تركيا تعرض الانضمام إلى «محور الأسد» مقابل إفشال المشروع الأميركي - الكردي

أنقرة طلبت مساعدة إيرانية في إدلب نظير دعمها طهران وموسكو في جنوب سورية
• وعدت بإخراج فصائل من المعركة مع النظام... والانسحاب من الشمال بعد تأمين الحدود
• إردوغان: قادة جيشي تركيا وإيران بحثوا العملية المشتركة ضد الأكراد وستنطلق في أي لحظة

نشر في 22-08-2017
آخر تحديث 22-08-2017 | 00:15
 الرئيس التركي رجب طيب إردوغان -  الرئيس السوري بشار الأسد
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان - الرئيس السوري بشار الأسد
بعد إجرائه محادثات غير مسبوقة في أنقرة، منذ عام 1979، بأوامر من المرشد الأعلى علي خامنئي، كشف مصدر مقرب من رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري، لـ"الجريدة"، أن القيادة العسكرية التركية أبدت استعدادها للانضمام إلى محور الرئيس السوري بشار الأسد بقيادة طهران وموسكو، في ظل تخوفها من تحركات واشنطن، حليفتها وشريكتها في حلف شمال الأطلسي، غير المدروسة لمصلحة أكراد المنطقة.

ووفقاً للمصدر، فإن الأتراك كشفوا للواء باقري، المعروف في إيران باسم محمد أفشردي، عن معلومات سرية، تفيد بأن الأميركان يخططون لتنفيذ عملية عسكرية في منطقة إدلب، مستخدمين مقاتلين أكراداً موالين لهم، وإذا نجح مشروعهم فسيصل المناطق الكردية بالبحر الأبيض المتوسط، لذا يجب إفشاله بأسرع ما يمكن.

وأفاد بأن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان كان يخطط لعرض هذا المشروع على المرشد الأعلى، والرئيس حسن روحاني، خلال زيارته المرتقبة لطهران بعد شهر، لكن خوفاً من تأخر الوقت عُرضت القضية على رئيس الأركان الإيراني، لينقلها إلى قيادته في طهران.

اقرأ أيضا

وأوضح أن الأتراك عرضوا على الإيرانيين إجراء عملية تشارك فيها تركيا من شمال إدلب، وإيران وسورية وروسيا من الجنوب، مؤكداً أن أنقرة مستعدة للضغط على مقاتلي المعارضة السورية، المقربين منهم، للتوصل إلى اتفاق مع حكومة الرئيس بشار الأسد، في مؤتمر أستانة، يخرجون على أساسه من المعركة، بشرط عدم التعرض لهم، وإشراكهم في الحلول السياسية المستقبلية.

وأضاف أن الأتراك زادوا على ذلك بأنهم سينسحبون من الأراضي السورية، بمجرد التأكد من أن حكومة دمشق المقبلة باستطاعتها تأمين الحدود المشتركة، وضمان عدم اختراقها من الإرهابيين، سواء كانوا أكراداً أو غيرهم.

وحسب المصدر، قدم اللواء باقري تقريره إلى المرشد والمجلس الأعلى للأمن القومي خلال الساعات القليلة الماضية، وإذا تمت الموافقة على المشاركة في عملية إدلب، فيمكن أن تبدأ خلال أسابيع.

وبين أن الأتراك أبدوا قلقهم من حضور الميليشيات الكردية إلى جانب الجيش الحر في الجنوب السوري، وأبلغوا اللواء باقري بأنهم مستعدون للمشاركة في عملية مشتركة مع المحور الإيراني - الروسي في المنطقة الجنوبية إذا نجح ائتلافهم في إدلب.

وقبل وصوله إلى الأردن في زيارة لإنعاش علاقات عكّرت صفوها ملفات وقضايا المنطقة، أعلن الرئيس التركي أن عملية مشتركة مع إيران ضد الأكراد "مطروحة على الدوام وستنطلق في أي لحظة"، مؤكداً أن قادة جيشي تركيا وإيران ناقشوا كيفية العمل مع تهديد حزب العمال الكردستاني لبلديهما للوصول إلى نتيجة في أسرع وقت.

وتعليقاً على زيارته النادرة ومباحثاته مع نظيره التركي خلوصي آكار، أعلن رئيس الأركان الإيراني أمس أنه تم الاتفاق على أن تعزز تركيا انتشارها على حدودها مع إيران لتكمل كلتاهما الأخرى في منع مرور الإرهابيين، مؤكداً أنه تم الاتفاق على رفض الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراق المقرر إجراؤه في 25 سبتمبر.

وخلال الزيارة، التي شكلت منعطفاً كبيراً للعلاقات الثنائية، قدمت إيران "اقتراحاً مفاجئاً" لأنقرة لبدء التعاون المشترك ضد الأكراد في منطقتي قنديل وسنجار في شمال العراق، بحسب صحيفة "توركيي" التركية التي رأت أن الخطوة الإيرانية شكلت مفاجأة، لأن المسؤولين الأتراك يشتكون منذ زمن طويل من أن طهران تركت تركيا تحارب بمفردها كوادر حزب العمال الكردستاني وبنيته المالية وأنشطته السياسية.

back to top