إسرائيل تدمر قاعدة إيرانية يشغلها «حزب الله» في دمشق

• قوات تركية إلى إدلب وتنسيق روسي - أميركي بدير الزور
• النظام لإنهاء وجود «داعش» بحماة

نشر في 22-09-2017
آخر تحديث 22-09-2017 | 21:45
كردي سوري يدلي بصوته في الانتخابات البلدية «الكومونات» بالقامشلي أمس (رويترز)
كردي سوري يدلي بصوته في الانتخابات البلدية «الكومونات» بالقامشلي أمس (رويترز)
مع دخول الأسطول الروسي على خط الانتقام من مهاجمي وحدة الشرطة العسكرية المنتشرة في حماة، استيقظت العاصمة السورية على وقع انفجارات ضخمة تبين لاحقاً أنها قصف إسرائيلي استهدف موقعاً عسكرياً قرب مطار دمشق الدولي.
مرة جديدة، استهدف قصف جوي إسرائيلي ليل الخميس- الجمعة موقعا عسكريا إيرانيا في سورية تديره ميليشيا «حزب الله» يقع قرب مطار دمشق الدولي. ومنذ بدء النزاع في سورية في 2011، قصفت إسرائيل مرات عديدة أهدافاً لنظام الرئيس بشار الأسد وأخرى تابعة لحزب الله اللبناني في عمق سورية، وفي السابع من سبتمبر دمرت مركزاً للبحوث العلمية ومعسكر تدريب يستخدمه إيرانيون، بالإضافة إلى استهدافها مراراً هضبة الجولان.

وفي تعقيب على العملية الجديدة، أفاد مصدر كبير «الجريدة» بأن «حزب الله يشغل قاعدة لطائرات إيرانية بلا طيار متطورة (درون) من مكان قرب مطار دمشق الدولي، والقصف استهدف المكان ودمره بالكامل».

وأوضح المصدر أن الهدف موقع استراتيجي إيراني يشغله «حزب الله»، وإسرائيل لا تقبل بوجوده قرب أراضيها ويأتي ضمن الأسلحة المتطورة التي ستمنع وصولها للحزب بأي ثمن، مشيراً إلى ان «مواقع أخرى تحوي أسلحة مماثلة تم استهدافها وستستمر بذلك دون أن تجر الطرف الآخر إلى مواجهة، لأنه يعلم ما تقصد إسرائيل وليس لها نية أخرى أو التدخل لتغيير موازين القوى على الساحة السورية».

ورفض المصدر إعطاء أي معلومات عن كيفية وطريقة الهجوم، مكتفياً بالتأكيد على أن لإسرائيل «طرقا وإمكانيات غير اعتيادية من البر والبحر والجو»، مشيراً إلى طائرات «إف 35» الشبح التي لا يرصدها أي رادار في المنطقة.

وأكد أن الهدف قرب مطار دمشق، ويمكن لإسرائيل استهدافه من جنوبها أيضاً دون الاقتراب منه أو من البحر المتوسط أو بطائرة «إف 15» أو «16» دون الدخول للمجال الجوي السوري، وأيضاً أضيفت لهذه الامكانيات طائرة «إف 35» الشبح التي غيرت كل سلوك سلاح الجو الإسرائيلي، على حد تعبيره.

خط «برافو»

ويوم الثلاثاء الماضي، سيّر «حزب الله» طائرة من هذا المطار رصدتها إسرائيل ودمرتها بصاروخ «باتريوت» بعد اختراقها خط «برافو» الوهمي في الجولان السوري الذي رسمته مع دمشق في اتفاق وقف النار بعد حرب أكتوبر 1973. وفي خطابه أمام الأمم المتحدة، خصص رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو معظم خطابه في التحذير من الوجود الايراني الدائم بسورية ودعهما لحزب الله، كما أشار رئيس أركان الجيش إلى أن إسرائيل تقوم بما يجب عليها من عمل لمنع إيران وميليشياتها من تهديد أمنها وامتلاك اسلحة متطورة.

إدلب وحماة

في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن ​غواصة​ أسطول البحر الأسود «فيليكي نوفغورد» أطلقت صواريخ «كاليبر» المجنحة على مواقع في محافظة إدلب، موضحة أن الضربات المفاجئة دمرت نقاطا إدارية وقواعد تدريب ومدرعات للمتورطين في محاولة أسر 29 من عناصر الشرطة العسكرية المنتشرة في حماة.

وفي إطار خطة لإنهاء وجود «داعش» في حماة بشكل نهائي، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بدء تطبيق اتفاق توصلت إليه قوات النظام والتنظيم أمس الأول ينص على خروج المئات من عناصره مع عوائلهم من القرى المتبقية تحت سيطرته في ريف حماة الشرقي وإنشاء مخيمات في شرق مدينة سلمية لمن تبقى لحين الانتهاء من عمليات تمشيط المنطقة.

ووفق المرصد، فإن أكثر من 2500 شخص عبروا من منطقة وادي العذيب إلى مناطق سيطرة «تحرير الشام» وفصائل المعارضة في الريف ذاته بسياراتهم وماشيتهم وأمتعتهم، عبر اجتياز مناطق النظام، الذي تم فتح الطريق لهم.

في المقابل، سيطرت قوات النخبة في «هيئة تحرير الشام» وحركة «أحرار الشام» فجر أمس على عدة حواجز لقوات النظام في ريف حماة الجنوبي، وقتلت العشرات، رداً على استهداف المدنيين في ريف حمص الشمالي.

وفي إطار اتفاق «خفض التصعيد»، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن أنقرة ستنشر قوات في منطقة إدلب، موضحاً أن «الاتفاق كان فكرة واعدة يحفظ بموجبها الروس الأمن خارج إدلب بينما تحفظ تركيا الأمن داخل منطقة إدلب».

وإذ اعتبر إردوغان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن الولايات المتحدة شريك استراتيجي لتركيا، حذرها من أن قرارها تسليح وحدات حماية الشعب الكردية قد يضر حلفاءها في نهاية المطاف.

الرقة ودير الزور

وفي المعقل الرئيسي للتنظيم، أعلن المرصد أن الرقة باتت خالية من «داعش»، وأن إعلان السيطرة على المدينة مرتبط بانتهاء عمليات تمشيط تجريها قوات سورية الديمقراطية (قسد) بدعم أميركي، مشيراً إلى أن من تبقى من عناصره لا يزالون متوارين في أقبية وملاجئ المنطقة الممتدة من الملعب البلدي والمخابرات الجوية في مركزها.

ووسط تقارير متكررة حول قيام كل طرف بقصف القوات البرية غير المتحالفة معه، اجتمع جنرالات من الجيشين الأميركي والروسي الأسبوع الماضي «وجهاً لوجه في المنطقة»، بحسب المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل راين ديلون لبحث العمليات في سورية، وتبادل المعلومات عن مواقع العمليات بمحافظة دير الزور، حيث تتحرك «قسد» مدعومة أميركيا، على مقربة من قوات النظام المدعومة من روسيا، لمنع الاستهداف بشكل عرضي أو حدوث احتكاكات».

تسييس الإعمار

في غضون ذلك، اتهم نائب وزير خارجية روسيا غينادي غاتيلوف أمس الأول الاتحاد الأوروبي بـ»تسييس» إعادة إعمار سورية، معتبراً أن رفضه إبداء أي التزام طالما أن عملية الانتقال السياسي لم تنجز بعد هو أمر «غير مقبول».

وفي بيان وزاري مشترك صدر عن اجتماع حضرته 17 دولة ومنظمة على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن عملية السلام تعتمد على انتقال سياسي حقيقي تدعمه أغلبية الشعب السوري، مؤكدة أن الاجتماع الوزاري الذي عقد أمس الأول شدد على أن عملية السلام يجب أن تبدأ من تطبيق القرارات الدولية.

موسكو تتهم أوروبا بتسييس إعمار سورية وواشنطن تتمسك بالانتقال السياسي
back to top