آمال : الكويت... في الدور الثامن

نشر في 22-08-2017
آخر تحديث 22-08-2017 | 00:25
 محمد الوشيحي نشرت صحيفة النهار خبراً عادياً طبيعياً فثارت ثائرتنا، نحن الشعب البطران، وصنعنا من حبة الخبر قبة، ومن عجينته كبة. الخبر العادي يتحدث عن حرص ديوان الخدمة المدنية على الحفاظ على سرية العمل، وعدم كشف أسرار مراسلات الديوان و"خماچيره"، خصوصاً بعد انكشاف شهادات بعض المستشارين العرب، وضخامة رواتبهم... فقرر منع دخول أحد إلى الدور الثامن، أو مغارة الديوان، ومخبأ أدوات الشعوذة.

ما المثير في الخبر أيها الشعب اللطيف؟ بالله عليكم ما هو المثير في هذا الخبر؟ أو ما الجديد فيه؟ هل نفهم من ذلك أن الشعب الكويتي العظيم، مولودٌ وفي فمه ملعقة من ديمقراطية، وأنه كان معتاداً معرفةَ تفاصيل كل ما يجري في البلد؟ هل كان الشعب يعتبر "المعلومة" حقاً أساسياً من حقوقه كإنسان، ويقاتل لعدم فقدان هذا الحق؟

ما هذا الهياط المبين أيها الشعب الجميل الذي يعجز نوابه عن الحصول على المعلومة؟ صلّ على النبي واترك عنك متابعة برامج الكاميرا الخفية، وهوبااا نزيع والا ما نزيعش. اترك عنك تقمص دور الشعب النرويجي، الذي يحق لكل مواطن فيه، وهو في مطبخ بيته يغسل الأطباق، توجيه سؤال لأي مسؤول يختاره، فتصل إليه الإجابة في وقت معلوم.

على أن الجميل في الموضوع، هو أن إظهارنا غضبنا بسبب حجب المعلومات "العادية" عنا، يجمّل صورتنا أمام شعوب الخليج، فينسبونا إلى قبيلة الديمقراطيين، فنحتفل بذلك، وننشد الأغاني الوطنية ونشيل الشيلات الحماسية.

قال الدور الثامن ممنوع قال! يا عيني، وهل نفهم أن بقية الأدوار في الحكومة يمكن أن تنشر الصحف محتواها؟ يا سيدات ويا سادة، الكويت كلها تعيش في الدور الثامن.

back to top