حفيد الخميني يتجه يميناً من دون راعٍ

نشر في 18-09-2017
آخر تحديث 18-09-2017 | 00:04
 المونيتور تبنى أخيراً حفيد مؤسِّس الجمهورية الإسلامية الأكثر بروزاً على الأرجح موقفاً جديداً على المسرح السياسي الإيراني، صحيح أنه لطالما اعتُبر مقرباً من معسكر المصلحين إلا أنه يُرسل أخيراً إشارات تلمّح إلى أنه مهتم بمعسكر المحافظين المنافس.

يُعتبر السيد حسن الخميني عموماً حامي إرث آية الله روح الله الخميني، ومع أنه لم يترشح مطلقاً لمنصب منتخَب فإنه دعم غالباً المرشحين المصلحين في حملاتهم، مما جعله هدفاً لهجمات المحافظين، لكن هذا الوضع تبدّل على ما يبدو عقب وفاة آية الله علي أكبر هاشمي رفسنجاني في شهر يناير.

سُجّل الخميني كمرشح لانتخابات مجلس خبراء القيادة في شهر فبراير عام 2016، إلا أن مجلس صيانة الدستور اعتبره غير مؤهل للترشح قبل شهر من التصويت، فجاء رد فعل وسائل الإعلام المحافظة تجاه هذه الخطوة داعماً ومرحِّباً، وفي تلك الفترة وجّه رفسنجاني انتقادات قوية إلى مجلس صيانة الدستور، وفي 1 فبراير 2016 خاطب رفسنجاني، الذي شغل آنذاك منصب رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، مجلس صيانة الدستور بلهجة قاسية، قائلاً: "لا توافقون على أهلية شخص يشبه سلفه الإمام الخميني (للترشح)؟ مَن منحكم حق الحكم (في هذه المسألة)؟".

تحدثت صحيفة "المونيتور" إلى صادق زيبا كلام، بروفيسور بارز في جامعة طهران، عن التبدل الواضح في سياسات الخميني، فقال: "شعرتُ أيضاً أن حسن الخميني أحسّ بعد وفاة آية الله هاشمي رفسنجاني بأنه ما عاد يملك داعماً وراعياً قوياً، لذلك فضّل أن يتبنى مقاربة أكثر تحفظاً، فنأى بنفسه عن المصلحين بغية الحد من الأسباب التي تدفع المحافظين إلى مهاجمته".

وفي الخامس والعشرين من أغسطس، الذي وسم نهاية ولاية السياسي المحافظ محمد باقر قاليباف كعمدة طهران بعد 12 سنة في هذا المنصب، شارك الخميني في حفل الوداع وألقى كلمة تكريم: "أمضينا أنا والسيد قاليباف ليالي كثيرة متنكرين وجبنا أحياء طهران الفقيرة، حيث رأينا الكثير من مدمني المخدرات. في الواقع رأى السيد قاليباف المشاكل في الحال وفهمها، وعندما يدرك الشخص المشكلة يصبح أكثر قدرة على حلها أيضاً، فسرُّ نجاح السيد قاليباف يكمن في فهمه هذه الآلام".

ذكر الخميني هذه العبارات، مع أن المصلحين ووسائل الإعلام الحكومية كانت تهاجم وتنتقد الفساد في مجلس مدينة طهران وبلدية طهران خلال عهد قاليباف، ولهذا السبب استاء المصلحون من مشاركة الخميني في حفل وداع قاليباف.

لكن التطور الجديد اللافت للنظر حقاً عدم إدلائه بخطبة في ذكرى وفاة جده في شهر يونيو الماضي. اعتاد سابقاً الإدلاء بخطاب موجز قبل خطبة القائد الأعلى آية الله علي خامنئي في ضريح آية الله الخميني، إلا أنه قرر هذه المرة عدم الكلام، لا نعرف سبب هذه الخطوة بالتحديد، هل كان قلقاً حيال سلوك المتشددين واحتمال مقاطعتهم خطابه؟ أم أن هذا شكّل إشارة إلى تبديل موقفه السياسي وازدياده تحفظاً؟ في مطلق الأحوال هل يجب أن نفسّر قراره عدم الكلام في حفل شهر يونيو علامة واضحة على احتمال انضمامه إلى صفوف المحافظين؟

يجيب زيبا كلام: "كلا، لأن المحافظين لن ينسوا مطلقاً مواقفه السابقة، تلك المواقف التي كانت موجَّهة بوضوح خلال عهد الرئيس محمود أحمدي نجاد (2005 إلى 2013) ضد المحافظين. علاوة على ذلك يبدو عدد من المتشددين مستاء من السيد حسن بسبب علاقاته الوطيدة مع آية الله هاشمي رفسنجاني، ولا يمكن حل هذه المسألة بسهولة"، ولكن مهما كان السيناريو المتبع، يواجه المسرح السياسي الإيراني اليوم سياسياً مختلفاً في السيد حسن الخميني؛ سياسياً قرر الابتعاد عن المصلحين.

* سيد جعفري

* «المونيتور»

back to top