لعاب حشرة القرادة لعلاج مرضى الإيدز!

نشر في 19-09-2017
آخر تحديث 19-09-2017 | 00:03
تحمل حشرة القرادة ذات الأرجل السوداء، المحملة بالبكتيريا المسببة لمرض اللايم، بعض الصفات الجيدة: البصاق.
يشكِّل بصاق حشرة القرادة، السائل نفسه الذي يحدِّد مرحلة التغذية من المضيفين عن طريق منع تخثر الدم، جزءاً من تجارب تدرس طرائق للحد من أمراض القلب لدى المرضى الذين يعانون فيروس نقص المناعة البشرية.

وأشارت دراسة من العام الماضي إلى أن خطر الإصابة بأزمة قلبية وسكتة دماغية يشكِّل نحو ضعف أي خطر يتعرّض له الناس عموماً، حتى لدى الأشخاص الذين لا يمكن كشف الفيروس في دمهم بسبب الأدوية المضادة للفيروسات.

وتعتقد إيفونا باندريا، أستاذة في علم الأمراض في مركز بحوث اللقاحات في جامعة بيتسبرغ، أن الالتهاب المزمن يشتبه بكونه سبباً لأمراض القلب والأوعية الدموية، ويحاول الباحثون في مجال فيروس نقص المناعة البشرية معرفة أسبابه.

ورغم أن مرضى فيروس نقص المناعة البشري يُعالجون بمضادات الفيروسات، ورغم أن الفيروس يخضع للسيطرة الجيدة، تقول باندريا إن «المرضى يطورون مشكلات أخرى تؤثر في الأعضاء والأجهزة، ما يقلل من طول العمر. كذلك يطورون أزمات صحية شبيهة بتلك التي يعانيها المسنون، إذ إن عملية الشيخوخة تكون سريعة لديهم والسبب الرئيس الالتهاب».

داء القلب

كذلك شاركت باندريا بتأليف بحث نشر أخيراً، يفيد بأن زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب يمكن ربطها بالوفرة المفرطة في نوع الخلايا المناعية لدى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.

أما إيريني سيريتي، من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، فكانت أيضاً من المؤلفين المشاركين، ووجد فريقها بعد فحص عينات من الدم البشري، أن لدى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية عدداً كبيراً من الخلايا المناعية التي تسمى بالـmonocytes (الخلايا الأحادية) التي تواصل ضخ البروتين الذي يحفز تخثر الدم والالتهاب، حتى لو كان فيروس نقص المناعة البشرية تحت السيطرة.

كذلك وجدت باندريا الخلايا نفسها عند القرود، وهي تتطوّر إلى مرض الإيدز، بعد الإصابة بفيروس SIV، الشكل الأولي لفيروس نقص المناعة البشرية HIV. أما الخلايا التي أخذت من أجناس مختلفة من القرود، والتي عادة لا تطور أمراض القلب عندما تصاب بفيروس SIV، فلم تضخ البروتين الذي له علاقة بتخثر الدم والالتهاب.

عينات

وكما ورد في Science Translational Medicine أخيراً، عُرضت عينات من الدم البشري للـ Ixolaris، وهي النسخة الاصطناعية من مركب صغير وجد في لعاب القرادة (الاسم العلميIxodes scapularis)، فوجد الفريق أن نشاط البروتين حُظر، من ثم عولجت بالدواء مجموعة صغيرة من القرود المخبرية، تتضمن جنسين مختلفين، وكلاهما مع عدوى مبكرة من فيروس SIV.

وقالت باندريا: «كرّر النموذجان الفيروس بشكل جيد، ولكن لم يكن لدى أحدهما فرط تخثر في الدم. بينما كانت للآخر نسبة تخثر عالية وأمراض في القلب والأوعية الدموية». وأشارت إلى «خفض مستويات البروتينات الالتهابية لدى الأجناس المصابة بنسبة عالية من التخثر عبر العلاج بالـIxolaris.

وخلصت الدراسة إلى أن «استهداف مسار التخثر لدى المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية ربما يكون فاعلاً في الحد من التنشيط المناعي والالتهاب المرتبط بالأمراض القلبية الوعائية في عدوى فيروس النقص المناعي البشري». كذلك يساعد كعلاج للأمراض الالتهابية الأخرى، وفقاً للدراسة.

براءة اختراع

تحمل المعاهد الوطنية للصحة الأميركية NIHبراءة اختراع الـIxolaris، الذي خضع للاختبار سابقاً لعلاج جلطات الدم لدى الحيوانات. وقالت باندريا إنه يتعين القيام بمزيد من الدراسات لتأكيد نتائج البحوث، إلى جانب دراسة فاعلية وسلامة العلاج عبر الـIxolaris.

كذلك أضافت أن «الدراسة خطوة إلى الأمام، فهي تتعلق بسبب جديد للالتهاب لدى مريض فيروس نقص المناعة البشرية: فرط تخثر الدم. وهي تنشئ علاقة واضحة مع فرط تخثر الدم والالتهاب».

لعاب القرادة وحده لن يقوم بالمهمة، ولكن: «لا أوصي الناس بأن يتعرضوا للدغ من القرادة لأنهم سيستمرون بالإصابة بمرض اللايم Lyme».

back to top