النمسا... اكتشف وجوهها المبهرة!

نشر في 02-09-2017
آخر تحديث 02-09-2017 | 00:00
للجمال في النمسا وجوه متفرِّدة ومبهرة! يشتهر هذا البلد بفنادقه ومنتجعاته الفاخرة، ومساحاته الخضراء النضرة، وجباله المهيبة ذات الإطلالات التي تحبس الأنفاس، فضلاً عن بحيراته الصافية الجميلة، وأنشطته الترفيهية، وخياراته الرياضية المتنوعة. من ثم، تتحوّل العطلات في أرجائه إلى ذكريات راسخة تدفع السائحين إلى تكرار زيارتهم له. واللافت أن الجمال والدلال سيرافقانك مباشرة منذ لحظة وصولك إلى هذا البلد الساحر.
أينما كانت وجهتك في النمسا فستحظى بكل تأكيد بحفاوة وترحاب، ليس لما يُعرف به النمساويون من حسن استقبال لضيوفهم فحسب، بل أيضاً لما يزخر به هذا البلد من مجموعة متنوعة من فنادق راقية توفر لضيوفها القادمين من أنحاء العالم غرفاً وأجنحة فاخرة وفريدة وأجواء مريحة مفعمة بالدفء وخدمات على أعلى مستوى.

في فيينا فندق «أمباسادور»، الذي يعتبر واحداً من الفنادق التاريخية ولا يزال يمثِّل موطناً لشخصيات من عالم الموسيقى والفن والثقافة. يقع هذا الفندق، الذي يعد نقطة انطلاق مثالية لزوار فيينا، على مقربة من المعالم السياحية ومناطق التسوق والمطاعم الشهيرة. وهو يتيح لضيوفه فرصة التمتع بالأجواء الأنيقة والمحيط التاريخي والرفاهية. كذلك يبرز في فيينا «زاخر»، وهو فندق فخم من فئة الخمس نجوم يتمتع بموقع مميز في قلب المنطقة الثقافية، قبالة دار الأوبرا مباشرة، وبجوار معرض ألبرتينا وعلى بعد خطوات من أبرز المعالم السياحية في المدينة. يسحر الفندق الضيوف بأجوائه الأنيقة وكرم الضيافة، كذلك يوفر أقصى معايير الخدمة فتشعر كأنك في منزلك.

سفر بانورامي

من المعروف أيضاً عن السفر داخل النمسا بأنه سهل ومريح وممتع. تتمتّع البنية التحتية المجهزة لوسائل النقل العام بدرجة عالية من التطوّر وبشبكة من السكك الحديد تربط مختلف مناطق النمسا بأفضل صورة. مثلاً، تربط قطارات شركة السكك الحديد الاتحادية النمساوية مطار فيينا بمدينة سالزبورغ في أقل من ساعتين و49 دقيقة. ومن سالزبورغ يمكنك أيضاً ركوب القطار الإقليمي للتوجه إلى مدينة «تسيل أم زي»، التي تعتبر أحد أفضل أماكن الاستجمام في الهواء الطلق. علاوة على ذلك، ثمة خط مباشر من مطار فيينا إلى «تسيل أم زي» كل يوم سبت. وفي «تسيل أم زي» يمكنك التوجه إلى مدينة «كيتسبوهل» أو «إنسبروك» بواسطة القطار الألبي السريع الجميل «إيروسيتي ترانس ألبين»، الذي يحتوي على مقطورة بانورامية من الدرجة الأولى.

وتتيح قطارات السكك الحديد الاتحادية النمساوية للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات إمكان السفر مجاناً، كذلك يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاماً السفر بنصف سعر التذكرة في النمسا. وفقاً لنوعية القطار، تشتمل قطارات شركة السكك الحديد الاتحادية النمساوية على نظام تكييف، ورفوف واسعة للأمتعة، ومقابس لشحن الأجهزة الكهربائية، بالإضافة إلى وجود مطاعم على متنها. وإذا كنت تسافر على الدرجة الأولى سيتم تقديم وجبات خفيفة ومشروبات ومأكولات إلى مقعدك مباشرة (مقابل أجر).

جاذبية المياه

مهما كانت الوسيلة التي ستختارها للتنقل في أرجاء النمسا، وسواء فضّلت البقاء داخل المدن أو التوجه إلى الأرياف والجبال، فمن المؤكد أن المياه الفاتنة ستكون حاضرة بقوة في وجهات سياحية جذابة كثيرة. وهنا، لا بد من الإشارة إلى أن لدى النمسا مصادر مياه عذبة عدة، فهي تضمّ في ربوعها ما يربو على خمسة آلاف بحيرة تحتوي على أعذب المياه الصالحة للشرب في العالم.

ويوفر البلد أيضاً فرص ممارسة النشاطات المائية والتمتع بلحظات المرح والانتعاش. مثلاً، يمثِّل قصر هيلبرون، الذي يقع على بعد عشر دقائق من مركز مدينة سالزبورغ الشهيرة، وجهة جذابة لا ينبغي تفويتها. هنا يمكنك أن تلتقي التاريخ وجهاً لوجه! فالطالما كانت المياه الموضوع الرئيس في تصميم هذا القصر، الذي بني مع متنزهه الواسع، قبل أربعمئة عام بأمر من رئيس الأساقفة «ماركوس سيتكوس» الذي أثبت بأنه رجل محب للمزاح. ستكتشف سريعاً أن قصر هيلبرون عزبة ومكان للمرح أكثر من كونه قصراً حقيقياً، وذلك لأن «ماركوس سيتيكوس» بنى مرافق القصر الواسعة لترش الماء على ضيوفه الموقرين، فكان الماء ولا زال يُرش على كل ركن وزاوية بكبسة زر، من خلال نوافير خادعة وفتحات مخفية لنفث المياه ومغارات وينابيع. حتى أن من المستحيل الخروج من هذا القصر من دون التعرض للبلل وتمضية لحظات رائعة جداً، لذا فإن الوقت المثالي لزيارة قصر هيلبرون خلال يوم صيفي حار.

وبالنسبة إلى عشاق السياحة وغيرها من رياضات مائية، فلن يجدوا مكاناً أفضل من نهر الدانوب الرائع الذي ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الدانوب الرئيس حيث تُبحر سفن الرحلات النهرية، والدانوب القديم المحاط بحدائق ومتنزهات ومطاعم بتراسات مُطلة على مياه ومتنزهات ذات ممرات للمشاة والدراجات الهوائية، والدانوب الجديد الذي ينفصل عن الدانوب الرئيس بجزيرةٍ من صنع الإنسان يبلغ طولها 21 كيلومتراً، وتعد جنة استجمامية حقيقية، إذ تزخر بكثير من الشواطئ، فضلاً عن 180 هكتاراً  من المساحات الخضراء الساحرة ومطاعم ومقاهٍ كثيرة.

تستضيف هذه الجزيرة سنوياً مهرجان جزيرة الدانوب المجاني الذي يحضره ثلاثة ملايين زائر على مدى ثلاثة أيام، ويُعد أكبر احتفال في الهواء الطلق في أوروبا.

أما بحيرة «تسيل»، التي ربما تكون أكثر البحيرات سحراً  في العالم، فتقع في بلدة «تسيل أم زي»، في ذلك الوادي الرائع الذي يفصل بين قمة جبل «غروسغلوكنر»، وهو الأعلى في النمسا، وجبل «كيتسشتاينهورن» المغطى بالثلج. أصبح وادي «تسيل أم زي» القابع في جبال الألب، منتجعاً صحياً منذ عام 1961، وتعدُّ بحيرة «تسيل» خزاناً طبيعياً للمياه، فهي تتسع لما يربو على 175 مليون متر مكعب من الماء، وتزود المدينة بأنقى مياه الشرب. كذلك يشكِّل سطح البحيرة مكاناً مثالياً لممارسة مختلف الرياضات المائية خلال الصيف ورياضات التزلج على الجليد خلال الشتاء.

وبإمكان الزوار أيضاً القيام بنزهة ممتعة على متن قارب مهيب عبر هذه البحيرة التي تبلغ مساحتها 4.7 كليومترات. هنا أمامك فرصة الاختيار بين أربع عبّارات بخارية متنوعة تضمن لك جولات بحرية ممتعة، كالتي تقوم بها عبّارة «إم إس شميتنهوه» إلى شواطى «زوننهوف» و«تومرسباخ»، علماً بأنها توفر على متنها خدمة تقديم مختلف أنواع المأكولات.

استجمام وترفيه

توفر النمسا أيضاً خيارات متنوعة في مجال الاستجمام والاهتمام الصحة، يمكن جمعها أيضاً مع مغامرات مثيرة للغاية. ولن تجد مكاناً أفضل من وادي غاشتاين للقيام بذلك، فهو ليس أحد أجمل بقاع الأرض فحسب، بل من أشهرها أيضاً بمنتجعاته العلاجية الراقية. ولا تتوقف الإثارة عند هذا الحد، فمياهه غنية بعنصر الرادون الطبيعي، الذي له دور فاعل في تنشيط خلايا الجسم وإراحة الجسم وتهدئة الأعصاب.

ومن بين منتجعات وادي غاشتاين يبرز «ألبين تيرمه»، الذي يقدِّم للراغبين بالمغامرة والاهتمام بصحتهم برنامجاً منوعاً ومتعدد الأهداف يناسب الأعمار كافة، وذلك من خلال ستة أقسام تتربع على نحو 14 ألف متر مربع.

منتجع «غايزرس» بدوره يُعد مركز ألعاب مائية يشبه «وايلد وادي» في دبي، ويشكّل متعة هائلة للأطفال، إذ يتضمن منزلقاً يزيد طوله عن 70 متراً. ويتميز هذا المركز بخصوصيته اللافتة التي يُعززها قسم خاص بالنساء يشتمل على غرف شمسية وأقسام خاصة بالزينة والتجميل.

كذلك يبرز منتجع «فلسن تيرمه» الذي يحتوي على سبعة مراكز مختلفة للساونا، وفيه منطقة بانورامية مخصصة للعناية بالصحة، ما يجعله محور اهتمام الزوار من العالم العربي.

مناظر تحبس الأنفاس

تفخر النمسا بكونها واحدة من البلدان الأكثر خضرة  في العالم، إذ تغطي المساحات الخضراء جزءاً كبيراً من أراضيها وتزخر بدروب ساحرة بإطلالات بانورامية تحبس الأنفاس. في هذا المجال، لا ينبغي لعشاق المناظر الطبيعية تفويت فرصة اختبار طريق أعالي جبال الألب المعروف باسم «غروسغلوكنر» الذي يمرّ من أمام أعلى جبل في النمسا (جبل غروسغلوكنر) عابراً قلب حديقة هوه تاورن الوطنية، حيث يمكن مشاهدة نباتات وحيوانات نادرة. من خلال نحو 36 منعطفاً، يقودك هذا الطريق إلى ارتفاع يصل إلى نحو 2,571 متراً، لينتهي بك المطاف عند أطول منحدر جليدي في جبال الألب الشرقية، ألا وهو «باستيرز». يوفر هذا النهر الجليدي الأطول في جبال الألب الشرقية نقاطاً تتيح فرصة اختبار الجليد. فمن النادر أن تكون قريباً من هذا العالم الساحر، والذي يتمثّل في عناصر عدة هي: «جليد وأنهار جليدية ساحرة»، والسينما الجليدية، وأعلى معرض سيارات في العالم، إضافة إلى معرض الفن والثقافة «عشق جبال الألب- جمال وعاطفة».

وستحظى هنا برحلة لا تُنسى في أكبر حديقة وطنية من نوعها، حيث ستشاهد شلالات تتساقط بسرعة، ونظرات فضولية من عيني حيوان المرموط، وثلوجاً في فصل الصيف، وهي سمات لا تجتمع إلا في هذا المكان الرائع. على طول طريق أعالي جبال الألب «غروسغلوكنر» تنتشر قمم جبلية ومناظر مذهلة. ومن قمة «إيدل فايس شبيتسه»، وهي أعلى نقطة في النمسا يمكن الوصول إليها بالسيارة، يمكن مشاهدة أكثر من 30 قمة تتربع على ارتفاع 3000 متر.

إحدى أشهر المناطق التي تقع وسط الجبال في النمسا «إنسبروك»، عاصمة إقليم تيرول. هي المكان الوحيد في العالم الذي يمكنك فيه التسوق عبر مركز مدينة تاريخي يعود إلى القرون الوسطى، والانتقال منه خلال 20 دقيقة فقط إلى مطعم جبلي على ارتفاع 2000 متر. وهناك، بإمكانك الاستمتاع باحتساء فنجان من القهوة بينما تتأمل مناظر جبال الألب الرائعة. ولفعل ذلك، ما عليك سوى ركوب تلفريك «نوردكيتينبان»، الذي صممته المهندسة المعمارية الراحلة زها حديد. ولما كانت «إنسبروك» المكان الوحيد في العالم الذي استضاف الألعاب الأولمبية الشتوية مرتين، فبإمكانك أن تتوقع مشاهدة مناظر مذهلة حقاً هناك في الأعالي.

«شتايغنبيرغر هيرنهوف»

بدوره يقع في قلب فيينا أيضاً، وسط المدينة القديمة على بعد مرمى حجر من قصر هوفبورغ. يوفر هذا الفندق، الذي لا يبعد سوى دقائق قليلة سيراً على القدمين عن المعالم الثقافية للمدينة، إمكان الاستمتاع بمزيج من التقاليد والتصميم العصري، وبسبب الأجواء الساحرة فيه يشعر الضيوف كأنهم في منزلهم تماماً.

لا يقتصر الأمر على فيينا. مثلاً، في مدينة سالزبورغ يبرز فندق «شيراتون غراند سالزبورغ» ذو الخمس نجوم، وهو من مجموعة فنادق شيراتون الفاخرة، ويتميز بتصميمه المميز وخدماته الممتازة والمستوى العالي من رضا العملاء وموقعه الجذاب بالقرب من حدائق ميرابل الشهيرة عالمياً في وسط سالزبورغ.

وفي منطقة «ليخ زورس» نجد «غاستهوف بوست»، فندق متفرد من فئة الخمس نجوم يتمتع بمُلكية عائلية، وهو عضو في مجموعة الفنادق الفاخرة «ريلس اند شاتو». فيه مطاعم حائزة جوائز عدة بفضل مطابخها المميزة. كذلك يضمّ منطقة للاستجمام والتجميل مع حمام سباحة بانورامي مذهل وأجنحة للعلاج تضمن الاسترخاء التام.

وسيمنحك ذلك بلا شك فرصة للراحة واستعادة النشاط للانطلاق في استكشاف النمسا والتمتع بالأنشطة والرياضات التي تحبها.

السفر بالقطار في النمسا

تتيح قطارات السكك الحديد الاتحادية النمساوية ÖBB Railjet للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات إمكان السفر مجاناً، كذلك يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاماً السفر بنصف سعر التذكرة في النمسا. وبحسب نوعية القطارات، تشتمل قطارات شركة السكك الحديد الاتحادية النمساوية على نظام تكييف، ورفوف واسعة للأمتعة، ومقابس لشحن الأجهزة الكهربائية، بالإضافة إلى وجود مطاعم على متنها. وإذا كنت تسافر على الدرجة الأولى ستُقدَّم وجبات خفيفة ومشروبات ومأكولات إلى مقعدك مباشرة (مقابل أجر).

وجود الجليد في النمسا لا يقتصر على القمم الجبلية، بل يمتد أيضاً إلى جوف الجبال. وأفضل مثال على ذلك عالم عمالقة الجليد في بلدة «فيرفن» في ولاية سالزبورغرلاند، على بعد 40 كم من العاصمة سالزبورغ. يضمّ عالم عمالقة الجليد أضخم كهوف جليدية في العالم. وهو يمثل متاهة من الكهوف بطول إجمالي يبلغ أكثر من 40 كم، وظاهرة طبيعية أُبدعت بواسطة الجليد والصخور. يزور نحو 200 ألف سائح الكهوف سنوياً، حيث يعبرون عن إعجابهم بالمنحوتات الجليدية المضاءة التي أبدعتها مجاري المياه الجوفية قبل ملايين من السنين ليحتلها في ما بعد الجليد.

لا تفوِّت فرصة اختبار طريق أعالي جبال الألب

استمتع بركوب التلفريك الذي صممته زها حديد

زر وادي غاشتاين المعروف بمنتجعاته العلاجية
back to top