عام دراسي دون معاناة

نشر في 09-09-2017
آخر تحديث 09-09-2017 | 00:06
 عفاف فؤاد البدر يزعجني انتشار بعض الرسائل السلبية على مواقع التواصل الاجتماعي أياً كان موضوعها، والأدهى أنها تنتشر على شكل دعابة ورسومات كاريكاتيرية، مما يجعل العقل اللاواعي يبرمج عليها بكل سهولة ويصدقها فعلاً، فمما انتشر مؤخرا أن من يعاني في العملية التعليمية ليس فقط الطالب، بل أولياء الأمور يعانون تجاه تنشئة أطفالهم وتعليمهم، وهو ما يؤكد أن الطاقة تسري.

وهنا تحضرني قصة لجدة محمد إلياس، أحد مشايخ الهند، الذين كان لهم الأثر البالغ في نشر الدعوة الإسلامية بالسلم والكلمة الطيبة في أرجاء العالم بعيداً عن السياسة، فقد رأت في منامها أنه سينشر الدين بالحكمة والموعظة الحسنة، وتحققت رؤياها حيث تتلمذ على يده الكثير من العلماء الأفاضل منهم أبوالحسن الندوي، وعمر بلمبور.

نحن مقبلون على عام دراسي جديد، نسأل الله أن يجعله عام خير وبركة على الجميع؛ فالعبرة ببث النوايا الحسنة لأبنائنا، وغرس مبادئ حب التعلم في نفوسهم، ونذكر في هذا الصدد بحديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِهِ، وَإِنَّهُ يَسْتَغْفِرُ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ"، كما يجب أن نهيئهم نفسيا، وذلك لا يتأتى إلا بفرش الدعامات الأساسية للإقبال على التعلم، فأولاً يجب أن تفهم أنه لا يدرس ويذاكر من أجلك يا ولي الأمر، فتطالبه بأن يحقق درجة عالية وهو غير قادر على ذلك، بل دعه يحقق أفضل ما لديه، فوظيفتك دعمه وشكره على ما حقق، فتنشأ لدية رغبة وإرادة من الداخل في أن يحقق الدرجة التي يريدها، وتعلم الاعتماد على نفسه، فدعه يتعلم لأجل نفسه ولأجل ذاته لا لأجلك، دورك المراقبة والتحفيز.

وثانياً عليك أن تعلمه كيف يتعلم، صحيح أن مثل هذا المفهوم لا يعلم لدينا في المدارس، إلا أنه بالإمكان إشراكه في دورات وورش تعلمه ذلك، بحيث تصبح عملية التعلم متعة وبهجة، وليس فرضاً وكرهاً، وثالثاً: من الضروري له أن يبدأ والنهاية في عينيه، بحيث يضع من الآن أهدافاً دراسية مع بداية عامه الدراسي، ما المادة التي سيحقق فيها الامتياز؟، كم بحثاً سيقدمه؟ وهكذا لتكون الصورة واضحة.

فبهذا التهيؤ تكون ضمنت له قاعدة صلبة سميكة وتجنبت المعاناة في عملية تدريسه، كما تتجنب بذلك وضع مدرسين خصوصيين، ولو أن كل أسرة قامت بذلك لضمنّا جيلاً نافعاً لبلده مخلصاً نقياً من أي فساد يدار من خلف المكاتب!

back to top