زبدة الهرج: زمن «الأبضايات»

نشر في 23-09-2017
آخر تحديث 23-09-2017 | 00:10
 حمد الهزاع لم يكن خبر قصف إسرائيل موقعاً في العمق السوري قبل شهر تقريباً بجديد أو مستغرب، إذ اعتاد العدو الصهيوني، كلما أراد أن يستعرض قوة سلاح طيرانه، أن يحلق فوق الأراضي السورية ويقصف أهدافه ويعود سالماً غانماً. وكما تعودنا فإن ردة فعل النظام السوري تأتي بترديد الديباجة التي حفظتها الأجيال: "سيكون الرد في الوقت والمكان المناسبين"، فمتى يحين ذلك الوقت يا مولانا؟ حتى يلج الجمل في سَمِّ الخياط.

من أسهل الطرق التي يتخذها الضعيف إذا تعرض لهجومٍ الدفاع عن نفسه... أي إذا أراد شخص أن يعتدي عليه وليس له به طاقة، فأقل ما يستطيع أن يفعله هو صد ضربات المهاجم، وهذه أقل درجات عزة النفس، أما النظام السوري فلا يملك من تلك الأمور سوى تقديم خده الأيسر لإسرائيل كلما تلقى صفعة على خده الأيمن، وأما شجاعته فقد أظهرها على شعبه وبمساعدة روسيا. والمضحك أن النظام السوري في السابق كان ينفي الغارات ثم يفتضح أمره من خلال الإعلام الإسرائيلي الذي يعلن بكل فخر أن الطيران الإسرائيلي أغار على أهداف سورية ودمرها، وهنا يتمنى النظام السوري لو أن إعلام العدو يتكتم على مثل هذه الأمور التي تقلل من مكانته وشأنه أمام باقي "الأباضايات"... اليوم اختلف الوضع فأصبح الإعلام الرسمي السوري هو أول من يذيع خبر الغارة وبكل شموخ وبدون خجل.

لو تخيلنا أن مسابقة طُرِحت من سؤال واحد بشقين على دول العالم، المتقدمة والمتخلفة، وتكون الجوائز كالتي تقدم في منطقتنا الخليجية عشر سيارات من نوع "لاندكروزر" لأول عشرة متسابقين، السؤال يقول: كم عدد المرات التي قصفت إسرائيل سورية؟ وكم مرة رد النظام السوري على تلك الغارات؟ أنا متأكد أن من سيفوز بالجوائز هو الرئيس، وسيشارك بتسعة أسماء مستعارة.

أيضاً تخيلوا معي لو أن الطيران الإسرائيلي حلق فوق القصر الرئاسي ماذا يحدث؟ سيخرج يلوح لهم بيده سيادة الرئيس وهو يقول: "الله معكن يا شباب وانتوا راجعين بالسلامة ما تنسون تسلمونا على العكيد نتنياهو".

ثم أما بعد:

قبل فترة ذكر الصحافي الإسرائيلي سيمون آران أن شخصية عربية كبيرة خليجية تزور إسرائيل... هل سنسمع في يوم من الأيام وساعة من الزمان فتوى تجيز التطبيع مع إسرائيل.

back to top