نيمار وميسي... والبرلمان الكويتي

نشر في 21-09-2017
آخر تحديث 21-09-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي كما ذكرت سابقاً، لا يشكك في إمكانيات اللاعب البرازيلي نيمار إلا مهبولٌ مخبول، يا ولدي. وفي الوقت ذاته، لا أحد يشكك في أنانية هذا البرازيلي إلا غشاش بكاش. هو لا يمانع أن يُهزم فريقه، بشرط أن يستعرض هو مهاراته، ويركل الكرة فوق رأس خصمه، ليستقبلها من الجهة الأخرى برحابة صدر، أو على الكتف، فتقتطع الكاميرات هذا المقطع، وتنشره على برنامج يوتيوب، بعناوين معجَبة: "نيمار يتلاعب بخصومه"، "لا أحد يفعل ذلك سوى نيمار"، "البرازيلي الموهوب"... وهكذا.

وقبل أيام، حدث ما يقطع الشك باليقين في موضوع أنانيته وحبه لذاته، وتدليل نفسه دون احترام لزمالة ولا لأقدمية، ودون أدنى خجل من الجماهير واللاعبين وغيرهم، عندما توجه هذا الأناني إلى زميله في الفريق، اللاعب الأوروغوياني كافاني، مطالباً إياه بالسماح له بركل الضربة الحرة، فتخاصما، فتدخل البرازيلي الآخر داني ألفيش وانتزع الكرة وأعطاها مواطنه نيمار، الذي أضاعها. وتكرر الأمر، لكن هذه المرة "الغنيمة" كانت ركلة جزاء. تقدم لها كافاني، كما اعتاد واعتاد معه فريقه الباريسي، فظهر نيمار في وجهه، مطالباً إياه بترك الكرة له، كما اعتاد أن يفعل في برشلونة، فريقه السابق، مع ميسي، الذي يتنازل له مباشرة وبلا نقاش. فهذا الأرجنتيني، ميسي، ليس كبيراً بمستوى لعبه فقط، بل حتى في رزانته، وتواضعه. المهم أن كافاني رفض ذلك، فسجلت الكاميرات الموقف، فخجل كافاني وهرب من المصورين، ولم يخجل نيمار، بل على العكس، قام بتصرفات صبيانية، مثل إلغاء متابعة زميله كافاني في إنستغرام، والحديث لزملائه برغبته في أن يقوم النادي ببيع كافاني!

الأمر ذاته، أي الأنانية في مقابل الرصانة والعطاء، تشاهدها، في نسخة طبق الأصل، في البرلمان الكويتي. تجول بنظرك بين أعضاء البرلمان، أو حتى بين أعضاء التيارات السياسية، وستجد نيمار بينهم، يريد أن يستعرض على حساب فريقه، ليظهر أنه الأفضل، وأن الآخرين ليسوا إلا تكملة عدد، وستجد كافاني، الذي يشاكسه ويعارضه ويبحث مثله عن أمجاد شخصية، وستجد أيضاً ميسي، الذي يبذل الجهد الأكبر في صياغة القوانين، وحشد الأصوات، والبحث عما يعزز موقف المعارضة، ووو، قبل أن يصطف بين أعضاء الفريق، ليبدو واحداً منهم، لا يتميز عن أي منهم بشيء.

back to top