روحاني يبدأ تشكيل «صف الخارج» تحضيراً لخلافة خامنئي

إيران تعلن إجراء تجربة «ناجحة» لصاروخ «خرمشهر» رغم التحذيرات الأميركية

نشر في 23-09-2017
آخر تحديث 23-09-2017 | 21:50
روحاني خلال افتتاح العام الدراسي في مدرسة  بطهران أمس (ارنا)
روحاني خلال افتتاح العام الدراسي في مدرسة بطهران أمس (ارنا)
علمت «الجريدة» أن الرئيس الإيراني حسن روحاني ينوي تشكيل صف الخارج الخاص به، الأمر الذي يفسره مراقبون إيرانيون بأنه تحضير لخلافة المرشد الحالي علي خامنئي في منصب الولي الفقيه.
أكد مصدر مقرب من الرئيس الإيراني حسن روحاني لـ"الجريدة"، أن الرئيس يحضر للبدء بتشكيل "صف الخارج" الخاص به، بمجرد أن يحصل على موافقة خمسة علماء برتبة "آية الله العظمى".

وأوضح المصدر أن الصف سيكون بعنوان "صف الخارج في الحقوق المدنية في الإسلام وسياسة المفاوضات"، وأن روحاني بعث رسالته (تعاليمه الدينية) واطروحته لتشكيل هذا الصف الى عدد من كبار علماء الدين الشيعة، وينتظر اجاباتهم، ويتوقع أن يوافق خمسة منهم على الأقل على هذه الرسالة.

وعادة ما يحتاج رجال الدين الشيعة أن ينجحوا في صف الخارج كي يصبحوا بمرتبة الاجتهاد. وإذا ما استطاع روحاني الحصول على تأييد كبار العلماء لتشكيل صف الخارج الخاص به، فهذا اعتراف كبير بمرتبته الدينية.

وبالرغم من أن شرط المرجعية الدينية تم حذفه من شروط وصول المؤهلين الى موقع الولي الفقيه قبيل وفاة الإمام الخميني بأشهر، ولا يحتاج المرشح أن يكون برتبة "آية الله" كي يصبح مرشداً أعلى، لكن الرتبة الدينية للشخص الذي يصل الى هذا الموقع القيادي تكون مؤثرة في تقبل رجال الدين الكبار في الحوزة العلمية لقراراته.

ولم يكن المرشد الحالي علي خامنئي في مرتبة "آية الله" عندما وصل الى منصب المرشد، لكن بعد انتخابه أقدم على نشر رسالته وتشكيل صف الخارج الخاص به كي يثبت نفسه على أساس أنه مرجع تقليد، حيث ما زال يشكل صف الخارج الخاص به كل أسبوع.

ويحتاج روحاني الذي كان دوماً ينتمي الى التيار المحافظ في البلاد لتأييد أكثرية مجلس خبراء القيادة من جهة، ودعم الجهات السياسية والعسكرية المختلفة له من جهة أخرى، للوصول الى منصب المرشد، وهو يحاول التقرب من الحرس الثوري ورجال الدين الأصوليين الذين يشكلون الاكثرية في مجلس خبراء القيادة بعد أن ابتعد عنهم وتقرب الى الإصلاحيين في فترة رئاسته الاولى.

وهناك طريق آخر يمكّن روحاني من الوصول الى منصب المرشد، وهو أن يقوم خامنئي بتعيينه نائباً له كما قام الامام الخميني بتعيين منتظري نائباً له. لكن روحاني يعلم ان هذا الامل مستبعد جدا نظراً لسياسة خامنئي المبنية على حفظ التوازن بين جميع أركان القوى لإبقائهم تحت عباءته، وهو يعلم أن تعيين نائب له يعني فتح جبهة أمام المعارضين، كما حصل بالنسبة لمنتظري الذي أجبر الخميني على إقالته وفرض الاقامة الجبرية عليه حتى نهاية حياته.

في سياق آخر، أعلنت إيران أمس انها اختبرت بنجاح صاروخ "خرمشهر" الجديد المتوسط المدى الذي يبلغ مداه ألفي كلم ويمكن تزويده برؤوس متعددة، في الوقت الذي تندد فيه الولايات المتحدة بالاتفاق النووي الموقع بين طهران والقوى العظمى في 2015 وتهدد بالانسحاب منه.

وأظهرت صور عرضها التلفزيون الإيراني اطلاق الصاروخ وتسجيلا مصورا التقط من الصاروخ نفسه. لم تحدد السلطات تاريخ التجربة لكن مسؤولا إيرانيا قال خلال استعراض الصاروخ ضمن عرض عسكري في ذكرى اندلاع الحرب الإيرانية العراقية أمس الأول انه سيصبح "عملانيا في فترة قريبة".

يأتي الإعلان الإيراني على خلفية توتر شديد بين طهران وواشنطن، اذ يهدد ترامب بانسحاب بلاده من الاتفاق النووي.

ولا يحظر الاتفاق النووي نشاطات إيران البالستية، الا ان القرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي والذي صادق على الاتفاق يطلب من إيران عدم القيام بنشاطات من أجل تطوير صواريخ يمكن تزويدها برؤوس نووية.

ويؤكد المسؤولون الإيرانيون ان صواريخ بلادهم غير مصممة لحمل رؤوس نووية، وان طهران ليس لديها برنامج لتطوير أسلحة نووية.

ونقلت وكالة "ارنا" الرسمية أمس الأول عن قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زاده قوله إن "لدى صاروخ خرمشهر مدى يبلغ 2000 كلم وبإمكانه حمل رؤوس حربية عدة".

ويؤكد المسؤولون الإيرانيون ان بلادهم لديها التكنولوجيا التي تخولها زيادة مدى صواريخها على الفي كلم. وتملك إيران ايضا صاروخي "قدر- ف" و"سجيل" ومداهما ألفا كلم، وهما بالتالي قادران على بلوغ إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة.

وأعلن الرئيس حسن روحاني أمس الأول أن بلاده ترفض وضع قيود على برنامجها البالستي. وقال روحاني خلال العرض العسكري: "شئتم أم أبيتم، سنعزز قدراتنا العسكرية الضرورية في مجال الردع (...) لن نقوم بتطوير صواريخنا فحسب، بل كذلك قواتنا الجوية والبرية والبحرية".

back to top