أيّهما أفضل: العصا أم جهاز المساعدة على المشي؟

نشر في 14-09-2017
آخر تحديث 14-09-2017 | 00:00
No Image Caption
تتراجع حواسنا مع تقدّمنا في السن، فيصبح السمع، والذوق، والبصر أقل حدة. لكن التراجع الأهم والأكثر خطورة يبقى تدني قدرتنا على الحفاظ على توازننا. ويُشكّل هذا التراجع أحد أبرز أسباب السقوط، الذي يُعتبر بدوره أكبر مصدر للإصابات، والعجز، والوفاة بين المسنين.
{يعود تراجع التوازن لدى المسنين إلى موت الخلايا في الجهاز الدهليزي الذي يقع عميقاً في الأذنين ويرتبط بالدماغ. ينقل هذا الجهاز المعلومات إلى الدماغ. وعندما تموت خلاياه، يتراجع إحساسنا بموضع جسمنا في المكان. نتيجة لذلك، تتدنى دقة إحساسنا بالتوازن تدريجياً}، يوضح الدكتور أنتوني كوماروف من كلية الطب في جامعة هارفارد على موقع askdoctork.com الإلكتروني.

علاوة على ذلك، يتناول كثيرون ممن بلغوا الخامسة والخمسين من العمر أو تخطوها أدوية تسبب لهم الدوار وتشوش الذهن إن وقفوا بسرعة أو بدلوا اتجاههم أثناء المشي. صحيح أننا نملك مجموعة واسعة من التمارين التي تساهم في تصحيح خسارة التوازن هذه، إلا أن الأطباء يصفون لعدد كبير من الناس أداة تساعدهم في الحفاظ على توازنهم أثناء المشي، قد تكون عصا أو جهاز المساعدة على المشي (walker). ولكن كيف يمكنك أن تحدد أيهما الأفضل لك؟

حسنات وسيئات

دوّن أولاً حسنات كل منهما وسيئاته: جهاز المشي كبير الحجم، مع أن طيَّه سهل ومن الممكن وضعه داخل السيارة. بالإضافة إلى ذلك، يكره كثيرون نظرة الناس إليهم على أنهم عاجزون عند استخدام جهاز مماثل. كذلك يشغل جهاز المشي مساحة كبيرة عند استعماله، فضلاً عن أن قوائمه المزودة بدواليب تكون أعرض من أن تُستخدم على الدرج.

في المقابل، يزوّدك هذا الجهاز بتوازن أكبر وثبات أشمل، مقارنة بالعصا، مع أنه يصعّب عليك حمل الأشياء لأنك تُضطر إلى الاستناد إليه بيديك كلتيهما.

أما العصا، فلا تزوّدك بالقدر عينه من الثبات. وعندما يتعثر مَن يستخدمها، تصعب عليه استعادة توازنه، بخلاف مَن يعتمد على جهاز المشي، ما يؤدي بالتالي إلى سقوطه. علاوة على ذلك، يميل مَن يعتمدون على العصا إلى حملها باستمرار باليد عينها، مقدّمين بالتالي دعماً أكبر لجهة واحدة من الجسم. نتيجة لذلك، تُضطر هذه الجهة من الجسم إلى حمل ثقل أكبر، ما يؤدي بالتالي إلى خلل خطير في توازن العضلات بمرور الوقت.

كريستين ماكلولين خبيرة في الاختيار بين العصا وجهاز المساعدة على المشي، ونشرت مقالاً عن هذه المسألة في شبكة {الرعاية الصحية المتقدمة}. ذكرت ماكلولين، نقلاً عن شيلا حداد، مديرة قسم إعادة التأهيل والعلاج الفيزيائي في مركز كينغ سيتي لإعادة التأهيل والعيش في أوريغون: {تُعتبر العصا ملائمة للمرضى الذين يستطيعون السير إلى الأمام والخلف، المشي على أسطح غير سوية، صعود منحنى والنزول عنه، الانحناء إلى الأمام أثناء الوقوف، واستعادة توازنهم إن اعترض أحد طريقهم. كذلك، من الضروري أن يتمكّن المريض من الانحناء والإمساك بالعصا وهو جالس أو واقف، في حال سقط أرضاً، حتى لو كانت العصا مزودة برباط يوضع حول المعصم}.

نصيحة الطبيب

إن قررت استخدام جهاز مشي، فاختر ذلك القابل للطي كي تتمكّن من نقله وفتحه بسهولة. أما إذا اخترت العصا، فاحرص على ألا يكون أسفلها عريضاً جداً لئلا يعوق حركة قدمك، ما يؤدي إلى خلل خطير في توازنك.

أما إن كنت تتعافى من إصابة في الساق أو الركبة، فيُعتبر جهاز المشي خيارك الأفضل إلى أن تتمكّن من نقل وزن جسمك بسهولة من ساق إلى أخرى من دون الشعور بالألم. وإذا قررت استخدام العصا، فمن الضروري أن تتمكّن من الاستناد إليها من دون أن تلقي بكامل ثقل جسمك عليها.

لا تكتفِ باختيار العصا أو جهاز المشي استناداً إلى نصيحة الطبيب، بل جرّب كليهما كي تحدد أيهما يزودك بالاستقرار والثبات المناسبين. ولما كانت كلفتهما بسيطة، فلا ضرر من شرائهما معاً والتمرّن عليهما. وهكذا تستطيع التنقل بينهما يومياً بحسب النشاط الذي تقوم به.

back to top