الأسد يطوّق دير الزور... و«أستانة» محور رسالة بوتين

• مخاوف من تغيير ديمغرافي شرقاً
• «داعش» يبحث عن مخرج
• ظريف: تنسيقنا مع روسيا وتركيا سيحدث فارقاً

نشر في 13-09-2017
آخر تحديث 13-09-2017 | 21:15
الأسد مستقبلاً شويغو في دمشق أمس الأول (إي بي إيه)
الأسد مستقبلاً شويغو في دمشق أمس الأول (إي بي إيه)
وسط مخاوف من تغيير ديمغرافي لتركيبة محافظة دير الزور، ذات الغالبية السنية، مع اقتراب الميليشيات الإيرانية والأجنبية من السيطرة عليها، عكفت قوات الرئيس السوري بشار الأسد على تطويق تنظيم «داعش» من ثلاث جهات، في وقت قام وزير الدفاع الروسي بزيارة عمل خاطفة لدمشق تمحورت حول اجتماعات أستانة، وسير مناطق خفض التصعيد والمساعدات.
بعد فكه الحصار عن مدينة دير الزور، واستقدامه في اليومين الأخيرين تعزيزات عسكرية ضخمة، يسعى الجيش السوري إلى تطويق تنظيم «داعش» من ثلاث جهات، عبر السيطرة على الضفة الغربية لنهر الفرات، تمهيداً لإطلاق الهجوم الأخير لطرده من الأحياء الشرقية.

ووفق مصدر عسكري موجود في دير الزور، فإن وحدات الجيش تعمل على «توسيع طوق الأمان في محيط المطار العسكري والتقدم في محيط تلال الثردة (جنوباً) وقرية الجفرة» الواقعة على ضفاف الفرات شرق المدينة، مبيناً أن توسيع العمليات يمهد «لطرد داعش من المدينة وريفها بشكل نهائي».

وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن «قوات النظام في غرب وجنوب المدينة تحاول التقدم من المطار باتجاه قرية الجفرة حيث تدور معارك عنيفة منذ يومين، بهدف طرد الجهاديين والوصول الى الضفة الغربية للفرات».

وفي حال سيطرت القوات الحكومية على الجفرة، فإنها ستتمكن، وفق المرصد، من «تطويق دير الزور من ثلاث جهات»، ولا يصبح أمام التنظيم أي منفذ سوى نهر الفرات «الواقع تحت مرمى مدفعية النظام والطيران الحربي الروسي».

في هذه الأثناء، تركز عملية قوات سورية الديمقراطية (قسد) في محيط قرية الشهابات، ويرافقها قصف كثيف للتحالف الدولي، الذي شدد على أهمية الحفاظ على خط فض الاشتباك بينه وبين الروس في المعارك الجارية بدير الزور.

رسالة بوتين

ومع مواصلة العمليات، التقى الأسد، أمس الأول، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو موفداً من الرئيس فلاديمير بوتين في زيارة عمل تناولت «التعاون العسكري والتقني في إطار العمليات الناجحة لتدمير التنظيم الإرهابي».

وبحسب بيان لوزارة الدفاع الروسية، فإن الأسد وشويغو، اللذين يعود آخر لقاء بينهما إلى 18 يونيو 2016، بحثا كذلك «استقرار الوضع في سورية وسير عمل مناطق خفض التوتر وتسليم المساعدات الانسانية الى السكان».

وأشارت الرئاسة السورية إلى أن شويغو نقل رسالة من بوتين للأسد تتعلق بآخر تطورات الأزمة واجتماعات أستانة، التي انطلقت أمس باجتماع على مستوى الخبراء، قبيل افتتاح الجولة السادسة، اليوم، و«خطط متابعة المضي قدما نحو تحرير مدينة دير الزور بالكامل من الإرهاب».

وخلال استقباله وفد الملتقى النقابي الدولي، الذي عقد في دمشق، اعتبر الأسد أنه "بعد 7 سنوات من الحرب، تسير سورية بخطى ثابتة نحو الانتصار"، متهماً بعض الدول بدعم الإرهاب، وبعض القوى الكبرى بمحاصرته اقتصادياً بطريقة غير أخلاقية ومخالفة للقانون الدولي والإنساني، لفرض هيمنتها على من يتمسك بسيادته وقراره المستقل.

تغيير ديمغرافي

في هذه الأثناء، حذر المجلس المحلي لدير الزور من النتائج المترتبة على سيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية على المحافظة من تغيير لتركيبتها السكانية ودخولها في صراعات سياسية وعرقية واجتماعية متعددة، وزيادة حدة التوتر المذهبي والتطرف، بالإضافة إلى تمكن إيران من الحصول على ممر يمتد من طهران إلى بيروت.

وأفاد بيان للمجلس، على حسابه في «فيسبوك»، بأن غالبية سكان دير الزور هم من العرب السنة، وأن سيطرة النظام والمليشيات الطائفية عليها ستخلق حالة من عدم الاستقرار طويلة الأمد، بسبب زيادة مفاعيل الصراع السياسي وحدة التوتر المذهبي.

البحث عن مخرج

في غضون ذلك، أشارت ​صحيفة «الغارديان»​ إلى أن المئات من مسلحي «داعش»​ يبحثون عن مخرج من ​سورية​، بعد فقد التنظيم السيطرة على عدة مناطق، لافتة إلى أن «البعض منهم يحاول قطع الحدود إلى تركيا ومن ثم العودة إلى الدول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد نجح العشرات منهم في التسلل إلى بلدات تركية في الجنوب، بالرغم من الحراسة الحدودية المشددة».

الجامع الأموي

وبعد سيطرة النظام على حلب بالكامل، أراد مفتي المحافظة محمود عكام أن يساهم أهلها في إعادة إعمار الجامع الأموي الكبير، لكن عرضاً قدمه الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف كان مغرياً الى درجة يصعب رفضه.

وقال عكام، لصحافيين شاركوا في جولة نظمها الجيش الروسي، أمس الأول، في مدينة حلب: «أرسل قاديروف باسم والده أحمد 14 مليون دولار لإعادة ترميم الجامع التاريخي»، مؤكداً أنه تبلغ أنه «في حال كان المبلغ غير كاف، سيرسلون أكثر».

وفي إطار اجتماعات «أستانة 6»، أكدت وزارة الخارجية الكازاخستانية انطلاق المشاورات التقنية على مستوى خبراء مجموعة العمل المشتركة لروسيا وتركيا وإيران، بصفتها الدول الضامنة للهدنة.

وذكرت مصادر في وزارة الخارجية أن المباحثات المقررة اليوم وغداً ستخصص للنظر في عدد من الوثائق المتعلقة بالرقابة في مناطق خفض التوتر وإقرار خرائطها في إدلب وحمص والغوطة الشرقية، مشيرة إلى أنها ستنظر أيضاً في اقرار ميثاق عمل مركز التنسيق ولجنة العمل الخاصة بالإفراج عن المحتجزين.

وأشارت المصادر إلى أن وفد الحكومة في هذه الجولة يترأسه المندوب الدائم بالأمم المتحدة بشار الجعفري ووفد فصائل المعارضة يترأسه رئيس أركان الجيش الحر أحمد بري، مضيفة أن وفد روسيا يترأسه المبعوث الخاص للكرملين ألكسندر لافرنتيف.

وفي حين يمثل الولايات المتحدة نائب وزير الخارجية ديفيد ساترفيلد، من المقرر أن تشارك تركيا وايران بوفدين يترأسهما نائبا وزيري الخارجية في كلا البلدين، في حين يشارك الأردن في هذه الجولة بصفة مراقب.

ظريف وغوتيريس

وخلال زيارة إلى موسكو التقى فيها نظيره الروسي سيرغي لافروف، اعتبر وزير الخارجية ​إيران ​محمد جواد ظريف​ أن التنسيق بين بلاده و​روسيا​ وتركيا، يمكن أن يحدث فارقاً في طريق الحل السياسي في ​سورية، موضحاً أنه سيبحث في سوتشي آخر التطورات في المنطقة، والعلاقات الثنائية بين طهران وموسكو.

بدوره، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس، أنه كان ولا يزال يدعم بقاء ستيفان ديميستورا في منصب مبعوثه الخاص إلى سورية، مؤكداً أنه بذل جهودا كبيرة لتحقيق المصالحة بين أطراف النزاع في سورية، والمجتمع الدبلوماسي الدولي يثمن عالياً مساعيه.

قاديروف يتكفل بترميم الجامع الأموي وغوتيريس يتمسك بديميستورا
back to top