الممثلة والمخرجة لايك بيل: مشكلتنا أننا نعيش طويلاً

نشر في 19-09-2017
آخر تحديث 19-09-2017 | 00:03
«طوال العمر! لا أحد يريد أمراً طوال العمر لأن ذلك يذكرنا بموتنا المحتم». هكذا يبدأ عمل الكاتبة، والممثلة، والمخرجة لايك بيل I Do… Until I Don’t، وهو فيلم فكاهي عن معنى الزواج.
تلخص هذه العبارات افتتاحية الفيلم الوثائقي الذي تحاول فيه إثبات أن مفاهيم الزواج التقليدية باتت بالية.
تضيف بلهجتها البريطانية الحادة: «تكمن مشكلتنا في أننا نعيش طويلاً. لو كنا كلنا نموت في سن الخامسة والأربعين، حسناً لا بأس، يمكنك الارتباط. إلا أننا نصرّ اليوم على ممارسة تمارين بيلاتس، والخضوع لعمليات تنظيف القولون، وتناول الفيتامينات، ما يحكم علينا بتمضية حياة مديدة مريعة مع شريك واحد طوال نصف قرن بائس. ما الحل؟ يمكننا جميعاً كجنس أن نموت أصغر سناً أو نحكم على أنفسنا بمصير أقل إيلاماً: نعيد النظر في النظام».

في سعيها إلى إثبات طرحها هذا (على الشاشة على الأقل)، تطلق بروديك سلسلة حوادث تدفع الشخصيات الست الرئيسة إلى إعادة النظر في الشراكة والتطور أخيراً في زواجها.

تذكر بيل: «أعتقد أن الزواج عندما ظهر كمفهوم قبل عصور كان عقداً أو صفقة تجارية. كان الناس يعيشون إلى عقدهم الخامس على الأرجح، إلا أنهم لم يبلغوا المئة بالتأكيد. لذلك أظن أننا نفرض على الإنسان مهمة بالغة الصعوبة عندما نطلب إليه أمراً مماثلاً». لا بد من الإشارة في هذا الصدد إلى أن بيل تبلغ من العمر 38 سنة وهي سعيدة بزواجها.

بين جلسات تحرير فيلمها، تحدثت إلى بيل عن الزواج، والإخلاص لشريك واحد، وسر استمرار العلاقة.

تُفضل فيفيان في فيلمك I Do… Until I Don’t خوض عقد يدوم سبع سنوات بدل زواج يدوم طوال العمر. ما رأيك في هذا الطرح؟

راودتني فكرة كتابة قصة عن الزواج أول مرة عندما قرأت مقالاً عن سياسية ألمانية مميزة وثورية تُدعى غابرييل بولي اقترحت على حكومتها تحويل الزواج إلى عقد يدوم سبع سنوات قابل للتجديد. ظننت أن هذا أمر مذهل لأنك إذا أدركت أن زواجك لن يدوم إلا سبع سنوات، تبذل على الأرجح قصارى جهدك. وعندما تبلغ نهاية السنوات السبع، يكون الزوجان أكثر تفاهماً وحباً، وقد يقرران على الأرجح الاستمرار سبع سنوات أخرى أو فترة أطول، أو الانفصال ليتزوجا بشخصين آخرين، ما يعود بالفائدة على الاقتصاد. عندما تتعدد الزيجات تتراجع تكاليف المحامين والخلافات لأن الزوجين سينفصلان بسلام على الأرجح. لكنني في قرارة نفسي أعتقد: «يبقى هذا المفهوم وسيلة تملص». أظن أن استمرار عقد الزواج سبع سنوات مفهوم خيالي لا أساس له في الواقع.

ما الذي ألهمك لكتابة هذا الفيلم؟

شكّل الفيلم خطوةً علاجية أتاحت لي تفحّص شكوكي الخاصة. ترعرعت في عائلة لم تعانِ الخيانة والعلاقات العابرة فحسب، بل الطلاق أيضاً، ما شدني على الأرجح إلى الكتابة عن هذه المسألة. أردت أن أنفّس عما يعتمل في داخلي بعد كل ما رأيته في طفولتي ومع أصدقائي.

أعربتُ عن اهتمام كبير بمفهوم هذه المؤسسة القديمة، التي باتت بالية بعض الشيء في رأيي، والتي تُفرض علينا مراراً كما لو أنها مطلب ضروري. لكنني هدفت، وأردت، وأملت من هذا العمل أن أمنح بعض الأمل والرومانسية لكل مَن يختار هذا الالتزام، الذي يستحق العناء وإن كان قديم الطراز.

ماذا تعلمت في حياتك الخاصة عن العلاقات الطويلة الأمد؟

تعلمتُ خلال حياتي حتى اليوم أن خوض تلك اللحظات الصعبة المبهمة خيار شجاع، ومجنون، وقوي، ومخيف. لا شك في أن الانفصال أكثر سهولة، إلا أنك لا تستطيع التطوّر ما لم تمرّ بتلك التجارب المزعجة من الصراع مع الآخر واضطرارك إلى النظر إلى المرآة واكتشاف نفسك كما تفعل في العلاقات الملتزمة. هذا هو مفتاح التطور الحقيقي. لا يسعك التبدل إن لم تنظر إلى نفسك مطلقاً.

إذاً، تعتبرين هذا مفتاح استمرار الزواج.

لا أعلم. لست خبيرة في هذا المجال. أكتفي بكتابة القصص. لكنني ما زلت في طور التعلّم. ما زال زواجي فتياً، لم يمر عليه سوى خمس سنوات. تشمل المسائل التي تعهدنا على القيام بها التحاور دوماً والسعي إلى حل المشاكل، والتوصل إلى الأجوبة كلما نشأت الأسئلة.

قصص وعبر

هل استوحيت علاقات شخصياتك الرئيسة من علاقات شهدتها بنفسك؟

لا أستطيع الكتابة إلا عما أعتبره حقيقياً وواقعياً. لذلك تحمل شخصيتي «أليس» لمحات مني. كذلك أضفت إلى تقلباتها ووتيرة حياتها قليلاً من والدتي المسكينة. أكتب عما شهدته في الماضي في عائلتي ومع أصدقائي. لذلك تكون قصصي دوماً شخصية.

هل يتضمن الفيلم رسالة أو عبرة؟

في هذه الأزمنة الحالكة، أعتقد أن الأمر الوحيد الذي يمكنني فعله، كما أرجو، أن أقدّم تجربة سينمائية بسيطة تولد في الناس الأمل. هذا كل ما أستطيع القيام به. عندما تسود الظلمة، أظنّ أننا نحفز المشاهد عندما نختم عملنا بمرحلة تتعامل فيها الشخصيات معاً بلطف.

ما الجزء الأكثر صعوبة في إعداد هذا العمل: الكتابة، أم الإخراج، أم التمثيل؟

هذا فيلمي السينمائي الثاني (عُرض فيلمها الأول In a World عام 2013). أواجه أكبر صعوبة في التعاطي مع معمعة الاضطلاع بالمهام كافة في آن. لا أواجه صعوبة في أي منها على حدة، بل في اجتماعها كلها معاً: الإنتاج، والكتابة، والإخراج، والتمثيل. هذا كثير.

أهمية النساء في قطاع الأفلام

لايك بيل صانعة أفلام في قطاع لا يقدّم الفرص إلا لقليلين. تقول في هذا الشأن: «أقدِّر الدعم الذي أحظى به. أنا عضو في مجلس منظمة «النساء في الأفلام». كذلك أدعم بشدة النساء في الكواليس. أعتقد أيضاً أن استخدام أصوات نسائية خيار جيد. ثمة أسباب عدة تحدّ من عدد النساء. لكنني أظنّ أن من الضروري إبقاء الفرص متاحة لأننا لم نبلغ الذروة بعد. إلا أنني واثقة من أننا سنبلغها. أحس بذلك، وأنا متحمسة جداً. أعتقد أن توظيف النساء يبقى الطريقة الوحيدة لسرد قصص عظيمة عنهن».

هدفي تقديم تجربة سينمائية بسيطة تولِّد في الناس الأمل
back to top