الضباط السوريين في ادارة العمليات الهادفة إلى تحرير المدينة من داعش".

وللمرة الثانية، اتهمت قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة من واشنطن، أمس، روسيا بقصف وحداتها الموجودة في معمل كونيكو للغاز، بعد يومين من سيطرتها عليه.

وقالت الناطقة الرسمية باسم حملة "عاصفة الجزيرة" ليلوى العبدالله، إن "روسيا قصفت بغارات جوية وقذائف هاون معمل الغاز كونيكو، حيث يوجد عدد كبير من قواتنا" مما أوقع "ستة جرحى في حصيلة أولية وأضرار مادية".

وأضافت العبدالله أنه بعد القصف الروسي، "نفذت طائرات سورية تابعة للنظام غارات تزامناً مع قصف بقذائف الهاون لا يزال مستمراً" مشيرة إلى حدوث أضرار مادية جراء القصف.

حق الرد

وأكدت "نحن لنا حق الرد والدفاع عن النفس أمام أي قوة كانت".

وتوجد أقرب نقاط سيطرة قوات النظام في بلدة خشام على بعد نحو كيلومترين من تواجد "قسد" في ريف دير الزور الشرقي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وهذه المرة الثانية، التي تتهم فيها "قسد" روسيا وقوات النظام باستهدافها في ريف دير الزور الشرقي، بعد إعلانها في 16 سبتمبر إصابة ستة مقاتلين بجروح جراء قصف سوري- روسي.

ونفت روسيا حينها هذه الاتهامات.

وتشكل محافظة دير الزور في الوقت الراهن مسرحاً لعمليتين عسكريتين، الأولى يقودها النظام السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها "قسد" بدعم من التحالف الدولي في الريف الشرقي.

غوطة دمشق

وبعد نحو 10 أسابيع من بدء هدنة لم تكتمل في غوطة دمشق الشرقية، بعد اتفاق بين "جيش الإسلام" والروس، أفاد المرصد، أمس، بأن قوات النظام بدأت عملية عسكرية في الأطراف الشرقية للعاصمة دمشق بقصف مكثف شمل نحو 25 صاروخاً يعتقد أنها من نوع أرض - أرض وعشرات القذائف المدفعية والصاروخية، استهدف مناطق في أطراف حي جوبر وأطراف بلدة عين ترما ومنطقة المتحلق الجنوبي الفاصلة بينهما.

وأشار المرصد إلى اشتباكات عنيفة مع مقاتلي "فيلق الرحمن" تمكنت خلالها قوات النظام المدعومة بالمسلحين الموالين لها من تحقيق تقدم في أطراف دمشق وأطراف غوطتها الشرقية، مبيناً أن المعارك تزامنت مع قتال عنيف على جبهة الريحان القريبة من دوما، بين مقاتلي "جيش الإسلام" من جهة، وقوات النظام.

حقول النفط

ومع استعادة النظام عدداً من القرى والبلدات بريف حمص الشرقي بمساحة إجمالية 35 كلم وتقدمه في المنطقة على "داعش"، أعلن السفير السوري في الصين عماد مصطفى، أمس، أن الحكومة انتزعت معظم حقول النفط الرئيسية خلال الفترة الماضية وأنها بصدد السيطرة على جميع الحقول خلال نهاية الشهر المقبل.

منطقة عفرين

في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، أن تركيا وروسيا وإيران، الدول الثلاث الضامنة لوقف إطلاق النار، تعمل على إقامة منطقة جديدة لخفض التوتر في منطقة عفرين في محافظة حلب.

وفي اتصال هاتفي مع نظيريه الكازاخستاني نور سلطان نزاربايف، بحث الرئيس الروسي، أمس، "الآفاق المستقبلية للتسوية السلمية في سورية"، معتبراً أن مفاوضات أستانة أثبتت فعاليتها في تخفيف حدة المواجهة وتحسين الوضع الإنساني.

إدلب والرقة

بدوره، أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، أن القصف الروسي على إدلب أسفر عن مقتل مدنيين ومقاتلي معارضة معتدلين، وأن الأمر سيطرح للنقاش عندما يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركيا، معتبراً أن قتل المدنيين انتهاك لاتفاق أستانة وينبغي على موسكو أن تكون "حريصة".

ولاحقاً، أفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن بمقتل "27 مدنياً على الأقل بينهم عشرة أطفال جراء غارات روسية كثيفة استهدفت بلدات وقرى عدة في أرياف ادلب"، موضحا أن "هذه أعلى حصيلة قتلى منذ إقرار اتفاق خفض التوتر"، الذي تم التوصل إليه في مايو بموجب محادثات أستانة.

في السياق، ذكرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أمس، أن غارات نفذها التحالف الدولي بقيادة واشنطن خلال شهر مارس قرب مدينة الرقة تسببت بمقتل 84 مدنياً على الأقل بينهم 30 طفلاً، مشيرة إلى "هجمتين على مدرسة كانت تؤوي عائلات نازحة في المنصورة، وسوق وفرن في مدينة الطبقة".

إعادة الإعمار

ومع تحديد دمشق معاييرها لمشاركة الدول في إعادة الإعمار، تتطلع الشركات الإيرانية للفوز بإعادة تأهيل الطرق والجسور والمشاريع المتعلقة بقطاع الموارد المائية.

وفي معرض "إعادة إعمار سورية"، أعرب معاون وزير الطاقة الإيراني بهرام نظام الملكي عن رغبة الشركات الإنشائية بالعمل في قطاع الموارد المائية بسورية، لاسيما بعد تجاربها الناجحة في العديد من دول العالم.

وبحسب وكالة "إسنا" الإيرانية، دعا نظام الملكي، خلال لقائه وزير الأشغال العامة والإسكان السوري حسين عرنوس، لإقامة شركات إنشائية مشتركة بين دمشق وطهران.

طهران تدعو دمشق لإقامة شركات إنشائية مشتركة واتهامات للتحالف بقتل 84 مدنياً
back to top