بالعربي المشرمح: الإعلام وأزمة الخليج!

نشر في 16-09-2017
آخر تحديث 16-09-2017 | 00:15
 محمد الرويحل لم أتخيل أن نصل إلى هذه المرحلة من الانحطاط الإعلامي والصفاقة والانزلاق نحو مستنقع في غاية القذارة، وهو ما يوجب على أصحاب القرار ضرورة وقف هذه المهاترات الملعونة والفتنة المجنونة.

ما ذكره صاحب السمو، في المؤتمر الذي عقده مع الرئيس ترامب، من أننا وصلنا إلى أمور غير صحية و«واطية» في الإعلام لم يكن ليصدر من شخصية بحجم صباح الأحمد ومكانته لولا أنه يعلم يقيناً تبعات ما يفعله الإعلام على دولنا، وما يترتب عليه من أمور لا تحمد عقباها، الأمر الذي دفع سموه إلى دعوة أطراف الأزمة الخليجية للجلوس إلى طاولة الحوار وإنهاء الخلافات بين الأشقاء قبل فوات الأوان، وكما كان العرب يقولون في السابق إن «الحرب أولها كلام»، واليوم فإن أول الحرب إعلام، حيث إن ما نشاهده ونقرأه في وسائل الإعلام يمثل شرارة حرب، وهو ما لا يتمناه كل الشرفاء من أبناء الخليج والوطن العربي.

لقد عُرِف عن القيادات الخليجية العقل والحكمة والاتزان بعكس الزعامات العربية الأخرى التي كانت تتعاطى مع الإعلام بفوقية وعنجهية وعدم اكتراث بمصالح شعوبها وأوطانها، وهو الأمر الذي يجعلنا نستغرب السماح لوسائل إعلامية بهدم العلاقات التاريخية والاستراتيجية التي جُبِلت عليها دول الخليج، ويجب معه وقف الهمجية الإعلامية التي نشاهدها اليوم وإعادتها لمسارها الحقيقي، وجعلها أداة من أدوات السياسة التي تخدم بلداننا وشعوبنا وتوحدها وتساعد في حل الصراعات وإنهاء التوترات، لا أن تكون وسيلة لخلق الأزمات وإثارة الفتن وتفكيك المجتمعات، وهو ما تتبناه وسائل إعلام المتخاصمين، حيث تشن حرباً إعلامية ممنهجة لم نشهد لها مثيلاً من قبل، وحتماً فإن من يديرها لا يعي خطورتها في ظل إقليم مشتعل ومكتوٍ بنيران الفتنة والطائفية والانقسامات، ونجزم أنهم فقط يريدون فتل عضلاتهم بتحدٍّ محموم لكي يكسبوا الجولة الإعلامية وإثبات وجودهم على حساب مستقبل المنطقة ووحدتها.

يعني بالعربي المشرمح:

الأزمة الخليجية الحالية ليست الأولى بين الأشقاء، فثمة أزمات عديدة مررنا بها وانتهت بحكمة ودراية قادتنا، ولكنها الأولى التي أصبح الإعلام سيدها ووسيلتها، وحتماً فإن هذا الإعلام لا يعي الرسالة السامية للكلمة، ولا يعي خطورة ما يفعله من نشر الكراهية والحقد بين شعوب المنطقة، حتى وصل به الأمر إلى الإساءة لرموزنا في الخليج، ولأننا مازلنا نثق بحكمة وحنكة قادتنا، فما نتمناه، كشعوب، هو وقف هذه الحملات الإعلامية المسعورة إلى حين حل الخلافات السياسية على طاولة الحوار، فالمنطقة مشتعلة والأعداء يتربصون بِنَا وفرحون بخلافاتنا، ويسعون إلى مزيد من توترنا وتفككنا... ندعو الله أن يحفظ لنا أوطاننا، ويرزق قادتها البطانة الناصحة الصالحة...

back to top