الجنسيات... وخاطفو الطائرات

نشر في 14-09-2017
آخر تحديث 14-09-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي طريقة الحكومة في التعامل مع ملف الجنسيات تشبه تماماً طريقة خاطفي الطائرة. العقلية ذاتها، والتصرفات ذاتها، والأسلوب ذاته. ولا أبالغ إنْ قلت إنّ خاطفي الطائرات عادة ما يوفون بالتزاماتهم تجاه رهائنهم ومفاوضيهم، في حين لم تفِ الحكومة بالتزاماتها تجاه "رهائنها" ومفاوضيها.

وأصل الحكاية أن الحكومة سحبت جنسيات أربع أسر لأسباب سياسية؛ أسرة عبدالله البرغش، وأسرة أحمد الجبر الشمري، وأسرة سعد العجمي، وأسرة نبيل العوضي، فاحتج الناس وهاجوا وماجوا، وهدد نواب الشعب بإسقاط رئيس الحكومة، فجرى تفاوض بين الفريقين، اشترطت فيه الحكومة ألا يتعرض رئيسها لمكروه في مقابل إعادة الجنسيات المسحوبة ظلماً إلى أهلها، فوافق المفاوضون، النواب، وتعهد كلا الفريقين بإتمام الصفقة.

بيد أن الناس، ومعهم نوابهم، فوجئوا بالحكومة تخلع التزاماتها، وترتدي ثياب القراصنة الخاطفين، وتساوم بعقليتهم: الوقود والهمبورغر في مقابل الإفراج عن جزء من الرهائن فقط (أسرة البرغش)! أين التعهدات والالتزامات أيها السادة الخاطفون؟ ما الذي تنتظره الحكومة من مفاوضيها؟ بيتزا وعصائر؟ صدقاً ما الذي تنتظره الحكومة الخاطفة؟ هل تريد أن يرفع خصومها السياسيون نقاطهم، عندما يستجوبونها فترضخ، فيذهب الفضل للنواب لا لها، كما حدث في المرة الماضية؟

وهل علينا أن نذكّر الحكومة بالوضع الإقليمي الحالي، إن تحدثنا ببراغماتية صرفة، الذي لا يمنحنا ترف التفاوض على مهل؟ وهنا لن أتحدث بلسان المصلحين: "يجب توحيد الصفوف" وما إلى ذلك، فالحكومة لا تفهم هذه اللغة. لكنني سأدعو الحكومة إلى تسجيل النقاط لمصلحتها لا لمصلحة خصومها المتأهبين لدور الانعقاد. فهل تعي ذلك؟

back to top