خاص

مصر / شبانة لـ الجريدة•: الخليج قادر على حل أزمة سد النهضة

أستاذ العلوم السياسية في معهد البحوث الإفريقية: أستبعد موافقة مصر على اتفاقية عنتيبي

نشر في 25-09-2017
آخر تحديث 25-09-2017 | 00:05
 أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية التابع لجامعة القاهرة أيمن شبانة
أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية التابع لجامعة القاهرة أيمن شبانة
قال أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية التابع لجامعة القاهرة، أيمن شبانة، في مقابلة مع «الجريدة» إن دول الخليج قادرة على حلحلة الموقف الإثيوبي فيما يخص سد النهضة، ودعا الحكومة الى التحرك استباقياً في دائرتي حوض النيل والقرن الإفريقي، وتوثيق علاقاتها مع دول المنطقة. وفيما يلي نص الحوار:

• ما الذي يجب أن تقوم به مصر في ظل تعنت إثيوبيا بشأن ملف سد النهضة؟

- يجب على مصر أن تبحث عن بدائل سياسية أخرى لحل أزمة سد النهضة، عبر الضغط على إثيوبيا من خلال وسطاء منهم ألمانيا التي ألمح وزير خارجيتها منذ فترة إلى استعداد بلاده القيام بدور الوسيط، خاصة أنها تلتزم بالقانون الدولي، وهذا يُكسب مصر دعماً كبيراً، كما أن ألمانيا لديها علاقات قوية مع دول حوض النيل، خاصة إثيوبيا، وقد تفتح الباب أمام دول أخرى للوسطات مثل دول الاتحاد الأوروبي وكندا، كما يجب استدعاء الدعم الخليجي في هذا الشأن، خاصة السعودية التي تعد ثالث أكبر مستثمر في إفريقيا وهي من الخمسة الكبار كشركاء التجارة والاستثمار في إثيوبيا، والإمارات التي تستورد نصف احتياجاتها من اللحوم المذبوحة من إثيوبيا، وكذلك الكويت التي تستقطب معظم العمالة الموجودة لديها من إثيوبيا.

• كيف ترى اتفاقية عنتيبي؟

- موافقة مصر على الانضمام لـ "اتفاقية عنتيبي" تعد كارثة، لأن الموافقة تعني ضمنياً عدم الاعتراف بحقوق مصر التاريخية في موارد نهر النيل، وهدم مبدأ الإخطار المسبق، مما يعني تهديداً واضحاً وصريحاً لأمننا المائي، لذا فمن المستبعد أن توافق مصر على انضمامها لهذه الاتفاقية الظالمة للحقوق المصرية.

• ما الذي يجب أن تقوم به مصر لتعزيز وجودها في منطقتي حوض النيل والقرن الإفريقي؟

- يجب أن تتحرك مصر بشكل استباقي في دائرتي حوض النيل والقرن الإفريقي، للحفاظ على السلامة الإقليمية للسودان، والحيلولة دون حدوث مزيد من الانقسامات فيه، خاصة في ظل استمرار الصراع في "دارفور"، إضافة إلى توثيق العلاقات مع إريتريا وجيبوتي، ودعم المصالحة الوطنية في الصومال، ودعم مصر لمقترح إقامة نظام للأمن الإقليمي في البحر الأحمر على محور عربي – إفريقي، وهذا يمكن أن يعزز المصالح المصرية على هذا المحور، خاصة أنه يستبعد إسرائيل ولا يتضمن إثيوبيا، التي تحولت إلى دولة حبيسة بعد استقلال إريتريا.

• هل حققت السياسة المصرية نجاحات على المستوى الإفريقي عقب ثورة 30 يونيو؟

- بكل تأكيد، فقد أيد الاتحاد الإفريقي حصول مصر على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي كممثل للقارة خلال عامي 2016 و2017، وحصلت مصر على عضوية مجلس السلم والأمن الإفريقي، وتولت رئاسة لجنة التغير المناخي في الاتحاد الإفريقي، وأيد الأفارقة جهود مصر للإصلاح الاقتصادي المصري ومكافحة الإرهاب، عبر المشاركة في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ عام 2015 والاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة، وعقد جلسات برلمان عموم إفريقيا بشرم الشيخ في أكتوبر 2016، كما وافق الاتحاد الإفريقي على ترشيح السفيرة المصرية مشيرة خطاب لمنصب المديرة العامة لـ "اليونيسكو"، كممثلة للقارة الإفريقية.

• لكن برأيك، ما السبب في انحسار الدور المصري إفريقياً؟

- انحسار الدور المصري في القارة السوداء يعود إلى عدة عوامل، أبرزها غياب الرؤية الاستراتيجية، والتحرك بأسلوب رد الفعل والتكتيك المؤقت، وضعف تمثيل مصر في الفعاليات الإفريقية إلى ما دون المستوى الرئاسي في أغلب الأحوال، وعدم انخراطها بشكل فاعل في جهود تسوية الصراعات، وعدم تنفيذ معظم اتفاقيات التعاون مع الدول الإفريقية، وتصاعد أدوار القوى المنافسة من داخل القارة وخارجها.

back to top