واشنطن تنسحب من قاعدة في سورية... ومعارك في إدلب

• إسرائيل تسقط «درون» إيرانية بالباتريوت
• دول مناهضة للأسد: لا إعمار دون انتقال

نشر في 19-09-2017
آخر تحديث 19-09-2017 | 21:50
سوريان يتفقدان آثار غارة نظامية على نقطة إسعاف في قرية الطاح غرب إدلب أمس  (أ ف ب)
سوريان يتفقدان آثار غارة نظامية على نقطة إسعاف في قرية الطاح غرب إدلب أمس (أ ف ب)
وسط معارك طاحنة شهدتها منطقة خفض التوتر الرابعة في إدلب وأجزاء من محافظات حماة واللاذقية وحلب، أخلت القوات الأميركية وفصائل سورية قاعدة «الزكف» العسكرية في البادية ونقلت موقعها إلى قاعدتها الرئيسية في «التنف» عند المثلث الحدودي مع العراق والأردن.
كشفت مصادر في فصائل المعارضة السورية، أمس، أن القوات الأميركية ومقاتلين عرباً متحالفين معها، أخلوا قاعدة "الزكف" العسكرية، التي أقاموها في يونيو في الصحراء قرب الحدود مع العراق جنوب شرق، ونقلوا موقعهم إلى قاعدتهم الرئيسية في "التنف" على حدود الأردن، موضحة أن هذه الخطوة تأتي بعد اتفاق بين واشنطن وموسكو.

وقال مصدر ينتمي لفصيل "مغاوير الثورة"، الذي تدعمه وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وأدار القاعدة والدوريات العسكرية حول التنف: "تركنا القاعدة بعدما توصل حلفاؤنا لاتفاق مع روسيا للانسحاب إلى التنف. ونقلنا جميع العتاد ودمرنا بعض التحصينات العسكرية كي لا تكون صالحة للاستخدام".

وأنشأت الولايات المتحدة قاعدة الزكف لمنع جيش الرئيس بشار الأسد وحلفائه من مقاتلين تدعمهم إيران من التقدم من المنطقة الواقعة شمالي التنف تجاه الحدود العراقية بعدما تمكنوا من عزل فصائل تدعمها واشنطن وحصارهم، وهاجمتهم عدة مرات لإيقاف تقدمهم وضمان سلامة قواته.

معارك طاحنة

وفي إدلب، استهدف الطيران الحربي السوري والروسي صباح أمس محافظة إدلب، رابع مناطق خفض التوتر، رداً على هجوم واسع شنته "هيئة تحرير الشام" بقيادة "جبهة النصرة" سابقاً ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي الشرقي بعد تمهيد مدفعي.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن بسيطرة الهيئة على قريتين حتى الآن. وتحدث عن "معارك طاحنة على الحدود الإدارية بين محافظتي حماة وإدلب"، التي أعلنت روسيا وإيران وتركيا الجمعة الاتفاق على نشر مراقبين فيها لمراقبة خفض التوتر، في إطار محادثات أستانة.

وبحسب عبدالرحمن، بدأ "القصف الجوي لقوات النظام بعد ساعة من شن الهجوم مستهدفاً خطوط الإمداد الآتية من إدلب للجهاديين وتدخل الطيران الروسي في وقت لاحق"، مؤكداً أن "الغارات مستمرة في كل من ريف إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، وهي الأعنف منذ إعلان مناطق تخفيف التصعيد" في مايو الماضي.

وتسببت الاشتباكات وفق المرصد، بمقتل "12 من الفصائل ومسعفين و19 من قوات النظام وإصابة عشرات المدنيين، في حماة، ذات الأهمية الكبيرة لأنها محاذية لخمس محافظات أخرى.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)، أن الجيش تصدى "لهجوم جبهة النصرة والمجموعات التابعة له في ريف حماة الشمالي"، مبينة أن الطيران "شارك بفعالية عبر تنفيذه عدة غارات على خطوط إمداد وتحرك الإرهابيين".

إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية تركية، أمس، أن قافلة تحمل تعزيزات عسكرية تركية وصلت إلى ولاية كليس الحدودية مع سورية، موضحة أن القافلة تتألف من ناقلات جنود مدرعة إلى جانب شاحنة محملة بثماني حافلات حيث سيتم نشرها في المنطقة.

وأوضحت المصادر، أن الشاحنات أرسلت وسط تدابير أمنية مشددة بمرافقة طواقم الدرك وستعمل على دعم الوحدات المتمركزة على الحدود.

وبعد عبورها نهر الفرات بمحازاة قوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً، عززت قوات الأسد وجودها على الضفة الشرقية، بحسب "سانا" والمرصد السوري.

وأكد القيادي في المجلس العسكري لدير الزور التابع لـ"قسد" أحمد أبوخولة أن وحدات من الجيش السوري عبرت الفرات وقال ومقاتليه مستعدون لصدها، مشيراً إلى مواجهة؛ إذا لم تعد "قوات النظام" إلى الضفة الأخرى من النهر.

إسرائيل

إلى ذلك، أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونرايسوس أنه تم إسقاط طائرة بدون طيار (درون) حاولت اختراق المجال الجوي فوق مرتفعات الجولان عند الحدود مع سورية بصاروخ من نوع باتريوت، موضحاً أنها من إنتاج إيراني وأطلقها "حزب الله" من مطار عسكري في دمشق، ومشيراً إلى أن الجيش أعلن حالة التأهب على الحدود.

وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية الرسمية للإعلام، أن طائرات حربية إسرائيلية شنت غارتين على مرتفع تلة الرشاحة عند الحدود اللبنانية السورية شرقي بلدة شبعا جنوب لبنان بمحاذاة الجولان.

في غضون ذلك، ألقت قوة الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) باللوم في بيان على مقاتلين متحالفين مع الحكومة السورية في تنفيذ هجوم أسفر عن مقتل طفل وإصابة ستة أشخاص آخرين إثر انفجار دراجة نارية في مدينة القامشلي أمس الأول.

سياسياً، جمعت الولايات المتحدة، أمس الأول، وزراء من دول حليفة للدفع باتجاه التوصل الى تسوية سياسية في سورية، لكنها أبدت بروداً إزاء الدعوة الفرنسية من أجل إقامة مجموعة اتصال جديدة لحل الأزمة.

وعقد الاجتماع في نيويورك بدعوة من وزير الخارجية ريكس تيلرسون وضم دولاً من حلف شمال الأطلسي بالإضافة إلى دول عربية، وقد وافقت هذه الدول على حث الأطراف المعنية على التفاوض حول عملية انتقال سياسي.

وحذرت هذه الدول من أن الأسرة الدولية لن تعترف بنظام الأسد أو تقوم بتمويل إعادة إعمار سورية دون تحديد خط يؤدي إلى تسوية، بحسب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون.

ولقيت دعوة باريس لإقامة "مجموعة اتصال" من أجل دفع الأطراف المعنيين إلى الانخراط في عملية سلام بروداً من واشنطن لوجود إيران، التي ترفض التعاون معها، فيها.

وحذرت فرنسا من "تفكك" سورية معلنة عن اجتماع للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن هذا الأسبوع في نيويورك لمحاولة تشكيل "مجموعة اتصال" لإحياء حل سياسي للنزاع.

تركيا تواصل إرسال تعزيزات... و«الأسايش» تلوم تحالف دمشق في هجوم القامشلي
back to top